..شرح قول المصنف : وعن عائشة - رضي الله عنها - : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ، ومن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ) رواه ابن حبان في صحيحه .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : وعن عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس التمس بمعنى طَلب ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : فالتمسوها في العشر يعني اطلبوها ورضا الله أي أسبابَ رضاه، الأسباب التي بها يرضى نعم ، وبسخط الناس الباء للعوض يعني أنه طلب ما يرضي الله ولو سخط الناس به بدلا عن هذا الرضا الجواب جواب الشرط رضي الله عنه وأرضى عنه الناس هذا جواب الشرط جواب مَن رضي الله عنه واضح أن الله سبحانه وتعالى يرضى عن العبد إذا التمس العبد رضا ربه بنية صادقة رضي الله عنه لأن الله تعالى أكرم من عبده ولكن أرضى عنه الناس كيف أرضى عنه الناس ؟ يعني أن الله يلقي في قلوبهم الرضا عنه لأن القلوب بين أصبعين من أصابع الله سبحانه وتعالى يقلبها كيف يشاء فإذا أرضيت الله أرضى الله عنك الناس وكفاك مؤونتهم وعاد ذامك من الناس حامداً لك لأنك التمست رضا الله وما همك أن يسخط الناس عنك فيما يرضي الله وظاهر هذا الحديث العموم حتى لو كان الناس من أبويك إذا التمست رضا الله بسخطهم فإن ذلك هو الواجب عليك ويُرضي الله عنك أبويك ومن هذا النوع لو قالت لك أمك لا تزر أخوالك كان بينها وبينهم عدواة بينها وبين أخواتها وقالت لولدها لا تزر أخوالك يطيعها ؟
الطالب : لا
الشيخ : تزعل عليه أجيبوا بقوة ولا إذا قالت لا تزر أخوالك إن زرتهم هجرتك قالت هالكلام إن زرتهم هجرتك
الطالب : ما يزور
الشيخ : يزور ولا ما يزور ؟
الطالب : يزورهم
الشيخ : يزورهم لأن زيارتهم من صلة الرحم وصلة الرحم مما يرضي الله ولو سَخطت هي عليك فتكون الآن التمست رضا الله بسخط الناس فما هي إلا مدة يسيرة حتى ينقلب سخطها رضا .
الطالب : الآن صار صلة الرحم وقطعت الرحم هنا .
الشيخ : إي، لكن قطيعة الرحم بغير حق الأم هي التي قطعت أنا ما قطعتها أنا زرت أخوالي وجيت أحب رأسها وقدميها وأقول يا أمي ارضي عني وتقول لا نعم هل أنا قطعتها؟ هي التي قطعتني في الواقع أنا ما رحت أمنع الفضل عنها وأعطيه ذولا، نعم لو فرض أن أنا معي مئة ريال إما أن أصل أمي أو أصل أخوالي أيهم أولى ؟ أمي هذه معصية تقول لا تزرهم لا هذه لا شك أنها ما تطاع في هذا الشيء والله عز وجل يقول : وإن جاهداك على أن تُشرك بي ما ليس لك به علم جاهداك يعني بذلا الجهد والطاقة لتشرك بالله فلا تطعهما
الطالب : ممكن يزورهم من غير ما تعرفهم
الشيخ : إي دعنا من كونه يستعمل الحكمة لا بأس الحكمة استعمال الحكمة لا بد منها يزورهم في السر ولا حرج لكن الكلام على أنها لو علِمت بهذا أو كان يعلم ... تعلم أنه زارهم فالمهم أننا نقول عموم قوله في الحديث : من التمس رضا الله بسخط الناس يشمل مثل هذه الحال أو لا؟ لأن الحديث عام رضي الله عنه وأرضى عنه الناس أما رضا الله عنه فقد علمتم وجه ذلك لأن الله عز وجل أكرمُ من عبده فمن عمل له جازاه وأما كون الله يُرضي عنه الناس فلأن القلوب بيد الله عز وجل وهو الذي يقلبها كيف يشاء
