تم نسخ النصتم نسخ العنوان
التعليق على تفسير الجلالين : (( الله الذي أن... - ابن عثيمينالشيخ : قال الله تعالى :  اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ  قال : "  الكتاب  القرآن  بالحق  متعلق بأنزل " أولا قول المؤلف : ...
العالم
طريقة البحث
التعليق على تفسير الجلالين : (( الله الذي أنزل الكتاب )) القرآن (( بالحق )) متعلق بأنزل (( والميزان )) العدل (( وما يدريك )) يعلمك (( لعل الساعة )) أي إتيانها (( قريب )) ولعل معلق للفعل عن العمل ، وما بعده سد مسد المفعولين .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : قال الله تعالى : اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ
قال : " الكتاب القرآن بالحق متعلق بأنزل " أولا قول المؤلف : الكتاب أي القرآن فيه نظر وهو أن الكتاب أعم من القرآن بدليل قوله تعالى : لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ بالحق والميزان [الحديد:25] فأنت ترى الآية التي سقناها تطابق هذه الآية التي معنا، والمؤلف خص الكتاب بالقرآن وفيه نظر، بل الصواب أن المراد بالكتاب كل كتاب أنزله الله، فأل هنا للجنس وقوله : بالحق يقول المؤلف : " متعلق بأنزل " وعلى هذا يكون المعنى أن نزول هذه الكتب من عند الله حق ولكنا نقول : الآية أعم مما قال المؤلف فهي نازلة بالحق يعني أنها نزلت حقا من عند الله وهي أيضا متصفة بالحق بمعنى أنها جاءت بالحق، والفرق بين المعنيين ظاهر، لأنها على ما فسرنا تتضمن أن هذه الكتب حق من عند الله وأن ما جاءت به هذه الكتب فهو حق، فتكون الباء هنا على كلام المؤلف تكون للتعدية، وعلى ما قلنا تكون للتعدية والمصاحبة أو الملابسة.
بالحق والميزان قال المؤلف: " العدل " وعبر عن العدل بالميزان لأنه يعرف به العدل وما يدريك أي ما يعلمك أيها المخاطب لعل الساعة قريب أي إتيانها قريب، وعبر المؤلف: " أي إتيانها " ليطابق قوله : قريب لأن قريب مذكر يا إخواني والساعة مؤنث وكان مقتضى ذلك أن يقول : وما يدريك لعل الساعة قريبة، لكنه قال: قريب، احتاج المؤلف أن يؤول هذا إلى قوله : إتيانها حتى يكون مذكرا ويكون قريب مطابق له، إذا فالآية على تقدير المضاف، ألجأ إلى تقديره أن الخبر مذكر والساعة مؤنث وقال بعض العلماء : إن قريب صفة يستوي فيها المذكر والمؤنث كقتيل وجريح وقال : إن هذا له نظائر في القرآن منها قوله تعالى : وما يدريك لعل الساعة تكون قريب وقوله تعالى : إن رحمت الله قريب من المحسنين قال : فلما اطرد تذكيرها في مواضع عدة وجب أن يقال : أن قريب يعني هذا اللفظ يستوي فيه المذكر والمؤنث، وبناء على هذا لا نحتاج إلى تقدير، لأن الأصل في الكلام عدم التقدير. قريب وصدق الله عز وجل الساعة مهما طال الزمن فهي قريبة، لا من حيث الساعة العمومية ولا من حيث الساعة الخصوصية، الساعة الخصوصية ساعة كل إنسان بحسبه، ساعة كل واحد منا قريبة أو بعيدة ؟ قريبة، لو نبلغ آلاف السنين، لأن ما مضى من سنيك كأن لا شيء الآن مضى أمس القريب كأنه لم يكن، ويوم ولادتك كأنه أمس، إذا الساعة قريب باعتبار كل إنسان بنفسه، وكذلك الساعة الكبرى هي قريبة أيضا كما قال الله عز وجل : كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها وما يدريك لعل الساعة قريب ولذلك من عبارات الناس: " كل آت قريب وكل ماض بعيد " قال المؤلف : " ولعل معلق للفعل عن العمل وما بعده سد مسد مفعولين " كلام أعجمي أو عربي هذا ؟
وما يدريك تنصب ثلاثة مفاعيل :
المفعول الأول موجود وهو قوله : وما يدريك .
المفعول الثاني والثالث تنصبه لكنه علق عن العمل بالإتيان بلعل، لأن لعل موجبة لتعليق أفعال القلوب عن العمل، فتسد مسد المفعولين، الآن فهمت لعل معلق للفعل عن العمل، أين لعل ؟ لعل الساعة قريب أين الفعل المعلق ؟ يدريك، وما بعده أي ما بعد لعل سد مسد المفعولين، أين الذي بعد لعل ؟ الساعة قريب فيكون هنا لعل علقتها عن العمل، أي أبطلت عملها لفظا دون المحل، والمعلقات كثيرة ذكرها ابن مالك رحمه الله في الألفية فليرجع إليها .

Webiste