التعليق على تفسير الجلالين : (( والذين يحآجون في )) دين (( الله )) نبيه (( من بعد ما استجيب له )) بالإيمان لظهور معجزاته وهم اليهود (( حجتهم داحضة )) باطلة (( عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : قال الله تعالى : وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ ،
الإعراب: الذين يحاجون: مبتدأ، وحجة: مبتدأ ثاني، وداحضة: خبر المبتدأ الثاني، والمبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر مبتدأ الأول.
الذين يحاجون في الله أي يجادلون فيه قال المؤلف : " في دين الله " يعني يحاجون في دين الله، والصواب العموم، المحاجة في الله تشمل المحاجة في دينه، والمحاجة في أسمائه وصفاته، والمحاجة في ذاته، لأن الآية عامة في الله، والمحاجة أيضا في قدره، فكوننا نخصها في دين الله فيه نظر، حتى لو قدر أن الذين يحاجون إنما يحاجوننا في الدين ويقولون : أنه ليس بصحيح فأخذها بالعموم أولى، لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
قال المؤلف : " نبيه " مفعول يحاجون يعني كأنه قال : من يحاجون ؟ فيقال : نبيه، وهذا أيضا فيه نظر، لأن تقييد المحاجة في الله عز وجل مع النبي صلى الله عليه وسلم غير صحيح، لأنهم يحاجون نبي الله ويحاجون غيره أيضا، فإطلاق الآية أولى، ويقولون : أن حذف المفعول يفيد العموم، فإبقاء الآية على ما هي عليه هو الأولى، إذا: الذين يحاجون في الله أي يحاجون كل من يجادلهم في الله عز وجل، وأيضا ليس في دين الله فقط، بل في دين الله وذات الله وكل ما يتعلق بالله عز وجل، وقوله : من بعد ما استجيب له يعني من بعد ما استجاب له من منّ الله عليهم بالاستجابة، وهذه الجملة كإقامة البرهان على هؤلاء.
" من بعد ما استجيب له بالإيمان لظهور معجزاته وهم اليهود " هذا قوله : " من بعد ما استجيب له بالإيمان " صحيح وقوله : " لظهور معجزته " بناء على أنهم يحاجون النبي صلى الله عليه وسلم وإذا قلنا : بالعموم فلا حاجة لهذا القيد وقوله : " وهم اليهود " أيضا فيه نظر بل، نقول : كل من يحاج في الله حتى المشركون من قريش وغيرهم حاجوا النبي صلى الله عليه وسلم، أليسوا يخاصمونه دائما ويستهزئون به ويسخرون منه ؟ فتقييد هذا أيضا باليهود فيه نظر، فصار عندنا الآن ثلاثة أشياء في هذه الآية خصصها المؤلف بشيء :
الأول : قوله : في دين الله وهي أعم .
والثاني : نبيه وهي كذلك أعم.
حجتهم داحضة عند ربهم يقول : " داحضة باطلة " لكن الدحوض أشد البطلان، يعني باطلة بطلانا لا فوقه داحضة عند ربهم فهل تنفعهم ؟ لا، وسيأتي إن شاء الله بيان فائدة قوله : عند ربهم .
وعليهم غضب ولهم عذاب شديد عليهم غضب ممن ؟ من الله ومن أولياء الله، ولهذا لم يقيد الغضب بكونه من الله لإفادة العموم، وتأمل سورة الفاتحة حيث قال الله عز وجل : صراط الذين أنعمت عليهم لأن النعمة من الله وإضافتها إلى الرب عز وجل ثناء ومدح لله غير المغضوب عليهم ولم يقل : غير الذين غضبت عليهم بل قال: المغضوب عليهم يشمل غضب الله وغضب أوليائه من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، ولئلا يسند الغضب إلى الله عز وجل في هذا المقام، وإلا فإن الغضب قد أسند إلى الله تعالى في قوله : من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت .
وعليهم غضب ولهم عذاب شديد أي قوي، متى ؟ قد يكون في الدنيا وقد يكون في الآخرة وقد يكون فيهما .
الإعراب: الذين يحاجون: مبتدأ، وحجة: مبتدأ ثاني، وداحضة: خبر المبتدأ الثاني، والمبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر مبتدأ الأول.
