تم نسخ النصتم نسخ العنوان
التعليق على تفسير الجلالين : (( فأرسلنا عليه... - ابن عثيمين فأرسلنا عليهم ريحًا صرصرًا  باردة شديدة الصوت بلا مطر " ريحًا هنا نكرة يُرَاد بها التعظيم أي: ريحًا عظيمة صرصرًا شديدة الصوت تسمَع لها صوتًا كالرعد من ...
العالم
طريقة البحث
التعليق على تفسير الجلالين : (( فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا )) باردة شديدة الصوت بلا مطر (( في أيام نحسات )) بكسر الحاء وسكونها مشؤومات عليهم (( لنذيقهم عذاب الخزي )) الذل (( في الحياة الدنيا ولعذاب الأخرة أخزى )) أشد (( وهم لا ينصرون )) بمنعه عنهم .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فأرسلنا عليهم ريحًا صرصرًا باردة شديدة الصوت بلا مطر " ريحًا هنا نكرة يُرَاد بها التعظيم أي: ريحًا عظيمة صرصرًا شديدة الصوت تسمَع لها صوتًا كالرعد من شدَّتِها وشدَّة اصطِدَامِها بالهواء والأشجار والأحجار والبيوت، وقول المؤلف: " بلَا مطَر " هذه الظاهر أنها لا تدل عليه السياق الموجود الآن، الموجود في هذه الآية لا يدل على أنَّه بلا مطر فيما يظهَر لي لكنَّه قد دلَّ عليه قوله تعالى: وفي عادٍ إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم يعني التي ليس فيها مطَر، لأنَّ المطرَ مِن أسباب الرياح يرْسِلُها الله تعالى فتُثِيرُ سحابًا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعلُه كِسَفًا فترى الوَدْق يخرُج من خِلَالِه، لكن ريح عاد ليس فيها ذلك، " في أيام نحِسَاتٍ بكسر الحاء وسُكونِها مشؤُومات عليهم " في أيام هذه الأيام بيَّنَ اللهُ قدرَها في آية أخرى في قوله: سبعَ ليال وثمانِيَةَ أيامٍ حسومًا ابتدأت بالفجر وانتهَت به، أو بالغروب؟ ابتدَأَت بالفجر وتنتهي؟ نشوفها: الأول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع سبع ليال وثمانية أيام تنتهي بالغروب وسبع ليال لأنَّ الليلة الأولى حُذِفَت، يقول عز وجل: لِنُذِيقَهم عذابَ الخزي الذُلّ في الحياة الدنيا " اللام للعاقبة ويحتمِل أن تكون للتعليل وكلاهما صحيح، فإنَّ الله تعالى أرسلَ عليهم الريح العقِيم لهذا الغرض، أو أرسل عليهم الريح العقيم حتى كانت عاقِبَتُهم أن ذاقُوا عذابَ الخزي في الحياة الدنيا يعني هذه الحياة التي نحيَاها وسميت دنيا، لوجهين: لدناءتها وحقارَتِها بالنسبة للآخرة، لأنَّ موضِع سَوْط الإنسان في الجنة خيرٌ من الدنيا وما فيها، ولأنها أيضًا دنيا منَغَّصَة لا تكاد يمُرُّ بك الشهر إلا وقد وجدتَ تنغيصًا بل أقَلّ من ذلك كما قال الشاعر:
فيومٌ علينا ويومٌ لنا ويوم نُسَاءُ ويوم نُسَرّ
الوجه الثاني: لدُنُوِّها لأنها سابقةٌ للآخرة فهي أدنى إلى المخلوقات مِن الآخرة إذًا يا أسامة: لماذا سميت دنيا؟
الطالب: لدناءتها أو يعني حقارتها ... أو إن لأنها والدناءة كذلك من أنها كثيرة المنغصات ليست كالآخرة، أو أنها لدُنُوِّها وقُرْبِها

الشيخ : اي طيب، كما قال تعالى: قطوفُها دانية أي قريبَة، وقول أسامة: إمَّا لكذا وإما لكذا خطَأ والصواب: لِكذا وكذا، لأنها جمعت بين الأمرين مي هي بإما لهذا وإما لهذا.
طيب قال تعالى: ولعذاب الآخرة أخزى أشدّ وهم لا ينصرون بمنعِه عنهم " اللام في قوله: ولعذاب الآخرة يسمونها لامَ الابتداء وهي للتوكيد ولذلك إذا جاءت إنَّ أين تذهب اللام تُزَحْلَق تُؤَخَّر عن مكانها وتكون في المتَأَخِّرِ مِن اسم إن أو خبرِها، وإنما زحلَقْنَاها، لئلا يجتمِع في أول الكلام مؤَكِّدَان متواليان ولهذا نقول: اللام في قوله: ولعذاب هي لام الابتداء وتفيد التوكيد، ويدل لهذا أنَّها مع إنَّ تُزحْلَق حتى تبعد عنها، ولعذاب الآخرة أخزى يعني أشدُّ خِزْيًا -والعياذُ بالله- لأنَّ عذاب الدنيا لا يسْمَعُ به مَن سبَق أليس كذلك؟ ولا يرَاه مَن لَحِق أليس كذلك؟ لا يسمع به مَن سبق، لأنه جاء بعدهم فالقوم الذين قبل عاد ما علموا بذلك، والقوم الذين بعدهم ما رأَوْه، سمعوا به ولم يروه، لكن في الآخرة سمَاعٌ ورُؤْية -والعياذ بالله- الذي يُعَذَّب في الآخرة سماعٌ ورُؤْيَة يسمعُه كلُّ أحد السابِق واللَّاحِق ولهذا قال: أخزى، ثم هو أيضًا أشَدّ كما قال تعالى في آية أخرى: ولعذَابُ الآخرة أشَدُّ وأبقَى أشَدّ وأعظم كما تعرفون من عذاب النار أعاذَنا الله وإياكم منها، وهم لا ينصرون هذه استئنافية يعني أنهم في الآخرة لا أحدَ ينصرُهم، في الدنيا ربما يُنصَرُ الإنسان من العذاب بدفعِه أو رفعِه: بدفعِه قبل وقوعه، أو رفعِه بعد وقوعِه لكن في الآخرة لا، لا ناصر

Webiste