تتمة سؤال : ما حكم قول عبارة " ليس لله حد " .؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ولا يقولون بذاته لأنه لم يكن عندهم من يقول : إنه يأتي أمره أو ينزل أمره أو ما أشبه ذلك، فكلمة بذاته تحقيق للمعنى ويضطر الإنسان إليها دفعا لقول أهل البدع، ما هو لأن المعنى لا يتم إلا بها، المعنى يتم بدونها، كل فعل أضافه الله لنفسه فالمراد نفسه ؟ خلق السماوات تقول : بذاته ؟ لا، خلق السماوات هو نفسه، ينزل إلى السماء لا يحتاج يقول : بذاته، ما دام ينزل أي هو أي نفس الله، يأتي للقضاء أي هو وهلم جرا، لكن السلف رحمهم الله مضطرون إلى قول لا يخالف المراد دفعا لباطل ابتدعه أهل البدع، مثلا قال الله تعالى : وهو معكم أينما كنتم ألا تعلمون أنه لم يشتهر عن السلف إلا قولهم : هو معهم بعلمه قالوا : هذا كما قال عبد الله بن المبارك : نقول هو معهم بعلمه ولا نقول : كما يقول هؤلاء هو في الأرض، فقصدهم معهم بعمله يعني ردا لمن قالوا : إنه معهم بذاته، يعني في المكان الذي هم فيه، لكن لو رجعنا إلى مدلول الآية بقطع النظر عن الرد عن أهل البدع قلنا : وهو معهم كما أضاف الله خلق إلى نفسه فهو معهم أي نفسه، لكن هل يلزم من المعية أن يكون في الأرض ؟ لا، لا يلزم، بل هو بالنسبة لله تعالى ممتنع غاية الامتناع، انتبهوا لهذا، مع أنه معنا بعلمه وسمعه وبصره وسلطانه وتدبيره وكل ما تقتضيه معاني الربوبية، لكن هناك ظروف تلجأ الإنسان إلى قول، إلى شيء زائد عن النص لتوضيح النص والرد على من حرفه.
أرأيتم الآن ـ ولو طولنا عليكم ـ أرأيتم التسلسل مثلا، أصول الخلاف فيه ثلاثة المنع في المستقبل والماضي، الجواز في المستقبل والماضي، الجواز في المستقبل والمنع في الماضي، تعرفون التسلسل ؟ هو الصحيح لا تعرفونه، لأن الواقع أنه محدث أيضا، هذا من المحدثات، هل الله عز وجل لم يزل ولا يزال فعالا ؟ أو كان في الأول معطلا عن الفعل ثم فعل ؟ هذه واحدة، وهل لا يزال فعالا أو سيأتي اليوم الذي تنتهي فيه الخلائق ويفنى كل شيء ؟ هذه اثنين، أو أن الله تعالى لم يزل في الماضي ولا يزال في المستقبل فعالا ؟ الثالث هو الحق الذي لا شك فيه، أنه لم يزل ولا يزال فعالا لكن فعله تابع لمشيئته إن شاء فعل وإن شاء لم يفعل، هذا القول: وهو جواز التسلسل في الماضي والمستقبل هو المتعين، الجنة باقية أبدا أو لا ؟ باقية أبدا، وما يحدث فيها من النعيم متسلسل إلى ما لا نهاية له، وكذلك النار، في الماضي لم يخبرنا الله عز وجل إلا عن خلق السماوات والأرض والعرش وما أشبه ذلك، لكن نعلم أن الله عز وجل له أن يفعل ما شاء قبل هذه المخلوقات لأنه قادر، والقادر على الشيء يجوز أن يفعل، وقوله عز وجل : إن ربك فعال لما يريد يشمل الماضي والمستقبل، وهذا هو الذي دل عليه الكتاب والسنة والعقل، وإن كان بعض الناس أنكر على شيخ الإسلام رحمه الله حين صرح بجواز التسلسل في الماضي وقالوا : هذا لا يمكن، إذا قلت بالتسلسل في الماضي لزم أن يكون الخلق مع الخالق، وهذا باطل إلى أبعد الحدود، هل يلزم أن يكون الفعل مع الفاعل ؟ إذا قلت : إن الله فعال لا يلزم، بل من الضروري أن المفعول قد سبقه فعل وأن الفعل قد سبقه فاعل مريد، هذا شيء عقلي، فأنا أقول لكم: البحث في التسلسل وإتعاب النفوس فيه وإتعاب الأفكار وملئ الأسفار منه كل هذا إنما حدث حينما قال به أهل البدع ودخل على الأمة الإسلامية حينما عربت الكتب الرومانية واليونانية، وإلا فالناس في غفلة عن هذا على فطرهم، أن ربنا عز وجل لم يزل ولا يزال فعالا وأن ذلك لا يستلزم قدم الحوادث، فالمفعولات شيء والفاعل شيء آخر، انتبهوا لهذه المسائل لو فكرتم لوجدتم الطريق الأسلم والأعلم والأحكم طريق من ؟ طريق السلف، واستمع إلى القولة المشهورة الباطلة التي تجدونها في كتب من عرفوا بالصلاح والإصلاح، يقولون: طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم، سبحان الله كيف تكون أعلم وأحكم وليست بأسلم، لأننا نعلم أن الأعلم والأحكم يجب أن يكون الأسلم، ونعلم أيضا أنكم إذا أقررتم أن طريقة السلف أسلم فهي الأعلم والأحكم، لكن هؤلاء أتوا حيث لم يفهموا طريقة السلف، ظنوا أن طريقة السلف التفويض، وأن نكون أمام آيات الصفات وأحاديثها كالأميين الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني، يظنون أن السلفي إذا قلت له : وجاء ربك والملك صفا صفا ما معنى وجاء ؟ الله أعلم فكني من شرك ما أدري، استوى على العرش ما معناه ؟ قال : ما أدري، ويبقى وجه ربك ما معناه ؟ قال : ما أدري، هذا رأيهم في مذهب السلف، وهل هذا حقيقة مذهب السلف ؟ أبدا، السلف يقول : نعرف المعنى نعرف وجاء ربك أنه أتى عز وجل على وجه يليق بجلاله، أن له وجها يليق بجلاله، أن له استواء يليق بجلاله، نعلم هذا ونعرف المعنى، لكن تسألني عن الكيفية لا، لا أستطيع أن أتكلم لأنه ليس لي علم بهذا، هم لما ظنوا أن مذهب السلف هو التفويض، يعني تفويض المعنى والكيفية، قالوا : طريقة الخلف أعلم وأحكم، ونحن معهم إذا كان مذهب السلف أنهم لا يفهمون المعنى فالذي لا يفهم المعنى أحسن من الذي يفهم، لا شك في هذا، وإن كان فهمه خاطئة لكن طريقتهم سليمة، إلا أننا نقول لهم: طريقة السلف إثبات المعاني، وهذا مشهور متواتر عنهم، يقولون في آيات الصفات وأحاديثها : " أمروها كما جاءت بلا كيف " هذه الجملة التي اتفق عليها السلف تدل على أنهم يثبتون المعنى من وجهين :
أولا : أنهم قالوا : أمروها كما جاءت، ونحن نعلم أن الله تعالى أتى بها ورسوله أتى بها لإثبات معاني، ما هي لتقرأ ألفاظا جوفاء .
ثانيا : قولهم : بلا كيف يدل على ثبوت أصل المعنى، لأن نفي الكيف عما ليس بموجود لغو من القول، فإذا أصل المعنى موجود والكيفية مجهولة، والإمام مالك رحمه الله قال حينما سئل عن الاستواء قال : " الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة " هم لما ظنوا أن السلف لا يثبتون المعاني قالوا : إنها أسلم، ونحن نقول لهم : إما أن تكونوا كاذبين على السلف أو جاهلين بحقيقة مذهبهم، لا تخرجون عن هذا، فكلامهم هذا عن السلف لا يخلوا من ظلم وهو إما القول بلا علم أو الكذب على السلف، وكلاهما ظلم، فهم ظالمون للسلف في هذا الكلام الذي قالوا : إنه مذهب السلف.
أرأيتم الآن ـ ولو طولنا عليكم ـ أرأيتم التسلسل مثلا، أصول الخلاف فيه ثلاثة المنع في المستقبل والماضي، الجواز في المستقبل والماضي، الجواز في المستقبل والمنع في الماضي، تعرفون التسلسل ؟ هو الصحيح لا تعرفونه، لأن الواقع أنه محدث أيضا، هذا من المحدثات، هل الله عز وجل لم يزل ولا يزال فعالا ؟ أو كان في الأول معطلا عن الفعل ثم فعل ؟ هذه واحدة، وهل لا يزال فعالا أو سيأتي اليوم الذي تنتهي فيه الخلائق ويفنى كل شيء ؟ هذه اثنين، أو أن الله تعالى لم يزل في الماضي ولا يزال في المستقبل فعالا ؟ الثالث هو الحق الذي لا شك فيه، أنه لم يزل ولا يزال فعالا لكن فعله تابع لمشيئته إن شاء فعل وإن شاء لم يفعل، هذا القول: وهو جواز التسلسل في الماضي والمستقبل هو المتعين، الجنة باقية أبدا أو لا ؟ باقية أبدا، وما يحدث فيها من النعيم متسلسل إلى ما لا نهاية له، وكذلك النار، في الماضي لم يخبرنا الله عز وجل إلا عن خلق السماوات والأرض والعرش وما أشبه ذلك، لكن نعلم أن الله عز وجل له أن يفعل ما شاء قبل هذه المخلوقات لأنه قادر، والقادر على الشيء يجوز أن يفعل، وقوله عز وجل : إن ربك فعال لما يريد يشمل الماضي والمستقبل، وهذا هو الذي دل عليه الكتاب والسنة والعقل، وإن كان بعض الناس أنكر على شيخ الإسلام رحمه الله حين صرح بجواز التسلسل في الماضي وقالوا : هذا لا يمكن، إذا قلت بالتسلسل في الماضي لزم أن يكون الخلق مع الخالق، وهذا باطل إلى أبعد الحدود، هل يلزم أن يكون الفعل مع الفاعل ؟ إذا قلت : إن الله فعال لا يلزم، بل من الضروري أن المفعول قد سبقه فعل وأن الفعل قد سبقه فاعل مريد، هذا شيء عقلي، فأنا أقول لكم: البحث في التسلسل وإتعاب النفوس فيه وإتعاب الأفكار وملئ الأسفار منه كل هذا إنما حدث حينما قال به أهل البدع ودخل على الأمة الإسلامية حينما عربت الكتب الرومانية واليونانية، وإلا فالناس في غفلة عن هذا على فطرهم، أن ربنا عز وجل لم يزل ولا يزال فعالا وأن ذلك لا يستلزم قدم الحوادث، فالمفعولات شيء والفاعل شيء آخر، انتبهوا لهذه المسائل لو فكرتم لوجدتم الطريق الأسلم والأعلم والأحكم طريق من ؟ طريق السلف، واستمع إلى القولة المشهورة الباطلة التي تجدونها في كتب من عرفوا بالصلاح والإصلاح، يقولون: طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم، سبحان الله كيف تكون أعلم وأحكم وليست بأسلم، لأننا نعلم أن الأعلم والأحكم يجب أن يكون الأسلم، ونعلم أيضا أنكم إذا أقررتم أن طريقة السلف أسلم فهي الأعلم والأحكم، لكن هؤلاء أتوا حيث لم يفهموا طريقة السلف، ظنوا أن طريقة السلف التفويض، وأن نكون أمام آيات الصفات وأحاديثها كالأميين الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني، يظنون أن السلفي إذا قلت له : وجاء ربك والملك صفا صفا ما معنى وجاء ؟ الله أعلم فكني من شرك ما أدري، استوى على العرش ما معناه ؟ قال : ما أدري، ويبقى وجه ربك ما معناه ؟ قال : ما أدري، هذا رأيهم في مذهب السلف، وهل هذا حقيقة مذهب السلف ؟ أبدا، السلف يقول : نعرف المعنى نعرف وجاء ربك أنه أتى عز وجل على وجه يليق بجلاله، أن له وجها يليق بجلاله، أن له استواء يليق بجلاله، نعلم هذا ونعرف المعنى، لكن تسألني عن الكيفية لا، لا أستطيع أن أتكلم لأنه ليس لي علم بهذا، هم لما ظنوا أن مذهب السلف هو التفويض، يعني تفويض المعنى والكيفية، قالوا : طريقة الخلف أعلم وأحكم، ونحن معهم إذا كان مذهب السلف أنهم لا يفهمون المعنى فالذي لا يفهم المعنى أحسن من الذي يفهم، لا شك في هذا، وإن كان فهمه خاطئة لكن طريقتهم سليمة، إلا أننا نقول لهم: طريقة السلف إثبات المعاني، وهذا مشهور متواتر عنهم، يقولون في آيات الصفات وأحاديثها : " أمروها كما جاءت بلا كيف " هذه الجملة التي اتفق عليها السلف تدل على أنهم يثبتون المعنى من وجهين :
أولا : أنهم قالوا : أمروها كما جاءت، ونحن نعلم أن الله تعالى أتى بها ورسوله أتى بها لإثبات معاني، ما هي لتقرأ ألفاظا جوفاء .
ثانيا : قولهم : بلا كيف يدل على ثبوت أصل المعنى، لأن نفي الكيف عما ليس بموجود لغو من القول، فإذا أصل المعنى موجود والكيفية مجهولة، والإمام مالك رحمه الله قال حينما سئل عن الاستواء قال : " الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة " هم لما ظنوا أن السلف لا يثبتون المعاني قالوا : إنها أسلم، ونحن نقول لهم : إما أن تكونوا كاذبين على السلف أو جاهلين بحقيقة مذهبهم، لا تخرجون عن هذا، فكلامهم هذا عن السلف لا يخلوا من ظلم وهو إما القول بلا علم أو الكذب على السلف، وكلاهما ظلم، فهم ظالمون للسلف في هذا الكلام الذي قالوا : إنه مذهب السلف.
الفتاوى المشابهة
- بيان خطأ عبارة أن طريقة السلف أسلم وطريقة ال... - ابن عثيمين
- تتمة بيان اختلاف الفرق الإسلامية في فهم هذه... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قوله المصنف:وقوله ( وهو العليم الحك... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول المصنف :ومن غير تكييف - ابن عثيمين
- ما قولكم في قول شيخ الإسلام ابن تيمية عن أهل ا... - الالباني
- تتمة الكلام على أهل الفترة. - الالباني
- ما قولكم في قول شيخ الإسلام ابن تيمية عن أهل ا... - الالباني
- تتمة الكلام عن سؤال : هل الجهر بالدعوة السلفية... - الالباني
- تتمة الكلام على مذهب السلف الصالح في إثبات الص... - الالباني
- ما حكم قول عبارة " ليس لله حد " .؟ - ابن عثيمين
- تتمة سؤال : ما حكم قول عبارة " ليس لله حد " .؟ - ابن عثيمين