ومن التمس رضى الناس بسخط الله التمس بمعنى طلب رضا الناس بسخط الله يعني دور طلب ما يرضي الناس ولو كان يُسخط الله النتيجة يعامل بنقيض قصدِه ويُحرم ما يريد ولهذا يقول : سخط الله عليه وأسخط عليه الناس هذا هو عقوبة والعياذ بالله من التمس رضا الناس بسخط الله مثل لو أن أحداً أمرك بفعل معصية من المعاصي وخفت أنه إذا لم تُنفذ يزعل عليك وفعلت المعصية إرضاء له معناه أنك التمست رضا الناس بسخط الله ، العقوبة أن الله يسخط عليك ويُسخط عليك الناس هؤلاء الناس يسخطون عليك وهذا أمر مشاهد كم من أناس نكلوا بمن يطيعهم في معصية الله والعياذ بالله أيا كان هذا الذي يأمر بمعصية الله لا تطعه فإن الله تعالى يسخط عليك ويُسخط عليك الناس هذا الحديث مناسبتُه للترجمة ظاهرة في قوله في الجملة الأولى ولا الثانية ؟
الطالب : الثانية
الشيخ : في الثانية الخوف يلتمس رضا الناس خوفا منهم حتى يرضوا عنك خوفا من غضبهم عليه وزعلهم عليه فإن الله يَسخط عليه ويُسخط عليه الناس
وفي هذا الحديث دليل على وجوب طلب المرء ما يرضي الله وإن سخط الخلق لأن الذي ينفعك ويضرك الله عز وجل
وفيه أيضا دليل على أنه لا يجوز للإنسان أن يلتمس ما يُسخط الله من أجل إرضاء الناس كائنا من كان هذا الرجل نعم .
الطالب : ما تُنزل عليه السماء ذهب .
الشيخ : إي لكن رزق الله هو محصور بهذا الشخص أنت تقول ما تُنزل عليه السماء ذهب يعني معناه أنه خليه يداري الناس ولا ...
الطالب : الكافي هو الله
الشيخ : حنا نقول ما يتعين الرزق من هذا الرجل الذي خفت منه ... واجد ... واجد إنما أنت التمس رضا الله ولا يَهمك أحد وفي هذا الحديث دليل على ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة من إثبات الرضا لله والسخَط وقد علمتُم أن أهل التأويل أو بالأصح أهل التعطيل بنكرون ذلك يقولون إن الله ما يمكن يسخط ولا يغضب لأن الغضب معناه غليان دم القلب لطلب الانتقام وهذا لا يليق بالله سبحانه وتعالى ولكنهم أخطؤوا حيث فهموا من النص معنى فاسداً لا يدل عليه فهموا من النص أن غضب الله أو سخط الله مثل غضب المخلوق فأنكروه وهذا لا شك أنه خطَأ منهم لأن هذا التفسير للغضب إنما هو غضب من ؟
الطالب : المخلوقين
الشيخ : غضب المخلوقين ونقول لهم أيضاً نحن الآن يعني نرد عليهم بأمرين : بالمنع ثم النقض المنع بأن نمنع أن يكون معنى الغضب المضاف إلى الله عز وجل كغضب المخلوق أنه غليان دم القلب وبالنقض أن نقول أنتم أثبتم لله الإرادة نحن كلامنا مع من ؟
الطالب : الأشاعرة
الشيخ : مع الأشاعرة أنتم أثبتم لله إرادة والإرادة ميل النفس إلى جلب منفعة أو دفع مضرة والرب عز وجل لا يليق به ذلك فإذا قالوا هم هذه إرادة المخلوق نقول والغضب الذي ذكرتم هو غضب المخلوق وحينئذٍ اعرف أو اعلم أن كل إنسان أبطل ظواهر النصوص بأقيسة عقلية فإن هذه الأقيسة باطلة وأول وجوه بطلانها أنها تعطل دلالة النصوص
