تم نسخ النصتم نسخ العنوان
التعليق على تفسير الجلالين : (( وهو الذي يقب... - ابن عثيمينقال الله تبارك وتعالى:  وهو الذي يقبل التوبة عن عباده  قال المؤلف: " منهم " فصرف معنى عن إلى معنى من، وهذا مبني على ما سبق من أن حروف المعاني تتناوب أي ...
العالم
طريقة البحث
التعليق على تفسير الجلالين : (( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده )) منهم (( ويعفوا عن السيئات )) المتاب عنها (( ويعلم ما تفعلون )) بالياء والتاء .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
قال الله تبارك وتعالى: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده قال المؤلف: " منهم " فصرف معنى عن إلى معنى من، وهذا مبني على ما سبق من أن حروف المعاني تتناوب أي ينوب بعضها عن بعض، ولكن إبقاء اللفظ على ظاهره أولى، ويكون يقبل التوبة عن عباده مضمنا معنى: يعفوا عنهم، فيقبل التوبة عن عباده أي يقبلها ويعفو عنهم، ونجعل عن على بابها ويكون قوله : ويعفوا عن السيئات كالتوكيد لما سبق.
" يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات المتاب عنها " والعفو مأخوذ من قولهم : عفا الأثر إذا أخفته الرياح، وهو التجاوز عن العقوبة بالذنوب، والسيئات: جمع سيئة وهي كل ما يسوء الإنسان فعله أو وقوعه، والمراد بالسيئات هنا ـ تفسيري لها على حسب اللفظ ـ والمراد بها هنا مخالفة الشرع، فكل ما خالف الشرع فهو سيئة سواء كان بترك واجب أو فعل محرم.
ويعلم ما تفعلون يقول: " بالياء والتاء " ما تفعلون وما يفعلون، أما على قراءة ما يفعلون فهي مطابقة للضمائر السابقة ويعلم ما يفعلون أي ما يفعله العباد، وأما على قراءة التاء فهي من باب الالتفات عن الغيبة إلى الخطاب، وأسلوب الالتفات أسلوب بلاغي ويقصد به تنبيه المخاطب على ما سيلقى إليه، وذلك لأن الكلام إذا كان على وتيرة واحده فإن الإنسان ينسجم معه وربما يغفل عنه، وإذا اختلف وقف الإنسان، لماذا صار الأمر كذلك ؟ انتبه صار الالتفات على قراءة: ويعلم ما تفعلون التفات من الغيبة إلى الخطاب، الالتفات فن معروف في البلاغة، من فوائده تنبيه المخاطب، انظر إلى قول الله تعالى : وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نقيبا [المائدة:12] مقتضى السياق أن يقول : وبعث منهم، لكن قال : وبعثنا منهم فانتقل من الغيبة إلى التكلم لأجل تنبيه المخاطب قال : ويعلم ما تفعلون علمه بما نعمل يشمل العلم بالأشياء الظاهرة والأشياء الباطنة، قد يذنب الإنسان ذنبا ظاهرا يعلمه الناس ويعلمه عز وجل، يعلمه رب الناس، وقد يكون خفيا لا يعلمه الناس ولكن يعلمه الله تبارك وتعالى، نعم .

السائل : إذا ورد في تفسير التوبة كذا عن بعض الصحابة والتابعين هل هو من باب ذكر أهم الشروط أو هو بذكر أعظمها ؟

الشيخ : هو إما أنه من باب الاقتصار على بعض الشروط أو أنهم يخاطبون أحدا يعرفون أن الرجل لم يندم قد أتى بوجه واسع غير مهتم ولا مكترث فركزوا على هذا الشرط دون غيره.

Webiste