تم نسخ النصتم نسخ العنوان
معنى حديث لا عدوى ولا طيرة - الفوزان س61: يقول السائل: نأمل توضيح قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى ولا طيرة، ولا هامة ولا صفر" ما نوع النفي في هذا الحديث؟  ج61:  النفي في الحديث معنا...
العالم
طريقة البحث
معنى حديث لا عدوى ولا طيرة
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
س61: يقول السائل: نأمل توضيح قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى ولا طيرة، ولا هامة ولا صفر" ما نوع النفي في هذا الحديث؟
ج61: النفي في الحديث معناه: النهي، أي: لا تطيروا ولا تعتقدوا في هذه الأشياء؛ وإنما علقوا عقيدتكم بالله سبحانه وتعالى، وهذا رد على ما كان عليه أهل الجاهلية، الذين يعملون بهذه الأشياء، ويعتقدون فيها، فهذا رد عليهم،
ونفي لما كانوا عليه من الباطل، وقوله: "لا عدوى" ، المراد بالعدوى: انتقال المرض من شخص إلى شخص، أو من بلدٍ إلى بلد، هذه هي العدوى، انتقال المرض من مكان إلى مكان آخر، وهذا واقع ويؤمر بالتحرز منه، إذا قال صلى الله عليه وسلم: "لا يورد مصح على ممرض" وقال عليه الصلاة والسلام: "فر من المجذوم فرارك من الأسد" فتأخذ الوقاية إذا وقع الوباء في بلد فلا يخرج منه أحد، ولا يقدم عليه أحد؛ منعاً للعدوى، لكن هذه أسباب وقائية، وكما يقولون: الوقاية خير من العلاج، أما الذي ينقل المرض ويقدر المرض فهو الله سبحانه وتعالى، لا تنتقل العدوى بنفسها بدون تقدير الله ومشيئته، كما تعتقده الجاهلية: "لا عدوى" أي: لا تعتقدوا أن العدوى تحصل بنفسها بدون تقدير الله جل وعلا ولا يمنع هذا من اتخاذ الأسباب الواقية كما ذكرنا، مما أرشد إليه النبي
صلى الله عليه وسلم. وأما الطيرة؛ فهي: التشاؤم، يتشاءمون بالبقاع، ويتشاءمون بالطيور، ويتشاءمون بالأشخاص، ويتشاءمون بالزمان والأوقات، كل هذا باطل؛ لأن هذا اعتقاد بغير الله سبحانه وتعالى أنه ينفع أو يضر، فيعلق القلب بالله عز وجل، ولا يتشاءم بالطيور، والدواب، وغيرهما، فهذا من أمور الجاهلية، شرك، الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "الطيرة شرك". "ولا هامة" : وهي الطائر المعروف بالبومة، وكانت في العادة تقع على الخرائب، وعلى مخلفات المباني، فيعتقد فيها أهل الجاهلية، أنها تنعى وأنها تدل على الموت، فإذا وقعت على جداره يقول: نعت إليَّ نفسي، فهذا من أمور الجاهلية، فهذا طائر ليس له دخل في موتٍ ولا حياةٍ ولا يعتقد فيه. "ولا صفر" هو شهر صفر، كانوا يتشاءمون به في الجاهلية
ويظنون أنه وقت مشؤوم، +فتض النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، صفر و+أن شهر من الشهور، ووقت من الأوقات، ليس فيه نفع ولا ضرر إلاَّ بتقدير الله جل وعلا.

Webiste