وثانياً : أنها تقوُل على الله بغير علم لأن الذي يرسل ظاهر النص يؤوله إلى معنى آخر فنقول له من الذي أدراك أن الله أراد هذا المعنى دون ظاهر النص، ثم إن فيه أيضاً جناية على النصوص حيث اعتقد أنها دالة على التشبيه لأنه ما أول إلا علشان هذا يكون معناه ما فهم من كتاب الله وسنة رسوله إلا ما هو كفر وضلال أو ما تصورتم هذا؟ هم ما فهموا من ذلك إلا ما هو كفر وضلال وهو تشبيه الخالق بالمخلوق فمن أجل هذا الفهم الباطل يؤولون إلى هذه المعاني ثم إن فيها أيضاً طعناً بالرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين لأننا نقول هذه المعاني التي صرفتم إليها النصوص هل الرسول عليه الصلاة والسلام يعلمونها أو لا يعلمونها ؟ إن قالوا لا يعلمون فقد اتهموهم بالقصور وإن قالوا يعلمون لكن ما بينوها للناس فقد اتهموهم بالتقصير والخيانة ولذلك لا تستوحش من نص دل على صفة لله سبحانه وتعالى لا تستوحش أن تثبتها لله بس إنما يجب عليك أن تتجنب أمرين وهما : التمثيل والتكييف ولا لا تستوحش نعم إذا أثبت الله لنفسه قَدماً لا تقوم والله أنا ما أقدر أثبت هذا الشيء، إذا قال الله تعالى : من أتاني يمشي أتيته هرولة لا تقل والله صعب إني أثبت الهرولة لله شلون الله يهرول والهرولة هي المشي السريع لا تَستوحش من ذلك لأن الذي نقل ها الكلام عن الله من ؟ الرسول صلى الله عليه وسلم والرسول أصدق الخلق وأعلم الخلق بالله وأعلم الخلق بما يقول وأنصح الخلق للخلق وأبلغ الخلق أيضاً هذا مسلّم ولا لا ؟
الطالب : مسلم
الشيخ : مسلّم فهو أصدق الخلق ما يمكن يقول على الله شيئا ما قاله الله أبداً وهو أيضا أعلم الخلق بما يقول يدري ويش معنى هرولة ؟ وهو أعلم الخلق بالله في منازع لهذا ولا لا؟
الطالب : لا
الشيخ : وهو أنصح الخلق للخلق هذه أربع وهو أصدق الخلق هذه خمسة أمور كلها ثابتة بما يخبر به النبي عليه الصلاة والسلام عن ربه فأي إنسان يقول كيف يصير هذا وكيف أننا نثبت هذا الشيء هذا تقشعر منه الجلود وتقف منه الشعور نقول ما يقشعر منه إلا جلد إنسان في قلبِه مرض أما الذين آمنوا فإنه تقشعر منه جلودهم ثم تلين إلى ذكر الله وتطمئن صحيح أن الشيء في أول وهلة قد يجد الإنسان منه بعض الشيء لكنه عندما يرجع إلى نفسه يلين ويُذعن ويُقر بالحق ونحن والحمد لله ما كُلفنا أكثر مما بلغنا إذا كان القاضي وهو يقضي بين خصمين ويش يقضي بنحو ما يسمع وهو في قرش أو فلس من المال كيف نحن لا نقضي لله بما نسمع ونحن نعلم أن هذا الكلام صادر عن علم وفقه وبيان والله تعالى أعلم بنفسه من غيره وهو أصدق حديثاً من غيره وأحسنُ حديثا من غيره سبحانه وتعالى وهو يريد لعباده البيان يريد الله ليبين لكم ما يريد يعمي عليهم الأمر يقول أنه يمشي يهرول وهو ما يهرول يقول يغضب وهو ما يغضب هذا خلاف البيان
فالحاصل أن هذا الأمر يجب على المؤمن أن يُؤمن بما جاء عن الله على مُراد الله لكن جاء عن الله الإثبات وجاء عنه النفي أو لا؟ لا تضربوا لله الأمثال ليس كمثله شيء وإذا انتشلت هذا المعنى الفاسد مما يظهر لك من النصوص أثبتها على ما يليق بالله نعم .
السائل : ... ألا ... .
