تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول المصنف :باب : قول الله تعالى : (( ول... - ابن عثيمينالشيخ : ثم قال المؤلف رحمه الله : " باب قول الله تعالى  ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي  الآية " هذه أذقناه الضمير يعود على أيش ؟ ال...
العالم
طريقة البحث
شرح قول المصنف :باب : قول الله تعالى : (( ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي )) [ سورة فصلت ، الآية : 50 ] . قال مجاهد : ( هذا بعملي وأنا محقوق به ) . وقال ابن عباس : ( يريد من عندي ) . وقوله : (( قال إنما أوتيته على علم عندي )) قال قتادة : ( على علم مني بوجوه المكاسب ) . وقال آخرون : ( على علم من الله أني له أهل ) وهذا معنى قول مجاهد : ( أوتيته على شرف ) . وعن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن ثلاثة من بني إسرائيل : أبرص ، وأقرع ، وأعمى . فأراد الله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكاً . فأتى الأبرص ، فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : لون حسن ، وجلد حسن ، ويذهب عني الذي قد قذرني الناس به . قال : فمسحه فذهب عنه قذره ، فأعطى لوناً حسناً وجلداً حسناً . قال : فأي المال أحب إليك
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ثم قال المؤلف رحمه الله : " باب قول الله تعالى ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي الآية " هذه أذقناه الضمير يعود على أيش ؟ الإنسان يعود على الإنسان ، والمراد به الجنس وقيل المراد به الكافر ، والظاهر أن المراد به الجنس إلا أنه يمنع من هذه الحال الإيمان فلا يقولها المؤمن ، أول الآية إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ويوم يناديهم أين شركائي قالوا آذناك ما منا من شهيد وضل عنهم ما كانوا يدعون من قبل وظنوا ما لهم من محيص لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيئوس قنوط هذه حال الإنسان باعتباره إنسانا لكن الإيمان يمنع الخصال السيئة المذكورة ، ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته شوف التأكيد منا أضافها الله إليه لبيان أو لوضوح كونها من الله ، ثانيا من بعد ضراء مسته ما هو إنسان في الرحمة من أول أمره أصيب بضراء بمرض أصيب بفقر أصيب بفقد أولاد أو غير ذلك من الضرر ، بعد هذه الضراء التي لا طاقة له بها يذيقه الله الرحمة ، حتى يحس بها إحساسا مثل الذائق للطعام ، فماذا يقول ؟ ليقولن وأيضا شوف مسته يعني أصابته وأثرت فيه ليقولن هذا لي ، كفر عظيم واللام في قوله ليقولن واقعة في جواب القسم المقدر قبل اللام في قوله ولئن أذقناه ، ما معنى هذا لي ؟ " قال مجاهد هذا بعملي " نقرأ الآية لأن المؤلف قال الآية ، قال وما أظن الساعة قائمة نسأل الله العافية ، انغمس في النعيم حتى نسي الآخرة انغمس في النعيم حتى نسي الآخرة، بخلاف المؤمن ، المؤمن إذا أصابته الضراء ولجأ إلى الله عز وجل ثم كشفها الله عنه يجد لذة وسرورا بها يشكر الله على ذلك ويذكر نفسه قبل أن يصاب بها أي بهذه النعمة فيعرف بذلك قدر نعمة الله ، لكن هذا والعياذ بالله بالعكس أخذه الأشر والبطر وانغمس حتى نسي الآخرة وأنكرها ، قال ما أظن الساعة قائمة وبهذا كفر ؟ كفر لأن الذي ينكر قيام الساعة أو يشك فيه كافر ، بعد ذلك شوف والعياذ بالله التأليّ والتعليّ ، قال ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى ، إن شرطية وتأتي فيما يمكن وقوعه وفيما لا يمكن وقوعه ، لئن أشركت ليحبطن عملك لا يمكن وقوعه كذا ؟ وهنا قال ولئن رجعت إلى ربي ، هاه ؟
الطالب : ...

