تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول المصنف : وعن أبي هريرة رضي الله عنه... - ابن عثيمينالشيخ : وعن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :  لا عدوى ولا طِيرة ولا هامة ولا صفر  أخرجاه . أخرجاه الضمير المثنى يعود على م...
العالم
طريقة البحث
شرح قول المصنف : وعن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا عدوى ولا طيرة . ولا هامة ولا صفر ) أخرجاه
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : وعن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا عدوى ولا طِيرة ولا هامة ولا صفر أخرجاه .
أخرجاه الضمير المثنى يعود على مَن ؟ البخاري ومسلم أولا قال رسول الله صلوات الله وسلامه عليه : لا عدوى ولا هذه نافية للجنس وتعرفون أن نفي الجنس أعم من نفي الواحد والاثنين والثلاثة والأربعة لأنه نَفي للجنس كله فنفى رسول الله صلى الله عليه وسلم العَدوى قال : لا عَدوى والعدوى انتقال المرض من المريض إلى الصحيح هذه العدوى انتقال المرض منين؟ من المريض إلى الصحيح وكما يكون ذلك في الأمراض الحسِية يكون أيضاً في الأمراض المعنوية الخُلقية ولهذا أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن جليس السوء نعم كنافِخ الكير إما أن يُحرقك وإما أن تجد منه رائحة كريهة أو قال يحرق ثيابك وإما أن تجد منه رائحة كريهة هذه عدوى فقوله : لا عدوى يعني يشمل العدوى الحسية والعدوى المعنوية وإن كانت في الحسية أظهر ثاني : ولا طيرة طيرة اسم مصدر تطير لأن المصدر منه تطير واسم المصدر طيرة مثل الخيرة اسم مصدر اختار وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ يعني الاختيار أو التخير فهنا الخيرة نقول فيها الطيرة ها اسم مصدر من تَطير والمصدر منه تطيراً واسم المصدر يوافق المصدر في المعنى يعني هو المصدر في المعنى ولهذا تقول : كلمته كلاماً بمعنى كلمتُه تكليماً وسلمت عليه سلاما بمعنى سلمت عليه تسليما لكنه لما كان يخالف المصدر في البناء سموه اسم مصدر نعم، طيب الطيرة تقدم لنا أنها التشاؤم بمرئي أو مسموع أو معلوم نعم ولا هامة ولا هامة الهامة فُسرت بتفسيرين أحدُهما : أنها داء يُصيب المريض وينتقل إلى غيره وعلى هذا التفسير يكون عطفها على العدوى من باب عطف الخاص على العام والتفسير الثاني أن الهامة تزعم العرب الهامة طير معروف يسمى هامة تزعم العرب أنه إذا قتل القتيل فإن هذه الهامة نعم تأتي إلى أهله وتنعق عندهم على رؤوسهم إلى أن يأخذوا بثأره وربما اعتقد بعضهم أنها روحُه تكون في صورة الهامة وهي نوع من الطيور وهي تشبه البومة نعم .
الطالب : هي البومة .

الشيخ : أو هي البومة المهم أنها تأتي إلى أهل الميت القتيل على ما يقولون وتنعاه وتؤذيهم بالصراخ حتى يأخذوا بثأره وبعض العرب يقول الهامة هي الطير لكنهم يتشاءمون بها فإذا وقعت على بيت أحدهم ونعقت قالوا إنها الآن تنعق به ليموت ويعتقدون إن هذا دليل على قرب أجله وكل هذا لا شك أنه عقيدة باطلة .
الطالب : طير غير البومة ... .

