الشيخ : قال المؤلف رحمه الله : " باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك "
الطالب : ... .

الشيخ : نعم.
الطالب : ... .

الشيخ : أي نعم ... الذي ادعى .. أنه لا يصح وأظن أنا ذكرنا في هذا المتخذين عليها المساجد والسرج ... يدل على أنه لم ... .
" باب ما جاء في حمايى المصطفى ".
المصطفى أصلها المصتفى من الصفوة وهو خيار الشيء. فالنبي عليه الصلاة والسلام أفضل المصطفين لأنه أفضل أولوا العزم من الرسل والرسل هم المصطفون والمراد به محمد صلى الله عليه وسلم.
وقوله : " حماية " الحماية معناه أن يجعل للشيء حمى أي حرما يمنع من يقرب حوله ومنه حمى الأرض عن الرعي فيها ونحو ذلك.
وقوله : " جناب التوحيد " جناب بمعنى جانب جناب هنا بمعنى جانب. والتوحيد تفعيل من الوحدة ومعناها إفراد الله تعالى بما يجب له إفراد الله بما يجب له هذا التوحيد بما يجب له من أي شيء؟ من الربوبية والألوهية العبادة والأسماء والصفات هذا هو التوحيد إفراد الله بما يجب له من ربوبية أو عبادة أو أسماء وصفات.
وقوله : " وسده كل طريق " يعني مع الحماية ما أبقى الأبواب مفتوحة يلج إليها من ... ولكنه عليه الصلاة والسلام سد كل طريق يوصل إلى الشرك لأن الشرك ليس بهين الشرك أعظم من كبائر الذنوب كما صح عن ابن مسعود أنه قال : لئن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا وقال الله تعالى : إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " الشرك لا يغفر ولو كان أصغر " من قوله : أن يشرك به وعلى هذا فجميع الذنوب دونه لقوله : ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فيشمل كبائر الذنوب والصغائر.
فالشرك ليس بالأمر الهين فالشرك ليس بالأمر الهين الذي يتهاون به لأنه يفسد القلب والقصد وإذا فسد القصد فسد العمل فإن العمل مبناه على القصد لقوله صلى الله عليه وسلم : إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى وقوله تعالى : مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ .
إذن الرسول عليه الصلاة والسلام حمى جانب التوحيد حماية محكمة وسد كل طريق يوصل إلى الشرك ولو من بعيد; ولو من بعيد لأن من سار على الدرب وصل والشيطان يزين للإنسان أعمال السوء شيئا فشيئا حتى يصل إلى الغاية.