تم نسخ النصتم نسخ العنوان
التعليق على تفسير الجلالين : (( فإن أعرضوا )... - ابن عثيمينثم قال الله تعالى -وهذا مبتدَأ الدرس-:  فإن أعرضوا فقل أنذرْتُكم صاعقة  إلى آخره قال المفسر: "  فإن أعرضوا  أي كفار مكة " ومعلومٌ أنَّ الآية لم تنُصَّ ع...
العالم
طريقة البحث
التعليق على تفسير الجلالين : (( فإن أعرضوا )) أي كفار مكة عن الإيمان بعد هذا البيان (( فقل أنذرتكم )) خوفتكم (( صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود )) أي عذابا يهلككم مثل الذي أهلكهم .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ثم قال الله تعالى -وهذا مبتدَأ الدرس-: فإن أعرضوا فقل أنذرْتُكم صاعقة إلى آخره قال المفسر: " فإن أعرضوا أي كفار مكة " ومعلومٌ أنَّ الآية لم تنُصَّ على كفار مكة لكنَّ السياق يدُلُّ على ذلك حيث قال: فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود " فإن أعرضوا أي كفار مكة عن الإيمان بعد هذا البيان فقل أنذرتكم خَوَّفْتُكم صاعِقَةً مثلَ صَاعِقَةِ عادٍ وثمود أي عذابًا يُهْلِكُكم مثلَ الذي أهلكَهم " أنذرتكم الإنذار فسَّرَه المؤلف بأنه التخويف وهو كذلك، لأنَّ المنذِر هو: مَن تكَلَّم بكلام يُخَوِّفُ به غيره ولهذا قيل: إنَّ الإنذار هو الإعلام المتضَمِّن للتخويف، وقوله: صاعقة الصاعِقَة ما يصْعَق المرء أي يُهْلِكُه مثل صاعقة عاد وثمود والمثلِيَّة هنا لا تقتضي -والله أعلم- المماثلة مِن كلِّ وجه بل مثلِيَّةٌ في أصل الإهلاك أو في مآل العذاب، ويحتمِل أنَّ الله تعالى أنذرَهم مثل صاعِقَةِ عاد وثمود، وصاعقةُ عاد وثمود نوعان: الرجفة والريحُ الشديدة، الذين أُهْلِكوا بالريح الشديدة هم: عاد، والذين أهلكوا بالرَّجْفة والصيحة هم: ثمود، وإنما ذكَرَ الله عادًا وثمود، لأنَّ العرب يعرفونَهما فهم يمرُّون بديار ثمود إذا ذهبوا إلى الشام، وهم كذلك يعرفون محلَّ عاد الأحقاف ويذكرون ويتناقلون ما جرى لهم من العذاب، وإلا فهناك أناس أيضًا أهلكهم الله عز وجل لكن لَمَّا كان هؤلاء القوم -أعنِي عادًا وثمود- هم الذين تعرِفُهم العرب -أي كفَّار مكة- نَصَّ عليهم، مثل صاعقة عاد وثمود عادٍ هم قوم هود وثمود هم قوم صالح، أُهْلِكَتْ عادٌ بالريح والحكمة مِن ذلك أن يُرِيَهُم الله عز وجل ضُعْفَهم وكانوا قد افتخروا بقوتهم فقالوا: من أشَدُّ منا قوة فقال الله تعالى: أو لم يرَوا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة ، وأما ثمود فأهلَكَهم الله عز وجل بالرجفة برجْفَة وصَيْحَة صِيحَ بهم وأرجَفَت بهم الأرض فهلكوا

Webiste