الشيخ : رُجعت إلى ربي ، هذه في سورة فصلت في سورة فصلت، أما في سورة الكهف رَجعت ، لا صححوه إن كان عندكم غير ...
الطالب : لا صحيحة

الشيخ : ولئن رجعت إلى ربي ، يعني على فرض أن أرجع إلى الله على هذا الفرض والتقدير إن لي عنده للحسنى ، وحسنى هذه اسم تفضيل يعني للذي هو أحسن من هذا ، شوف المسكين غرته نفسه ، إذن الرجل ما صدق بالبعث ولكن يقول على تقدير أننا سلمنا جدلا أنه واقع فأنا سأنقلب إلى خير من ذلك ، إن لي عند للحسنى ، كيف ذلك ؟ قال لأن الذي أعطاني هذا يعطيني أحسن منه إذا رجعت إليه ، إذا أكرمني وأنا لست عنده بعيدا فإني إذا رجعت إليه يكون الإكرام أكبر وأشد ، نعم مع أن الرجل من الأصل منكر أن هذا من الله ، وش يقول ؟ هذا لي هذا لي ، قال الله تعالى فلننبئن الذين كفروا بما عملوا أي فلننبئن هذا الإنسان لكنه أظهر في مقام الإضمار من أجل الحكم على هذا القائل بالكفر ، نعم ولأجل أن يشمله وعيده ، فكل كافر بهذا القول أو بغيره ... ومن قال هذا فإنه كافر يستحق أن ... من عذاب عظيم والله اعلم
، طيب قوله ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ، على من يعود الضمير ؟ على الإنسان من حيث هو إنسان ، أوتيته على علم ، أنا عندي فيها على علم عندي
الطالب : ...

الشيخ : لا ما في ...
الطالب : ...

