تم نسخ النصتم نسخ العنوان
التعليق على تفسير الجلالين : (( أسباب السموا... - ابن عثيمين أسباب السماوات  قال المفسر: " طرقها الموصلة إليها  فأطلع  بالرفع عطفا على أبلغ، وبالنصب جوابا لابن " يعني أن فيها قراءتين سبعيتين: فأطلعُ فأطلعَ، أما ع...
العالم
طريقة البحث
التعليق على تفسير الجلالين : (( أسباب السموات )) طرقها الموصلة إليها (( فأطلع )) بالرفع عطفا على ( أبلغ ) وبالنصب جوابا لابن (( إلى إله موسى وإني لأظنه )) أي موسى (( كاذبا )) في أن له إلها غيري قال فرعون ذلك تمويها (( وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
أسباب السماوات قال المفسر: " طرقها الموصلة إليها فأطلع بالرفع عطفا على أبلغ، وبالنصب جوابا لابن " يعني أن فيها قراءتين سبعيتين: فأطلعُ فأطلعَ، أما على قراءة الرفع فإنها معطوفة على أبلغ، يعني: لعلي أبلغ السماوات فعلي أطلع، وأما على قراءة النصب فإنها وقعت جوابا لابن، ابن: فعل أمر، وفعل الأمر يقع جوابه إذا كان مقرونا بالفاء بالنصب فأطلعَ فتكون الفاء هنا للسببية.
واعلم أن القراءتين الواردتين في القرآن الكريم هما أحد الحروف السبعة التي نزل القرآن عليها، فإن القرآن أنزل على سبعة أحرف، ولما كان في زمن عثمان رضي الله عنه أمر أن يجعل القرآن على حرف واحد هو حرف قريش، يعني لغتها، فهذه القراءات الموجودة ليست هي الأحرف السبعة، بل هي على حرف واحد.
الثاني: اعلم أن القراءتين كلتاهما صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم لأنها نقلت بالتواتر.
ثالثا: اعلم أنه لا ينبغي للإنسان أن يقرأ بين العامة بقراءة تخالف ما في أيديهم من المصاحف، لأن ذلك يوجب التشويش والارتباك واتهام القارئ، وربما تهبط عظمة القرآن في قلوبهم بسبب هذا الاختلاف، أما فيما بينك وبين نفسك فالأفضل أن تقرأ بهذا تارة وبهذا تارة بشرط أن تكون عالما غير متخبط، وإنا قلنا أن هذا هو الأفضل لأن كل من القراءتين قد قرأ به النبي صلى الله عليه وسلم، فيكون هذا مثل العبادات الواردة على وجوه متنوعة كالاستفتاحات والتشهد وما أشبه ذلك، لكن هذا بين وبين نفسك، أو في مقام التعليم إذا كنت تعلم الطلبة.
لعلي أبلغ الأسباب فاطلع إلى إله موسى يعني أصل إليه وأنظر هل هذا حق أو غير حق، ثم استدرك خوفا من أن يقول أحد من جنوده إنه حق فقال: " وإني لأظنه أي موسى كاذبا في أن له إلها غيري " قال هذا تمويها على أصحابه، وخوفا أن يقع في نفوسهم شيء حين أمر وزيره أن يبني له صرحا، قال: وإني لأظنه كاذبا وفرعون في هذه المقالة كاذب، هو لا يظن أن موسى كاذب.

Webiste