.شرح قول المصنف :وقوله (...... تنزيل من رب العالمين أفبهذا الحديث أنتم مدهنون . وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : طيب قوله تعالى : تنزيل من رب العالمين هذا خبر ثاني لقوله : إنه وهو كقوله تعالى : وإنه لتنزيل رب العالمين وكقوله تعالى : تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فُصلت آياتُه فهو خبر مكرر مع قوله : لقرآن تنزيل من رب العالمين أي مُنزل منه فتنزيل مصدر بمعنى منزل من رب العالمين أنزله الله عز وجل على النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل لقوله تعالى : وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين نزل به أي بالقرآن، الروح الأمين جبريل على قلبك لأنه محل الوعي والحفظ لتكون من المنذرين وقوله : من رب العالمين أي : خالقهم ومالكهم وفيه دليل على أن هذا القرآن نازل لجميع الخلق فيكون فيه دليل على عموم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ووجه الدلالة يا إخواننا وجه الدلالة أنه نازل من رب العالمين لمن ؟ للعالمين فإذا نزل من ربهم فمعناه أنه هو الحُكم بينهم فيكون في قوله : تنزيل من رب العالمين دليل على أن هذا القرآن نازل لجميع البشر وأنه مكلف به جميع البشر لأنه نزل من ربهم وقوله : من رب العالمين يفيد أيضا أن نزول القرآن من كمال ربوبية الله عز وجل فإذا أضفت من رب العالمين إلى الآية الثانية : تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت علمت أن هذا القرآن رحمة أو لا ؟ تنزيل من الرحمن لأجل أن يرحم به العباد فهو إذن رحمة وهو من كمال ربوبيته سبحانه وتعالى واعلم أن ربوبية الرب سبحانه وتعالى كلها مبنية على الرحمة وإذا شئت أن تعلم ذلك فاقرأ الحمد لله رب العالمين ويش بعده ؟ الرحمن الرحيم فدل هذا على أن ربوبيته مبنية على الرحمة سبحانه وتعالى وأن كل ما أمر به العباد فهو رحمة بهم نعم قال : تنزيل من رب العالمين لما بين أنه تنزيل من رب العالمين استدل العلماء أهل السنة والجماعة بهذه الآية على أن القرآن كلام الله ويش وجه الدلالة ؟ لأنه قال : تنزيل منه من رب وهو كلام القرآن كلام كل يعرف أنه كلام ولا لا؟ ولا جسم جاء ونزل كلام كلام يقرأ فإذا كان الله هو الذي أنزله إذن فهو كلامه سبحانه وتعالى فهو كلامه مُنزل كما قال السلف رحمهم الله وهو مخلوق ولا غير مخلوق ؟
الطالب : غير مخلوق
الشيخ : غير مخلوق لأنه من صفاته وصفات الله عز وجل غير مخلوقة كل صفات الله حتى الصفات الفعلية ما يجوز أن نقول إنها مخلوقة حتى الصفات الفعلية ما نقول إنها مخلوقة وإن كانت هي تحدث لكنها ليست مخلوقة بل هي فعلُه وليست خلقَه لأن الخلق مفعول وليس فعلا أو لا ؟
الطالب : نعم
الشيخ : الخلق مفعول وليس فعلاً فمثلا السموات نقول إنها خلق الله ؟ نقول إنها خلق الله أي مخلوقة فهي مخلوقة لكن نفس إيجادها ماذا نقول فيه ؟ نفس الإيجاد والتكوين نقول هو فعل الله وفعل الله غير مخلوق فصفات الله الفعلية والذاتية كلها غير مخلوقة وكذلك القرآن كلام الله عز وجل هو غير مخلوق بل هو منزل فإذا قال قائل : هل كل منزل غير مخلوق ؟ فالجواب : لا لكن كل مُنزل يكون وصفاً مضافا إلى الله فهو غير مخلوق وإلا فقد قال الله تعالى : وأنزلنا الحديد الحديد مخلوق أنزل من السماء ماء والمطر مخلوق أنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج والأنعام مخلوقة لكن إذا كان المنزل من عند الله عز وجل صفة صفة لا تقوم بذاتها وإنما تقوم بغيرها لزم أن يكون ذلك المنزل غير مخلوق لأنه صفة الله عز وجل ثم قال تعالى : أفبهذا الحديث أنتم مدهنون أظن شرحنا هذه الآية ؟
السائل : المراد بالعالمين .