الشيخ : أي ، طيب ، أوتيته على علم عندكم فيها عندي ؟
الطالب : نعم

الشيخ : الآية فيها آيتان ، آية قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون والثانية قال إنما أوتيته على علم عندي وهذا الأخير قول قارون ، قال إنما أوتيته على علم عندي والظاهر من تفسير المؤلف لها أنه يريد إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون كما سيتبين ، أوتيته على علم ما معنى قوله على علم ؟ فيه أقوال :
أولا قال قتادة " على علم مني بوجوه المكاسب " فيكون العلم عائدا إلى الإنسان يعني أنني عالم بوجوه المكاسب ولا فضل لأحد علي فيما أوتيته وإنما الفضل لي ، هذا قول
القول الثاني وقال آخرون على علم من الله أني له أهل ، فيكون بذلك مدلا على الله وأنه أهل ومستحق لأن ينعم الله عليه وعلى هذا فيكون العلم هنا عائدا إلى الإنسان أو إلى الله ؟ عائدا إلى الله يعني أوتيت هذا الشيء على علم أني مستحق له وأهل له أو على علم أي أنني عالم بوجوه المكاسب فأنا اكتسبته بيدي ولا فضل لأحد علي ، وهذا يمكن أن يقوله الإنسان قد يقول الإنسان هذا وقد يقول هذا ، وقال وهذا معنى قول مجاهد " أوتيته على شرف " يعني أوتيت هذا الشيء لأني شريف وأهل لأن أوتاه ، فصار معنى الآية يدور على وجهين :
الوجه الأول أن هذا أنكر أن يكون ما أصابه من النعمة من فضل الله بل زعم أنها من كسب يده وعلمه ومهارته - يرحمك الله - والثاني أنه أنكر أن يكون له فضل ان يكون لله فضل كأنه هو الذي له الفضل على الله لأن الله أعطاه ذلك لكونه أهلا لهذه النعمة ، فيكون على كلا الأمرين غير شاكر لله عز وجل ، والحقيقة أن ما نؤتاه من النعم فهو من الله هو الذي يسرها وسهلها حتى حصلنا عليها حتى لو فرض أن لنا سببا في تحصيل هذا الشيء من العلم والمعرفة فمن الذي علمنا ؟ الله عز وجل كما قال تعالى علم الإنسان ما لم يعلم والذي أقدرنا أيضا على حصول هذا الشيء لأنه قد نعلم ولا نقدر من هو ؟ الله عز وجل كما قال تعالى والله خلقكم وما تعملون فكل ما يحصل لنا من علم أو إرادة أو قدرة فمن الله ، وعلى هذا فإن الواجب علينا أن نضيف هذه النعم إلى الله سبحانه وتعالى ، وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون حتى لو كان بمهارتك أو بعلمك فانظر من الذي أعطاك هذه المهارة ومن الذي أعطاك هذا العلم ؟ نعم الله عز وجل ، ثم إن المهارة نفسها أو العلم قد لا يكون سببا لحصول الرزق ، فكم من إنسان عالم وماهر وجيد وحاذق ومع ذلك لا يوفق لا يأتيه الناس ينتفعون بما عنده وينفعونه بما عندهم ، فيبقى عاطلا لا يعمل ولا يستفد ، فالمهم أننا يجب علينا أن نؤمن بأن كل ما أصابنا من النعم سواء كان ذاتيا أو خارجيا فإنه من الله سبحانه وتعالى ، حتى نعرف للمنعم نعمته ونشكره على ذلك ، وقد سبق لنا أن أركان الشكر ثلاثة وهي : الاعتراف بالقلب والثناء باللسان والعمل بالأركان ، وعلى هذا قول الشاعر :
" أفادتكم النعماء مني ثلاثة *** يدي ولساني والضمير المحجبا "
" أفادتكم النعماء مني ثلاثة " يعني ملكتم هذه الثلاثة بنعمكم يدي وهذا عمل الجوارح ولساني الثناء باللسان والضمير المحجبا الاعتراف بالقلب والإقرار بها بأنها من عند هذا المنعم أما من تحدث بها بلسانه ولم يعمل بجوارحه فليس بشاكر نقص شكره ، وكذلك من صار يتحدث باللسان لكن عنده شعور في داخل نفسه أنه هو السبب أنه بمهارته وجودته وحذقه هو السبب فهذا أيضا ما شكر النعمة ، وكذلك من أثنى باللسان واعترف بالقلب لكن لم يقم بطاعة المنعم ولم يؤد ما أوجب الله عليه في هذه النعمة فإنه ليس بشاكر ، كما سيأتينا في الحديث الذي ذكره المؤلف عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن ثلاثة من بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى هذه قصة عجيبة ليس المقصود منها مجرد الخبر ولكن المقصود منها العبرة والعظة لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب مع ما تكسب النفس من الراحة والسرور لأن القصص فيها تسلية للإنسان فهي مع كونها تسلية فيها أيضا موعظة ، ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام أحيانا يحدث أصحابه بمثل هذه المواعظ أو بمثل هذه القصص حتى ينتفعوا بها ويحصل لهم بذلك تسلي
ثلاثة من بني إسرائيل ، بنو إسرائيل تقدم أنهم أولاد يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم
أبرص وأقرع وأعمى ، الأبرص هو من في جلده وضح بياض ، والبرص داء معروف وهو من الأمراض المستعصية التي لا يمكن علاجها نعم، ربما توصلوا أخيرا إلى عدم انتشارها لكن قطعها بالكلية لا يمكن ، ولهذا جعلها الله آية لعيسى يبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله ، الثاني أقرع يعني ليس على رأسه شعر ، مسح شعر رأسه ، والثالث أعمى فقد البصر ، وكل هذه الثلاث من الأشياء التي إذا فقدها الإنسان أو إذا ابتلي بها الإنسان فإنه لا بد أن يتأثر نفسيا ولا بد أن يفوته من المصالح ما يفوته بقدر هذه النعم ، وأكثرها وأكثرها فواتا للمصلحة هذه الثلاثة ؟ الأعمى ، لكن التأثر النفسي قد يكون في غيره أكثر والسبب في ذلك كثرة وجود العمى في بني آدم وإلا لو كثرت الأمراض الأخرى ما صارت تُتعب نفسيا ، فإن كثرة العيوب تسلي الإنسان نعم، قالت الخنساء في أخيها صخر :
" ولولا كثرة الباكين حولي *** على إخوانهم لقتلت نفسي
وما يبكون مثل أخي ولكن *** أسلي النفس عنه بالتأسي "

