تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول المصنف : باب قوله الله تعالى : (( إن... - ابن عثيمينالشيخ : ثم قال : " باب قوله الله تعالى :  إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين  " المؤلف رحمه الله أعقب باب الخوف باب المحبة...
العالم
طريقة البحث
شرح قول المصنف : باب قوله الله تعالى : (( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ثم قال : " باب قوله الله تعالى : إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين " المؤلف رحمه الله أعقب باب الخوف باب المحبة يعني جعل باب الخوف بعد باب المحبة لأن العبادة ترتكز على هذين الأمرين على المحبة والخوف فبالمحبة يكون امتثال الأمر ومن الخوف يكون اجتناب النهي إي هذا باب الخوف نعم، هو رحمه الله هذا من حسن ترتيبه وفقهه، العبادة لا يمكن أن تكون وتتم إلا على هذين الأساسين وهما : المحبة التي تحمل الإنسان على فعل الطاعة، والخوف الذي يحمله على ترك المعصية وإن كان تارك المعصية أيضا يطلب الوصول إلى الله لكن هذا من لازم ترك المعصية وليس هو الأساس لو سألت الذي لا يزني لماذا ؟ لقال خوفاً من الله ولو سألت الذي يصلي لقال طمعاً في ثواب الله ومحبة له مع أن كلاً منهما ملازم للآخر حتى الخائف من الله أريد أن أنجو من عذابه لأصل إلى رحمته وحتى المطيع لله أنا أريد أن أصل إلى رحمته وأنجو من عذابه لكن المقصود القصد الأول في فعل الطاعة الذي يحمل عليه هو المحبة وفي ترك المعصية الذي يحمل عليه هو الخوف، واعلم أن أهل العلم أو أن أرباب السلوك هذا الأصح لأن العلماء أصناف أرباب السلوك يعني أرباب الاتجاهات والإخلاص والتوكل والعبادة وما أشبه ذلك اختلفوا هل الأفضل للإنسان أن يُغلب جانب الخوف أو أن يغلب جانب الرجاء؟ فقال بعض أهل العلم : ينبغي أن يُغلب جانب الخوف نعم ليحمله على اجتناب المعصية ثم على فعل الطاعة وقال آخرون : ينبغي أن يُغلب جانب الرجاء ليكون متفائلاً والرسول صلى الله عليه وسلم يُعجُبُه الفأل وقال بعض العلماء : ينبغي في فعل الطاعة أن يغلب جانب الرجاء وفي فعل المعصية أن يغلب جانب الخوف من أجل أن يمنعه عن المعصية ثم إذا عصى خاف من العقوبة فتاب ،وفي جانب الطاعة يغلب إيش ؟ جانب الرجاء وأن الذي منّ عليه ووفقه لفعل هذه الطاعة سيمن عليه تبارك وتعالى بقبولها نعم لأن من وفق لعمل فإن هذا عنوان على أن الله سيقبله منه إذا أتى به على وجه مطلوب منه مثلما قال بعض السلف إذا وفقك الله بالدعاء فتوقع الإجابة أو فانتظر الإجابة لأن الله يقول : وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ المهم هذا رأيين
الرأي الثالث : يقول ينبغي في حال المرض أن يُغلب جانب الرجاء وفي حال الصحة أن يُغلب جانب الخوف ، في جانب المرض لأجل أن ينتقل من الدنيا وهو يحسن الظن بالله فيغلب جانب الرجاء وفي وقت الصحة يغلب جانب الخوف حتى يمنعه من المعاصي وقال الإمام أحمد : " ينبغي أن يكون خوفه ورجاؤه واحداً فأيهما غلب هلك صاحبه " يعني ما يغلب لا هذا ولا هذا يجعلهما كجناحي الطائر والجناحان للطائر إذا لم يكونا متساويين سقط الطائر لو قصيت الريش من أحد الجناحين وخليتو يطير ما يطير لو أن الجناح الثاني كامل، ولكن القول الذي يترجح عندي أنه في جانب الطاعة يغلب جانب الرجاء نعم وفي جانب المعصية يغلب جانب الخوف هذا أقرب شيء ولا هو بذاك القريب الكامل لأن الله تعالى يقول : والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون يعني يخافون ألا يُقبل منهم ولكن يقال أيضاً هذه الآية تعارضها آيات أخرى أو أحاديث أخرى مثل قوله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي : أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني وعلى كل حال فإن الخوف أحد ركني أو أحد أساسين يحملان على عبادة المرء لله الأساس الأول : المحبة، والأساس الثاني: الخوف ولا بد لكل عابد منهما وإلا لاختلت عبادته نعم .

السائل : ... الثاني ... في حال الصحة يغلب جانب الخوف وفي حال المرض

الشيخ : حتى في حال المرض لأن الإنسان المريض ما نقول يغلب جانب الرجاء لأن أخشى أنه يحمله على الأمن من مكر الله إذا غلب جانب الرجاء .

السائل : ... يحسن الظن بالله .