الشيخ : أي آية
السائل : العالمين
الشيخ : الملائكة كل شيء العالم كل ما سوى الله فهو عالم نعم .
السائل : هل المراد رحمة ... أم رحمة المخلوق.
الشيخ : لا الرحمة مخلوقة لأن أنزل رحمة من رحمتك على هذا الوجه المراد آثارها وقوله : أفبهذا الحديث الاستفهام ذكرنا أنه شرحنا الآية؟
الطالب : ...
الشيخ : إلا أول الباب ما قرأناه ذكرنا أنها للإنكار والتوبيخ وقوله : بهذا الحديث المشار إليه القرآن أنتم مذهنون ما معنى المدهن ؟ المدهن الخائف من غيره الذي يحابيه في قوله وفعله يعني أتدهنون في هذا الحديث وتخافون وتستخفون ؟ لا لا ينبغي لكم هذا بل ينبغي لمن معه القرآن أن إيش ؟ أن يصدع به وأن يبينه وأن يظهره وأن يجاهد به وجاهدهم به جهادا كبيرا لا يدهن به نعم أنتم مدهنون وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون تجعلون رزقكم ماذا قلنا في رزقكم ؟ قلنا : إنه على حذف مضاف عند أكثر المفسرين أي : شكر رزقكم أي ما أعطاكم الله من أي شيء ؟ من المطر ومن إنزال القرآن لأن الآيات في سياق إنزال القرآن يعني تجعلون شكر هذه النعمة العظيمة أن تكذبوا بها فهو وإن كان النبي عليه الصلاة والسلام ذكرها في المطر فإنها تشمل ذلك وغيره حتى الرزق الذي رزقنا الله عز وجل من هذا الوحي العظيم من الناس من جعل هذا الرزق ويش جعله ؟ تكذيباً ومنهم من قال : إن الآية ليس فيها حذف وإن المعنى تجعلون شكركم تكذيبا وقال إن الشكر رزق وهذا صحيح أن الشكر رزق ؟ نعم من أكبر الأرزاق نعم ولهذا يقول الشاعر :
" إذا كان شكري نعمة الله نعمة *** علي له في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله *** وإن طالت الأيام واتصل العمر "
إذا أنعم الله عليك نعمة فهذه ثم إذا شكرتها فهي نعمة أخرى هذه النعمة الأخرى تحتاج إلى شكر شكر ثاني إذا شكرت ثانية فهو نعمة يحتاج إلى شكر ثالث وهكذا أبداً ولهذا يقول الله عز وجل : إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها فالإنسان لو كان ليلاً ونهارا بقدر أنفاسه ولحظاته يشكر الله ما بلغ نعمة الله ولهذا ذكر الشاعر هذا المعنى بقوله : " فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله " ويش بعد ؟ " وإن طالت الأيام واتصل العمر " ليت عندنا وعي أهل الجاهلية لا أعوذ بالله هذه نعمة الوعي يقول أهل الجاهية يجي الإنسان يقول قصيدة مئة بيت فإذا انصرف وإذا الناس قد حفظوها حنا الواحد نعم .
الطالب : ... ما فيها خير
الشيخ : لا واللي فيها خير المهم أن الوعي والحفظ هبة من الله عز وجل لكن أنا أتعجب كيف حفظنا ساء إلى هذا الحد بالنسبة للأزمنة المتأخرة الإنسان منا لو سألته عما فعله بالأمس قام يتفطن وزين إن فطن نعم
الحاصل أن الآية الكريمة وتجعلون رزقكم أن بعض أهل العلم يقول لا تحتاج إلى تقدير مضاف بل المعنى تجعلون رزقكم أي : شكركم والشكر رزق وقوله : أنكم تكذبون هذه أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول تجعلون الثاني أي تصيرون شكركم تكذيبا ولا شك أن هذا من السفه أن يقابل الإنسان نعمة ربه بالتكذيب إن كانت وحيا كذب خبره ولم يمتثل أمره ولم يجتنب نهيه وإن كان عطاء رزقا تنمو به الأجسام نسبه إلى غير الله وقال هذا من النوء أو قال هذا من عملي مثلما قال قارون : إنما أوتيته على علم عندي نسأل الله السلامة والعافية
طيب انتهى الكلام على هذه الآية العظيمة وهي عظيمة جدا لمن تأملها وينبغي لنا دائما أن نتأمل القرآن الكريم لأن فيه من المعاني العظيمة ما ينشرح به الصدر ويجلو الهم وأن نحرص عليه غاية الحرص لأنه كلام الله عز وجل أنا أعتقد ولله المثل الأعلى لو أن ملكاً من الملوك أصدر مرسوما تجد حاشيته والذين يحبونه ماذا يصنع بهذا المرسوم ؟ يكررونه وينظرونه ويشرحونه بل لو أنك درست كتاب طب كتاب طب تدرسه ودك تكون طبيب ودرست كتاب طب تعبر كلماته عبورا ولا تبحث عن معناها وتسأل أيهم ؟ الأخير فكلام الله عز وجل أعظم من أن يعتنى به ويحرص عليه نعم .