نعم هؤلاء الثلاثة يقول : فأراد الله ، هنا عندي فاء مثبتة وفي بعض النسخ أراد الله ، فأما على إثبات الفاء ففيه إشكال وأما على حذفها فلا إشكال ، والإشكال في خبر إن إذا كانت الفاء موجودة إن ثلاثة من بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى ، لأن أبرص وأقرع وأعمى بدل من ثلاثة ، ما يمكن أن تكون هي الخبر وإذا كانت بدلا فإن إن تطلب الخبر ، فعلى حذف الفاء يكون الخبر جملة أراد الله أن يبتليهم ولا إشكال فيها ، ولكن على حذف الفاء على وجود الفاء يكون الخبر محذوفا دل عليه السياق والتقدير إن ثلاثة من بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى أقص عليكم نبأهم أقص عليكم نبأهم، خبر يكون محذوفا يقدر بما يتناسب والمقام ، فأراد الله أن يبتليهم إرادة كونية أو شرعية ؟ إرادة كونية ، يقول يبتليهم يختبرهم كما قال الله تعالى ونبلوكم بالشر والخير فتنة وقال سليمان عليه الصلاة والسلام هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر
أراد الله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا ، ملكا ولا ملِكا ؟
الطالب : مَلكا

الشيخ : والفرق بينهما ؟ أن الملك السلطان ، والمّلَك أحد الملائكة والملائكة عالم غيبي خلقهم الله عز وجل من نور ، وجعلهم قائمين بطاعة الله لا يأكلون ولا يشربون ، يسبحون الليل والنهار لا يسأمون ، ولهم أشكال ولهم أعمال ووظائف مذكورة في الكتاب والسنة وعلينا أن نؤمن بهم والإيمان بهم أحد أركان الإيمان الستة ، قال أهل اللغة وأصل الملك مأخوذ من الألوكة وهي الرسالة وعلى هذا فيكون أصله مألك فصار فيه إعلال قلبي فصار ملأك ثم نقلت حركة الهمزة إلى اللام الساكنة وحذفت الهمزة للتخفيف فصار ملك ، ولهذا في الجمع تأتي الهمزة فيقال ملائكة ، فبعث الله إليه ملكا ، وهذا الملك جعله الله عز وجل قادرا على أن يتجنس ويكون من جنس هؤلاء ، فأتى الأبرص فقال أي شيء أحب إليك ؟ قال لون حسن وجلد حسن ويذهب عني الذي قد قذرني
الطالب : الذي قذرني الناس

الشيخ : الذي قد قذرني الناس به ، نعم شوف هو طمّاع قال لون حسن ما اقتصر على مجرد زوال العيب بل طلب أكثر من ذلك ، والثاني جلد حسن مثله ، قال ويذهب هل نقول يذهبُ أو يذهبَ ؟
الطالب : يذهبُ

الشيخ : يذهبُ ؟
الطالب : يذهبَ

الشيخ : يذهبَ ؟ أي ، اختلف النحويون
الطالب : منصوب بأن مضمرة

الشيخ : ما ينصب بأن مضمرة ، " وشذ حذف أن ونصب فيما سوى ما مر " لأن ما قبلها شيء يوجب حذفها نعم، لأن لون ما هو مصدر ما هو اسم خالص ، وأيضا هو التقدير أحب شيء إلي لون حسن ويذهبُ وعلى هذا فالرفع أولى لكنه يقدر بمصدر كقولهم : " تسمع بالمعيدي خير من أن تراه " ، وهو مقدر بمصدر ... حرف أل وعلى هذا التقدير وذهاب الذي ، وقوله قد قذرني وش معنى قذرني ؟ أي استقذروني وكرهوني وكرهوا مخالطتي من أجله ، قذرني الناس به الباء للسببية أي بسببه ، قال فمسحه فذهب عنه قذره فأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا ، الله أكبر هذا من قدرة الله عز وجل مسحه ليتبين أن كل شيء له سبب ، لما مسحه بإذن الله عز وجل برئ ذهب عنه القذر وأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا ، كما أراد أو لا ؟ نعم كما أراد ، لكنه بدأ بذهاب القذر قبل اللون الحسن والجلد الحسن لأنه يُبدأ بزوال المكروه قبل حصول المطلوب كما يقال : " التخلية قبل التحلية " قال فأي المال أحب إليك ؟

Webiste