الشيخ : إحسان الظن بالله إذا عمل عملا صالحا ونرجع إلى القول الذي اخترنا
طيب فيه الخوف خوف الله عز وجل أيضا درجات ما هو درجة واحدة من الناس من يغلو في خوفه ومن الناس من يفرط في خوفه ومن الناس من يعتدل في خوفه فالخوف العدل هو الذي يردعك عن محارم الله فقط هذا الخوف لا تزد على هذا الخوف اجعله يحملك أو اجعله حارساً لك عن معاصي الله فقط إن زدت على ذلك فإنه يرشدك إلى اليأس من روح الله والقنوط من رحمته، فالخوف العدل المعتدل السليم هو الذي يمنع صاحبه عن محارم الله فقط لا أنه يحملك إلى أن تخاف من كل شيء فتقع في القنوط من رحمة الله ومن الناس من يُفرط في الخوف لا يُفرِط فيه، يُفرِّط فيه كلما نهيته عن معصية قال : نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم ويكون كالذي قال : فويل للمصلين ما يقرأ الآية التي بعدها ويش الآية التي بعدها وأن عذابي هو العذابُ الأليم كثير من الناس تنصحه ويقول هذا الكلام إن الله غفور رحيم نعم فهذا أيضا خوفه ضعيف جدا والصحيح مثل ما قلت لكم وهذا هو الذي ذكره شيخ الإسلام وابن القيم أن الخوف العدل السوي هو ما منعك عن محارم الله لا ما أقنطك من رحمته، اعمل العمل الصالح وامتنع عن المحرم وكن واثقاً بالله عز وجل، لأن وعد الله لا يخلفه نعم.
والآن نرجع إلى أقسام الخوف عند أهل العلم يقولون : إن الخوف ينقسم إلى أقسام :
خوف عبادة وتعظيم وهو ما يسمى بخوف السر هذا يصلح إلا لله عز وجل ومن أشرك فيه مع الله غيره فهو مشرك شركاً أكبر مثل أولئك الذين يخافون الأصنام أو يخافون الأموات أو يخافون مَن يزعمونهم أولياء نعم يقول تراه يشور فيك الولي فلان لو أنه بالمشرق وأنت بالمغرب نعم هذا يقول أهل العلم : إنه من الشرك الأكبر وهو خوف العبادة والتذلل والخضوع كما يفعل أولئك الذين يعبدون القبور وغيرها يخافون من صاحب القبر أكثر مما يخافون من رب العالمين والعياذ بالله، ويزعمون أنه قادر على أن يضرهم وأن ينفعهم
الخضوع والطاعة وأما هذا الباب فهو في باب المخافة والخوف وما أحسن تعقيب المؤلف ذاك الباب في هذا الباب وقد سبق لنا أن الإنسان ينبغي له أن يكون خوفه ورجاؤه على حد سواء إلا أنه إذا عمل الطاعة فينبغي أن يُغلب جانب الرجاء وإذا عمل المعصية أو إذا هم بالمعصية فيُغلب جانب الخوف وسبق لنا ذكر خلاف العلماء في هذه المسألة، واعلم أن الخوف على نوعين خوف عبادة وخوف عادة فأما خوف العبادة فأن يكون هذا الخوف خوفاً باطنياً سرياً يوجب لمن قام به أن يتألى ويتعبد ويتقرب لهذا المخوف كما يفعل ذلك بالله عز وجل ، وذلك كخوف الأموات والأولياء وما أشبه ذلك ممن يخوَّف بهم الإنسان فهذا الخوف عبادة كما علمتم وصرفه لغير الله من باب الشرك الأكبر المخرج عن الملة مثل أن يخاف إنسان من ولي مقبور مثلاً كما يفعل بعض الجهال العوام الذين يؤلهون هؤلاء الأولياء يقول إن الأولياء له سر سيقضي عليك إذا لم تعبده مثلاً فيوجب هذا الخوف التعبدي السري يوجبُ للخائف أن يتعلق قلبه بهذا المخوف كما يتعلق بالله عز وجل فما حكم هذا النوع ؟ هذا شرك أكبر مُخرج عن الملة
أما النوع الثاني فهو الخوف الطبيعي الذي يكون بمقتضى الطبيعة والِجبلة فهذا الخوف إن حمل على ترك واجب صار محرماً وإن حمل على فعل محرم كان محرماً وإن لم يَستلزم إلا شيئاً مباحاً كان إيش؟ كان مباحا فيكون هذا الخوف الطبيعي على حسب ما يؤول إليه وعلى حسب ما يُوصِل إليه إن تُوصل به إلى محرم فهو محرم سواء كان ذلك بفعل المعصية أو ترك الواجب وإن توصل به الإنسان إلى أمر مباح له فهذا لا بأس به مثال ذلك رجل خاف من شيء خوفاً طبيعياً ومن أجل هذا الخوف ترك الصلاة مع وجوبها يعني بحيث أن هذا الخوف لا يؤثر عليه فهذا نقول له حرام عليك أن تخاف هذا الخوف الذي يؤدي بك إلى ترك الواجب بل اخرج ودافع بقدر ما تستطيع أو قال له إنسان : افعل هذا المحرم وإلا فعلتُ بك كذا وكذا وهو لا يستطيع أن ينفذ ما هدده به فهذا أيضاً خوف لا يجوز لأنه يوقعه في المحرم بدون أن يكون له عذر، خوف طبيعي رأى ناراً تشتعل في مكان ما فهرب منها ونجا بنفسه فهذا جائز ولا لا ؟ هذا جائز وقد يكون واجباً إذا كان يتوصل به إلى إنقاذ نفسه
هناك خوف ثالث يمكن أن يسمى خوفا وليس بخوف وهو الوهم الذي يتوهم الإنسان وجود مخوف وليس كذلك مثل أن يرى ظل شجرة تهتز فيقول يظن أن هذا عدو يتهدده نعم هذا ما ينبغي للمؤمن أن يكون كذلك بل ينبغي للإنسان أن يطارده عن نفسه لأن جميع الأوهام التي ترد على النفوس ولا حقيقة لها إذا لم تطاردها فإنها تهلكك وهذا عام في هذه المسألة وغيرها فالأوهام التي لا حقيقة لها لا يليق بالإنسان أن يخضع لها بل الذي ينبغي له أن يطردها فإن أوقعته في شيء محرم أو في ترك الواجب صارت محرمة صار الخضوع لها محرما فهذا الخوف ، إذن الخوف الحقيقي ينقسم إلى قسمين أما الثالث فهذا قلنا إنه وهم ولا ينبغي للإنسان أن يؤثر عليه إطلاقاً
الخوف الأول ها خوف العبد من التأله وهو الخوف السري الذي يكون في القلب بحيث يكون في القلب الخوف من هذا المخوف والخشية منه كما يخاف من الله عز وجل هذا قلنا إنه
الطالب : شرك أكبر