الذين يحاجون في الله أي يجادلون فيه قال المؤلف : " في دين الله " يعني يحاجون في دين الله، والصواب العموم، المحاجة في الله تشمل المحاجة في دينه، والمحاجة في أسمائه وصفاته، والمحاجة في ذاته، لأن الآية عامة في الله، والمحاجة أيضا في قدره، فكوننا نخصها في دين الله فيه نظر، حتى لو قدر أن الذين يحاجون إنما يحاجوننا في الدين ويقولون : أنه ليس بصحيح فأخذها بالعموم أولى، لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
قال المؤلف : " نبيه " مفعول يحاجون يعني كأنه قال : من يحاجون ؟ فيقال : نبيه، وهذا أيضا فيه نظر، لأن تقييد المحاجة في الله عز وجل مع النبي صلى الله عليه وسلم غير صحيح، لأنهم يحاجون نبي الله ويحاجون غيره أيضا، فإطلاق الآية أولى، ويقولون : أن حذف المفعول يفيد العموم، فإبقاء الآية على ما هي عليه هو الأولى، إذا: الذين يحاجون في الله أي يحاجون كل من يجادلهم في الله عز وجل، وأيضا ليس في دين الله فقط، بل في دين الله وذات الله وكل ما يتعلق بالله عز وجل، وقوله : من بعد ما استجيب له يعني من بعد ما استجاب له من منّ الله عليهم بالاستجابة، وهذه الجملة كإقامة البرهان على هؤلاء.
" من بعد ما استجيب له بالإيمان لظهور معجزاته وهم اليهود " هذا قوله : " من بعد ما استجيب له بالإيمان " صحيح وقوله : " لظهور معجزته " بناء على أنهم يحاجون النبي صلى الله عليه وسلم وإذا قلنا : بالعموم فلا حاجة لهذا القيد وقوله : " وهم اليهود " أيضا فيه نظر بل، نقول : كل من يحاج في الله حتى المشركون من قريش وغيرهم حاجوا النبي صلى الله عليه وسلم، أليسوا يخاصمونه دائما ويستهزئون به ويسخرون منه ؟ فتقييد هذا أيضا باليهود فيه نظر، فصار عندنا الآن ثلاثة أشياء في هذه الآية خصصها المؤلف بشيء :
الأول : قوله : في دين الله وهي أعم .
والثاني : نبيه وهي كذلك أعم.
حجتهم داحضة عند ربهم يقول : " داحضة باطلة " لكن الدحوض أشد البطلان، يعني باطلة بطلانا لا فوقه داحضة عند ربهم فهل تنفعهم ؟ لا، وسيأتي إن شاء الله بيان فائدة قوله : عند ربهم .
وعليهم غضب ولهم عذاب شديد عليهم غضب ممن ؟ من الله ومن أولياء الله، ولهذا لم يقيد الغضب بكونه من الله لإفادة العموم، وتأمل سورة الفاتحة حيث قال الله عز وجل : صراط الذين أنعمت عليهم لأن النعمة من الله وإضافتها إلى الرب عز وجل ثناء ومدح لله غير المغضوب عليهم ولم يقل : غير الذين غضبت عليهم بل قال: المغضوب عليهم يشمل غضب الله وغضب أوليائه من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، ولئلا يسند الغضب إلى الله عز وجل في هذا المقام، وإلا فإن الغضب قد أسند إلى الله تعالى في قوله : من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت .
وعليهم غضب ولهم عذاب شديد أي قوي، متى ؟ قد يكون في الدنيا وقد يكون في الآخرة وقد يكون فيهما .
الفتاوى المشابهة
- أحاط المسلمون بسيرة المصطفى صلى الله عليه وس... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى : (( وبآؤوا بغضبٍ من الله )... - ابن عثيمين
- قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بأن الله... - ابن عثيمين
- حكم من سب الدين عند الغضب - ابن باز
- غضب على زوجته غضبا شديدا فظاهر منها - اللجنة الدائمة
- حكم من سب الدين في حالة الغضب - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( ويستجيب الذي... - ابن عثيمين
- ما معنى قوله تعالى : (( حجتهم داحضة )) .؟ - ابن عثيمين
- مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( والذين يحاج... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : (( والذين يحاجون في الله... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( والذين يحآجو... - ابن عثيمين