تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد قوله تعالى : (( قل إنما أنا بشر مثلكم... - ابن عثيمينفي هذه الآية فوائد منها: وجوبُ إعلام النبي صلى الله عليه وسلم أمَّتَه بأنَّه بشر مثلهم لقولِه:  قل إنما أنا بشر .ومنها آكَدِيَّة هذه الإعلام حيث أُمِرَ ...
العالم
طريقة البحث
فوائد قوله تعالى : (( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
في هذه الآية فوائد منها: وجوبُ إعلام النبي صلى الله عليه وسلم أمَّتَه بأنَّه بشر مثلهم لقولِه: قل إنما أنا بشر .
ومنها آكَدِيَّة هذه الإعلام حيث أُمِرَ النبي صلى الله عليه وسلم أن يُبَلِّغَه على وجهٍ خاص وذلك أنَّ القرآن كله أُمِرَ الرسول صلى الله عليه وسلم أن يُبَلِّغَه يا أيها الرسول بَلِّغْ ما أُنزل إليك من ربك لكن في بعض الأحيان يمُّر بك آيات يُؤمر النبي صلى الله عليه وسلم بتبليغِها بذاتِها فيكون هذا دليلًا على الاعتناء بها وأهميتها وهو كثير مثل قوله تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن وما أشبَه ذلك، فيكون في هذا توصية خاصة بتبليغِه وهو دالٌّ على العناية به والاهتمام به أنتم فاهمين هذا ولَّا لا؟ القرآن كله قد أُمر النبي صلى الله عليه وسلم بتبليغه الدليل يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في بعض الآيات يُؤمر النبي صلى الله عليه وسلم بتبليغِها على وجهٍ خاص فيقال: قل كذا، وهذا يدل على ايش؟ على العناية بها والاهتمام بها وأنها ذاتُ شأنٍ خاص، وهنا قال: قل إنما أنا بشر مثلكم أُمِر أن يبلغ ويعلن بأنَّه بشرٌ مثلنا.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة الردّ على من قال: إنَّ النبي صلى الله عليه وسلم خُلِق من نور، لقوله: إنما أنا بشر مثلكم .
ومنها من فوائدها الردّ على من قال إنه نور وإنَّه لا ظلَّ له يمشي في الشمس فلا يكون له ظِلّ، وجهُ ذلك: تحقيق البشرية بالمماثلة قل إنما أنا بشر مثلكم فأيُّ أحاديث تأتي بمثل هذه الأمور التي تُوجب أن يخرج النبي صلى الله عليه وسلم عن نطاقِ البشرية فإنها موضُوعَةٌ مكذوبة، لأنَّه بشر مثلنا.
ومِن فوائدها أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم يلحَقُه الحر والبرد والجوع والعطش والخوف والأمن وغير ذلك من مقتَضَيَات البشرية لعموم قوله: إنما أنا بشر مثلكم شوف تحقيق البشرية بالمثلية حتى لا يقول قائل: إن هذا مجَاز. فأكَّدَ هذه البشرية بالمثلِيَّة.
ومنها أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يعلم الغيب إلَّا ما أوحي إليه، لأننا نحن لا نعلم الغيب وهو بشر مثلنا.
ومِن فوائدها أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لا يملِك لنفسِه نفعًا ولا ضرًّا ولا لغيرِه، وجهُ ذلك: أنه مثلنا وإذا كنا نحن لا نملك لأنفسنا نفعًا ولا ضرًّا ولا لغيرِنا فكذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ومن فوائدها أنَّ موتَ النبي صلى الله عليه وسلم موتٌ حقيقي وأنَّه بموته انقطَعَ عملُه إلا ما يأتيه مِن ثوابِ أجور أمَّتِه، لقوله: إنما أنا بشر مثلكم والمماثلة تقتَضي المساواة مِن كل وجْه إلا ما خَصَّه الدليل، وبه ينقطع أمل كل مَن طلَب مِن الرسول صلى الله عليه وسلم أن يشفَع له فيقِفُ عند قبره ويقول: يا رسول الله اشفع لي فإن هذا لا يجوز، لأنَّه اعتداء في الدعاء حيث يطلبُ الإنسان ما ليس له ولا يمكن الرسولَ أن يفعله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لأنَّه مات وإذا مات ابنُ آدم انقطَعَ عمله لا بالدعاء ولا غيره.
ومن فوائد هذه الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ينسَى، لأن هذا مقتضَى البشرية وكما حقَّق ذلك في قوله: إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون .
ومِن فوائدها أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم يجتهِد وربما يُخطِئُ في اجتهاده لأنَّ هذا مقْتضى البشرية وكما هو الواقع في مثل قول الله تعالى: عفا الله عنك لِمَ أذِنت لهم حتى يتبَيَّن لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين وفي قوله تعالى: عبس وتولى * أن جاءه الأعمى * وما يدريك لعله يزكى * أو يذكر فتنفعه الذكرى * أما من استغنى * فأنت له تصدى * وما عليك ألا يزكى * وأما من جاءك يسعى * وهو يخشى * فأنت عنه تلهى ولكنَّه صلى الله عليه وسلم يمتَاز عن غيره في أنَّه لا يُقَرّ على خطَأ ولو بالاجتهاد بخلاف غيره فقد لا يُذَكَّر ولا يَذْكُر إذا نَسِي وقد لا يُعَلَّم ولا يَعْلَم إذا جهل يعني خطَؤُنا نحن قد نستَمِر عليه دون أن نُنَبَّه له أو أن ننْتَبِه لكن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يُقَرّ على خطأ ولا يمكن أن يُقَرّ على نسيان ما يجِب بل لا بُد أن يَتنَبَّه أو يُنَبَّه.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة إثبات رسالة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتؤخذ من قوله: يوحى إليه لأنَّ الوحي لا يكون إلا لنَبِيّ، فإن قال قائل: كيف تقولون: إن الوحي لا يكونُ إلا لنبي وقد أوحى الله تعالى إلى غير الإنسان فقال تعالى: وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتًا وقال تعالى في غير الأنبياء: وأوحَيْنا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ؟ قلنا: هذا الإشكال لا يِرد إلا على مَن لا يُفَرِّقُ بين معاني الوحي فأما مَن فرَّق بينها وقال: إنَّ الوحي إمَّا أن يكون بشرعٍ وإمَّا أن يكون بغيره، فإن كان بشرع فهذا لا يكون إلا للرسل أو الأنبياء، وإن كان بغير شَرْع فإنه يكون مِن باب الإلهام فيكون قول الله تعالى: وأوحى ربك إلى النحل أي ألهمَها أن تتَّخِذَ من الجبال بيوتًا إلى آخره، وكذلك أوحينا إلى أم موسى يعني وحيَ إلهام وبذلك يزولُ الإشكال.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أهمية التوحيد، حيث حصَرَ الوحي بالتوحيد.

Webiste