تفسير قوله تعالى: (وكم أهلكنا قبلهم من قرن.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير قوله تعالى: (وكم أهلكنا قبلهم من قرن)
نبتدئ هذا اللقاء بما كنا نبتدئ به اللقاءات السابقة من الكلام في تفسير آيات من كتاب الله، وكنا قد بدأنا بسورة ق حتى انتهينا إلى قوله تعالى: وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ [ق:٣٦] :- لما كانت قريش تكذب النبي عليه الصلاة والسلام وتنكر البعث وتقول: أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ [المؤمنون:٨٢] حذَّرهم الله عز وجل أن يقع بهم ما وقع لمن سبق من الأمم، فقال: وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ [مريم:٧٤] أي: كثيراً من القرون أهلكناهم، و (القرن) هنا بمعنى: القرون، كما قال تعالى: وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ [الإسراء:١٧] .
فأممٌ كثيرة أهلكها الله عز وجل لما كذبت الرسل.
فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ : أي بحثوا في البلاد، يريدون المفر والملجأ من عذاب الله، ولكن لم يجدوا مفراً، ولهذا قال: هَلْ مِنْ مَحِيصٍ : أي: لا محيص لهم، وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ * وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ [سبأ:٥١-٥٢] .
فما أصاب القوم الذين كذبوا الرسل أولاً يصيب هؤلاء ثانياً؛ لأن الله تبارك وتعالى يقول: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا [محمد:١٠] .
نبتدئ هذا اللقاء بما كنا نبتدئ به اللقاءات السابقة من الكلام في تفسير آيات من كتاب الله، وكنا قد بدأنا بسورة ق حتى انتهينا إلى قوله تعالى: وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ [ق:٣٦] :- لما كانت قريش تكذب النبي عليه الصلاة والسلام وتنكر البعث وتقول: أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ [المؤمنون:٨٢] حذَّرهم الله عز وجل أن يقع بهم ما وقع لمن سبق من الأمم، فقال: وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ [مريم:٧٤] أي: كثيراً من القرون أهلكناهم، و (القرن) هنا بمعنى: القرون، كما قال تعالى: وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ [الإسراء:١٧] .
فأممٌ كثيرة أهلكها الله عز وجل لما كذبت الرسل.
فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ : أي بحثوا في البلاد، يريدون المفر والملجأ من عذاب الله، ولكن لم يجدوا مفراً، ولهذا قال: هَلْ مِنْ مَحِيصٍ : أي: لا محيص لهم، وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ * وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ [سبأ:٥١-٥٢] .
فما أصاب القوم الذين كذبوا الرسل أولاً يصيب هؤلاء ثانياً؛ لأن الله تبارك وتعالى يقول: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا [محمد:١٠] .
الفتاوى المشابهة
- ما هو المقصود من كلمة " القرن " في الأحاديث ؟ - الالباني
- شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول ا... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (ولقد أهلكنا أشياعكم فهل م... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( وقرن في بيوتكن )) - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : وقول الله تعالى : (( وقالوا... - ابن عثيمين
- ما معنى لفظة القرن من الحديث ( خير القرون قرن... - الالباني
- قال الله تعالى : << و لقد ءاتينا موسى الكتاب... - ابن عثيمين
- هل ينطبق قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : (... - الالباني
- حكم الدعاء على شخص بأن يهلكه الله - ابن عثيمين
- حديثا الهوى مغفرة لصاحبه وأهلكت الناس با... - اللجنة الدائمة
- تفسير قوله تعالى: (وكم أهلكنا قبلهم من قرن. - ابن عثيمين