الطالب : غير مخلوق
الشيخ : غير مخلوق لأنه من صفاته وصفات الله عز وجل غير مخلوقة كل صفات الله حتى الصفات الفعلية ما يجوز أن نقول إنها مخلوقة حتى الصفات الفعلية ما نقول إنها مخلوقة وإن كانت هي تحدث لكنها ليست مخلوقة بل هي فعلُه وليست خلقَه لأن الخلق مفعول وليس فعلا أو لا ؟
الطالب : نعم
الشيخ : الخلق مفعول وليس فعلاً فمثلا السموات نقول إنها خلق الله ؟ نقول إنها خلق الله أي مخلوقة فهي مخلوقة لكن نفس إيجادها ماذا نقول فيه ؟ نفس الإيجاد والتكوين نقول هو فعل الله وفعل الله غير مخلوق فصفات الله الفعلية والذاتية كلها غير مخلوقة وكذلك القرآن كلام الله عز وجل هو غير مخلوق بل هو منزل فإذا قال قائل : هل كل منزل غير مخلوق ؟ فالجواب : لا لكن كل مُنزل يكون وصفاً مضافا إلى الله فهو غير مخلوق وإلا فقد قال الله تعالى : وأنزلنا الحديد الحديد مخلوق أنزل من السماء ماء والمطر مخلوق أنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج والأنعام مخلوقة لكن إذا كان المنزل من عند الله عز وجل صفة صفة لا تقوم بذاتها وإنما تقوم بغيرها لزم أن يكون ذلك المنزل غير مخلوق لأنه صفة الله عز وجل ثم قال تعالى : أفبهذا الحديث أنتم مدهنون أظن شرحنا هذه الآية ؟
السائل : المراد بالعالمين .
الشيخ : أي آية
السائل : العالمين
الشيخ : الملائكة كل شيء العالم كل ما سوى الله فهو عالم نعم .
السائل : هل المراد رحمة ... أم رحمة المخلوق.
الشيخ : لا الرحمة مخلوقة لأن أنزل رحمة من رحمتك على هذا الوجه المراد آثارها وقوله : أفبهذا الحديث الاستفهام ذكرنا أنه شرحنا الآية؟
الطالب : ...