الشيخ : شرك أكبر مخرج عن الملة لأن الخوف من العبادات من أجلِّ العبادات
القسم الثاني : الخوف الطبيعي وقلنا إنه لا يلام الإنسان عليه إلا إذا كان مفضياً إلى ترك واجب أو فعل محرم وإلا فلا يُلام عليه الإنسان لأنه بمقتضى الطبيعة وقلنا إن هذا النوع قد يجب أحياناً متى يجب؟ يجب إذا كان يترتب عليه إنقاذ نفسه من الهلاك نعم طيب واحد مثلا يقول لا تخاف من النار، لو أنها النار تشتعل ومقبلة عليك لا تخاف قال لا كيف ما أخاف إلا أخاف وأنقذ نفسي أيضاً وأهرب وأعمل بمقتضى هذا الخوف
وأما الوهم فقلنا إنه وإن عُد خوفا فهو لا حقيقة له ليس بخوف ولا ينبغي للإنسان أن يخضع له أو أن ينقاد له لأنه يُوقعه في أمور كثيرة لا في هذه المسألة ولا في مسألة بعض الواردات التي ترد على القلوب ولا في مسألة الوساوس في الصلاة أو في الوضوء أو في المعاملات أو في غيرها كل هذا الذي لا حقيقة له ينبغي للإنسان أن يطارده وألا يخضع له أبداً ، طيب الآن عرفنا أن الخوف وجه مناسبته التوحيد واضحة جدا لأن من أقسامه ما يكون شِركاً منافيا لإيش ؟ للتوحيد وهذا الكتاب وُضع لتحقيق التوحيد والخلاص مما ينافيه .

السائل : مثل الخوف من الشيخ ..

الشيخ : الخوف من الشيخ هذا من الشرك لأن الشيخ .

السائل : خوف يعني من يعلمه .

الشيخ : من السلطان هذا خوف حقيقي طبيعي .

السائل : لا مو سلطان .

السائل : منك مثلاً ، فضيلتك بتعلم ...

الشيخ : إن كان تخاف أضربك فهذا خوف طبيعي نعم

السائل : ...

الشيخ : إي نعم ... الآن المهم هذا من . الخوف من الأمور الظاهرة هذا من الخوف الطبيعي الخوف من الأمور الظاهرة هذا من الخوف الطبيعي يعني مثلا واحد فوقه السقف مايل للسقوط وخاف أنه يسقط عليه ، خاف فيبتعد يخاف من هذا ويش يكون هذا ؟ هذا خوف عبادة ولا طبيعي؟ هذا طبيعي لأنه يخاف من أمر ظاهر واضح لكن يخاف من الشيخ المدفون اللي له مئة سنة عظامُه قد بليت يخاف منه هذا خوف سر، لأنه مو بشيء طبيعي شيء ظاهر يُرى حتى يخاف ولهذا تجد الذين في قلوبهم هذا الخوف تجدهم يخافون من هذا الشيء خوفاً سرياً ما يُطّلع عليه مفضيا إلى التعبد والتأله وتعلق القلب به أكثر من تعلقه بالله عز وجل إي نعم .

Webiste