الشيخ : ما نعرف لغتهم المهم طير يتشاءم به العرب
الطالب : يتكتك

الشيخ : يتكتك ولا ما يتكتك ، طير يتشاءم به العرب نعم الرسول نفى ذلك طيب
وقولُه : ولا صفَر صفر أيضاً قيل إنه الشهر شهر صفر وكان العرب يتشاءمون به وقيل : إن الصفر داء في البطن يصيب الإبل وينتقل من هذه البعير إلى بعير أخرى وعلى هذا فعطفه على العدوى من باب عطف الخاص على العام هذا النفي الذي ثبت به الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام في هذه الأمور الأربعة هل هو نفي للوجود أو نفي للتأثير ؟ ها إي نعم يجب أن نعرف أنه ليس نفياً للوجود لأنها موجودة فالعدوى موجودة والهامة موجودة والطيرة موجودة ولا لا ؟ كثير ممن يتطير ، وصفر موجود فالرسول عليه الصلاة والسلام لا ينفي وجود شيء موجود لكن المعنى أن هذه الأشياء لا تأثير لها إنما المُؤثِّر هو الله فما كان منها سببا معلوما فهو سبب صحيح ، وما كان منها سببا موهوما فهو سبب باطل ويكون نفياً لتأثيره ولسببيته لتأثيره بنفسه ولسببيتِه واضح؟
الطالب : نعم

الشيخ : طيب نعيد مرة ثانية لأن هذا مهم، هذا النفي هل هو نفي للوجود ؟ لا لماذا ؟ لأنها موجودة وكلام الرسول عليه الصلاة والسلام حق لا يخالف الواقع إذن نفيٌ لتأثيرها ثم إن كان شيء منها له تأثير معلوم فهو نفي لتأثيره بنفسه نعم وإن كان شيء منها لا تأثير له فهو نفي لتأثيره الموهوم أيضاً ، لأنه ما له أصل طيب الآن لا عدوى نبدأ بالأول لا عدوى ، العدوى موجودة ؟ ها العدوى موجودة ويدُل لوجودها قول الرسول عليه الصلاة والسلام : لا يورد ممرض على مصح لا يورِد ممرض صاحب الإبل المريضة على مُصح على صاحب إبل صحيحة لماذا؟ ها لئلا تنتقل العَدوى وقولُه : فِر من المجذوم فرارك من الأسد والجُذام نسأل الله العافية مرض خبيث معدي يُتلف صاحبه ويعدي بسرعة حتى إن بعضهم قال هو الطاعون فيقول : فر من المجذوم فرارك من الأسد لماذا ؟ لئلا تقع العدوى منه إليك وهذا إثبات للعدوى لتأثيرها إثبات لتأثيرها ولكن هل تأثيرها هذا أمر حَتمي بحيث تكون هي عِلةً فاعلة أو لا ؟ الجواب لا ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بأن نفر من الأسد ونهى أن يورد ممرض على مصح من باب تجنب الأسباب لا من باب تأثير الأسباب بنفسها الأسباب ما تؤثر بنفسها لكن ينبغي لنا أن نتجنب إيش؟ الأسباب التي تكون سبباً للبلاء ولا تُلقوا بأيديكم إلى التهلكة ولا يمكن أن نقول إن الرسول عليه الصلاة والسلام يُنكر تأثير العدوى وأنها سبب لانتقال المرض لأن مثل هذا أولاً يُبطله الأحاديث الأخرى وثانياً : يبطله الواقع لكن قد يقول قائل منكم : إن الرسول صلى الله عليه وسلم لما قال : لا عدوى قال له رجل يا رسول الله : الإبل تكون صحيحة معنى كلامه تكون صحيحة مثل الظباء فيدخلها الجمل الأجرب فتُجرَب ؟ كيف تقول فقال النبي عليه الصلاة والسلام جوابا مُقنعاً قال له : من أعدى الأول ها مقنع هذا ؟ مقنع إذن الذي ينقل مرض هذا إلى الصحيحات من هو ؟ الله بتدبير الله عز وجل فهذا المرض الذي نزل على أول واحد ما فيه عدوى نزل من عند الله عز وجل فالشيء قد يكون له سبب معلوم وقد لا يكون له سبب معلوم فجرب الجمل الأول معلوم ولا لا ؟ ما هو بمعلوم إلا أنه بتقدير الله عز وجل وجرب الذي بعده له سبب معلوم لكن لو شاء الله تعالى ما جرب ولهذا أحيانا تصاب الإبل بالجرب ثم ...

Webiste