التعليق على تفسير الجلالين : (( ياقوم لكم الملك اليوم ظاهرين )) غالبين حال (( في الأرض )) أرض مصر (( فمن ينصرنا من بأس الله )) عذابه إن قتلتم أولياءه (( إن جاءنا )) أي لا ناصر لنا (( قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى )) أي ما أشير عليكم إلا بما أشير به على نفسي وهو قتل موسى (( وما أهديكم إلا سبيل الرشاد )) طريق الصواب .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
وقوله: في الأرض قال المفسر: " أرض مصر " وعلى هذا فـ ال في الأرض للعهد الذهني أي الأرض المعهودة أرضكم.
" فمن ينصرنا من بأس الله عذابه إن جاءنا " من ينصرنا: من هذه للاستفهام بمعنى النفي، أي لا أحد ينصرنا، والنصر هنا بمعنى المنع، أي فمن الذي يمنعنا من بأس الله، والبأس هو العذاب، وقوله: إن جاءنا يعني إن نزل بنا، فهل أحد ينصرنا ؟ حتى لو كنا اليوم ظاهرين في الأرض وكنا نحن ملوكا فإنه إذا نزل بنا بأس الله لا أحد يمنعنا، وقول المفسر: " إن قتلتم أوليائه " قد يقال إن هذا الذي عينه المفسر يدل عليه السياق لأنه أنكر عليهم أن يقتلوا موسى، وقد يقال أن المراد إن بقيتم على الكفر والعدوان ومنه قتل موسى، وهذا أصح وأعم، يعني ما الذي ينصرنا من بأس الله إن جاءنا لكوننا مستحقين لهذا العذاب بالكفر وقتل أوليائه.
قال فرعون مجيبا لهذا الرجل: ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد أكذب قول في الأرض هو هذا ما أريكم إلا ما أرى يعني ما أظهر لكم شيئا حتى تروه إلا ما أرى أنه الحق، وهذه دعوى كاذبة لأنه يعلم أن الحق في إتباع موسى كما قال له موسى : لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبورا وقال تعالى: وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم لكن جحدوا ظلما وعلوا فهو يقول: ما أريكم إلا ما أرى أي ما أرى أنه صواب وأنه حق، وهذه الدعوى كاذبة، وإن كان أراد ما أريكم إلا ما أرى أنه من مصلحتي فهذا صادق لكنه غاش، وعلى كل حال فالجملة مؤاخذ عليها لأنها إما كذب وإما غش، إما كذب إن كان يقول: ما أريكم إلا ما أرى من الصواب، وإما غش إن كان يرى أن الحق خلاف ما أراهم لكنه لمصلحته أراهم ما رأى.
قال معناه: " ما أشير عليكم إلا ما أشير به على نفسي وهو قتل موسى " هذا أيضا تخصيص في غير محله، لأن فرعون لا يهمه أن يقولوا اقتل موسى أو لا تقتله لأنه مصمم على ما يريد، لكن أهم شيء ألا يكفروا به، ألا يبدل دينه، وعلى هذا فالمقصود بقوله: إلا ما أرى في بقائكم على دينكم، هذا معنى الآية، لأن أصل الإنكار على موسى والتهديد بقتله أصله أنه خاف أن يبدل الدين.
قال : ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد يعني ما أدلكم إلا على سبيل الرشاد، الرشاد ضد الغي، ولهذا يقال رشد وغي: قد تبين الرشد من الغي يعني الصواب والسداد، وسبيل بمعنى طريق، وهو أكذب الكاذبين في هذا، لأنه ليس يهديهم سبيل الرشاد بل يهديهم سبيل الغي والعناد والاستكبار والكفر، فصار كاذبا في الجملتين: ما أريكم إلا ما أرى إذا قلنا إن المعنى ما أرى أنه صواب وما أهديكم إلا سبيل الرشاد هو أيضا كاذب لأنه بلا شك يهديهم سبيل الغي والفساد.