الشيخ : إلا أول الباب ما قرأناه ذكرنا أنها للإنكار والتوبيخ وقوله : بهذا الحديث المشار إليه القرآن أنتم مذهنون ما معنى المدهن ؟ المدهن الخائف من غيره الذي يحابيه في قوله وفعله يعني أتدهنون في هذا الحديث وتخافون وتستخفون ؟ لا لا ينبغي لكم هذا بل ينبغي لمن معه القرآن أن إيش ؟ أن يصدع به وأن يبينه وأن يظهره وأن يجاهد به وجاهدهم به جهادا كبيرا لا يدهن به نعم أنتم مدهنون وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون تجعلون رزقكم ماذا قلنا في رزقكم ؟ قلنا : إنه على حذف مضاف عند أكثر المفسرين أي : شكر رزقكم أي ما أعطاكم الله من أي شيء ؟ من المطر ومن إنزال القرآن لأن الآيات في سياق إنزال القرآن يعني تجعلون شكر هذه النعمة العظيمة أن تكذبوا بها فهو وإن كان النبي عليه الصلاة والسلام ذكرها في المطر فإنها تشمل ذلك وغيره حتى الرزق الذي رزقنا الله عز وجل من هذا الوحي العظيم من الناس من جعل هذا الرزق ويش جعله ؟ تكذيباً ومنهم من قال : إن الآية ليس فيها حذف وإن المعنى تجعلون شكركم تكذيبا وقال إن الشكر رزق وهذا صحيح أن الشكر رزق ؟ نعم من أكبر الأرزاق نعم ولهذا يقول الشاعر :
" إذا كان شكري نعمة الله نعمة *** علي له في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله *** وإن طالت الأيام واتصل العمر "
إذا أنعم الله عليك نعمة فهذه ثم إذا شكرتها فهي نعمة أخرى هذه النعمة الأخرى تحتاج إلى شكر شكر ثاني إذا شكرت ثانية فهو نعمة يحتاج إلى شكر ثالث وهكذا أبداً ولهذا يقول الله عز وجل : إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها فالإنسان لو كان ليلاً ونهارا بقدر أنفاسه ولحظاته يشكر الله ما بلغ نعمة الله ولهذا ذكر الشاعر هذا المعنى بقوله : " فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله " ويش بعد ؟ " وإن طالت الأيام واتصل العمر " ليت عندنا وعي أهل الجاهلية لا أعوذ بالله هذه نعمة الوعي يقول أهل الجاهية يجي الإنسان يقول قصيدة مئة بيت فإذا انصرف وإذا الناس قد حفظوها حنا الواحد نعم .
الطالب : ... ما فيها خير
الشيخ : لا واللي فيها خير المهم أن الوعي والحفظ هبة من الله عز وجل لكن أنا أتعجب كيف حفظنا ساء إلى هذا الحد بالنسبة للأزمنة المتأخرة الإنسان منا لو سألته عما فعله بالأمس قام يتفطن وزين إن فطن نعم
الحاصل أن الآية الكريمة وتجعلون رزقكم أن بعض أهل العلم يقول لا تحتاج إلى تقدير مضاف بل المعنى تجعلون رزقكم أي : شكركم والشكر رزق وقوله : أنكم تكذبون هذه أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول تجعلون الثاني أي تصيرون شكركم تكذيبا ولا شك أن هذا من السفه أن يقابل الإنسان نعمة ربه بالتكذيب إن كانت وحيا كذب خبره ولم يمتثل أمره ولم يجتنب نهيه وإن كان عطاء رزقا تنمو به الأجسام نسبه إلى غير الله وقال هذا من النوء أو قال هذا من عملي مثلما قال قارون : إنما أوتيته على علم عندي نسأل الله السلامة والعافية
طيب انتهى الكلام على هذه الآية العظيمة وهي عظيمة جدا لمن تأملها وينبغي لنا دائما أن نتأمل القرآن الكريم لأن فيه من المعاني العظيمة ما ينشرح به الصدر ويجلو الهم وأن نحرص عليه غاية الحرص لأنه كلام الله عز وجل أنا أعتقد ولله المثل الأعلى لو أن ملكاً من الملوك أصدر مرسوما تجد حاشيته والذين يحبونه ماذا يصنع بهذا المرسوم ؟ يكررونه وينظرونه ويشرحونه بل لو أنك درست كتاب طب كتاب طب تدرسه ودك تكون طبيب ودرست كتاب طب تعبر كلماته عبورا ولا تبحث عن معناها وتسأل أيهم ؟ الأخير فكلام الله عز وجل أعظم من أن يعتنى به ويحرص عليه نعم .
الفتاوى المشابهة
- باب : قول الله تعالى : (( وتجعلون رزقكم أنكم... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( تنزيل الكتاب من ال... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : وقوله : (( فابتغوا عند الله... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى:" وإنه لتنزيل رب العالمين.... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى :" وإنه لتنزيل رب العالمين . - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى :" تنزيل من رب العالمين ". - ابن عثيمين
- معنى قوله " تنزيل من رب العالمين " وإثبات صف... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (أفبهذا الحديث أنتم مدهنون) - ابن عثيمين
- .شرح قول المصنف : وقول الله تعالى : (( وتجعل... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (تنزيل من رب العالمين) - ابن عثيمين
- .شرح قول المصنف :وقوله (...... تنزيل من رب ا... - ابن عثيمين