" فمن ينصرنا من بأس الله عذابه إن جاءنا " من ينصرنا: من هذه للاستفهام بمعنى النفي، أي لا أحد ينصرنا، والنصر هنا بمعنى المنع، أي فمن الذي يمنعنا من بأس الله، والبأس هو العذاب، وقوله: إن جاءنا يعني إن نزل بنا، فهل أحد ينصرنا ؟ حتى لو كنا اليوم ظاهرين في الأرض وكنا نحن ملوكا فإنه إذا نزل بنا بأس الله لا أحد يمنعنا، وقول المفسر: " إن قتلتم أوليائه " قد يقال إن هذا الذي عينه المفسر يدل عليه السياق لأنه أنكر عليهم أن يقتلوا موسى، وقد يقال أن المراد إن بقيتم على الكفر والعدوان ومنه قتل موسى، وهذا أصح وأعم، يعني ما الذي ينصرنا من بأس الله إن جاءنا لكوننا مستحقين لهذا العذاب بالكفر وقتل أوليائه.
قال فرعون مجيبا لهذا الرجل: ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد أكذب قول في الأرض هو هذا ما أريكم إلا ما أرى يعني ما أظهر لكم شيئا حتى تروه إلا ما أرى أنه الحق، وهذه دعوى كاذبة لأنه يعلم أن الحق في إتباع موسى كما قال له موسى : لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبورا وقال تعالى: وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم لكن جحدوا ظلما وعلوا فهو يقول: ما أريكم إلا ما أرى أي ما أرى أنه صواب وأنه حق، وهذه الدعوى كاذبة، وإن كان أراد ما أريكم إلا ما أرى أنه من مصلحتي فهذا صادق لكنه غاش، وعلى كل حال فالجملة مؤاخذ عليها لأنها إما كذب وإما غش، إما كذب إن كان يقول: ما أريكم إلا ما أرى من الصواب، وإما غش إن كان يرى أن الحق خلاف ما أراهم لكنه لمصلحته أراهم ما رأى.
قال معناه: " ما أشير عليكم إلا ما أشير به على نفسي وهو قتل موسى " هذا أيضا تخصيص في غير محله، لأن فرعون لا يهمه أن يقولوا اقتل موسى أو لا تقتله لأنه مصمم على ما يريد، لكن أهم شيء ألا يكفروا به، ألا يبدل دينه، وعلى هذا فالمقصود بقوله: إلا ما أرى في بقائكم على دينكم، هذا معنى الآية، لأن أصل الإنكار على موسى والتهديد بقتله أصله أنه خاف أن يبدل الدين.
قال : ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد يعني ما أدلكم إلا على سبيل الرشاد، الرشاد ضد الغي، ولهذا يقال رشد وغي: قد تبين الرشد من الغي يعني الصواب والسداد، وسبيل بمعنى طريق، وهو أكذب الكاذبين في هذا، لأنه ليس يهديهم سبيل الرشاد بل يهديهم سبيل الغي والعناد والاستكبار والكفر، فصار كاذبا في الجملتين: ما أريكم إلا ما أرى إذا قلنا إن المعنى ما أرى أنه صواب وما أهديكم إلا سبيل الرشاد هو أيضا كاذب لأنه بلا شك يهديهم سبيل الغي والفساد.
الفتاوى المشابهة
- قصة موسى عليه السلام مع فرعون في إنكاره لإلو... - ابن عثيمين
- ما حكم ما يحدث في مصر من حوادث قتل من جهة الجم... - الالباني
- مناقشة تفسير قوله تعالى : (( وقال فرعون ذرون... - ابن عثيمين
- تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( فأطلع إ... - ابن عثيمين
- قال الله تعالى : << فلمآأن أراد أن يبطش بالذ... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( وقال فرعون ذ... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى : (( وقال فرعون ذروني أقتل... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : (( يا قوم لكم الملك اليوم... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى : (( يا قوم لكم الملك اليوم... - ابن عثيمين
- تتمة فوائد قوله تعالى : (( يا قوم لكم الملك... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( ياقوم لكم ال... - ابن عثيمين