الشيخ : لا لأننا نقول من أتاني يمشي على ظاهره والعبادات فيها ما يحتاج إلى المشي وفيها ما لا يحتاج فأنت إذا مشيت والمشي قد يكون من ذات العبادة وقد يكون من وسائلها فالماشي إلى المسجد يمشي إلى المسجد وسيلة والساعي والطائف بالبيت يمشي عبادة هذه عبادة نحن نطلق هذا على ما قال الله عز وجل من أتاني يمشي أما الساجد فهو ما أتى يمشي لكنه خر ساجداً بين يدي ربه نعم أتى من بيته مثلا أتى من محل وضوئه أتى يمشي صحيح .
السائل : ... .
الشيخ : إي المسألة ما هي في التوبة المسألة ما جاءت بالتوبة
السائل : ... أتى إلى الله
الشيخ : إي لكن الحديث ما هو في التوبة حتى نقول أن هذا الإتيان أن هذا مجاز الحديث عام نعم .
السائل : ... .
الشيخ : ما نقول يأتي مشياً
السائل : ما يدخل
الشيخ : ما يدخل في هذا الحديث لكن نقول هذا الرجل أقبل على الله ومن أقبل على الله أقبل الله عليه .
السائل : هذا الرجل ... .
الشيخ : نعم يقبل الله توبته لكن ما نقول إنه أتى ربه مشياً ما نقول أتى ربه مشياً لا ما يجوز أبدا شوف لاحظوا أحاديث الصفات يجب أن نكون فيها ظاهريين تماماً أحاديث الأحكام هي التي تخضع للقياس يمكن نُؤولها لما يقتضيه القياس مثلاً معنى الواجب في النصوص كلها إجراؤها على ظاهرها لكن مسألة الأحاديث وغيرها من الأخبار من النصوص العلمية ، النصوص العلمية لا مجال للاجتهاد فيها أبداً ولا مدخل للعقل ما فيه إلا التصديق فقط والحمد لله أنه ما كلفنا شيئا ما وراء ذلك لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لأن الخطر اللي يأتيك من التأويل أعظم من الخطر الذي يأتيك في التصديق بل أنت بالتصديق سالم لكن بالتأويل يقول لك الله ما الذي أدراك أني أريد كذا ما تدري .
الطالب : لا
الشيخ : تزعل عليه أجيبوا بقوة ولا إذا قالت لا تزر أخوالك إن زرتهم هجرتك قالت هالكلام إن زرتهم هجرتك
الطالب : ما يزور
الشيخ : يزور ولا ما يزور ؟
الطالب : يزورهم
الشيخ : يزورهم لأن زيارتهم من صلة الرحم وصلة الرحم مما يرضي الله ولو سَخطت هي عليك فتكون الآن التمست رضا الله بسخط الناس فما هي إلا مدة يسيرة حتى ينقلب سخطها رضا .
الطالب : الآن صار صلة الرحم وقطعت الرحم هنا .
الشيخ : إي، لكن قطيعة الرحم بغير حق الأم هي التي قطعت أنا ما قطعتها أنا زرت أخوالي وجيت أحب رأسها وقدميها وأقول يا أمي ارضي عني وتقول لا نعم هل أنا قطعتها؟ هي التي قطعتني في الواقع أنا ما رحت أمنع الفضل عنها وأعطيه ذولا، نعم لو فرض أن أنا معي مئة ريال إما أن أصل أمي أو أصل أخوالي أيهم أولى ؟ أمي هذه معصية تقول لا تزرهم لا هذه لا شك أنها ما تطاع في هذا الشيء والله عز وجل يقول : وإن جاهداك على أن تُشرك بي ما ليس لك به علم جاهداك يعني بذلا الجهد والطاقة لتشرك بالله فلا تطعهما
الطالب : ممكن يزورهم من غير ما تعرفهم
الشيخ : إي دعنا من كونه يستعمل الحكمة لا بأس الحكمة استعمال الحكمة لا بد منها يزورهم في السر ولا حرج لكن الكلام على أنها لو علِمت بهذا أو كان يعلم ... تعلم أنه زارهم فالمهم أننا نقول عموم قوله في الحديث : من التمس رضا الله بسخط الناس يشمل مثل هذه الحال أو لا؟ لأن الحديث عام رضي الله عنه وأرضى عنه الناس أما رضا الله عنه فقد علمتم وجه ذلك لأن الله عز وجل أكرمُ من عبده فمن عمل له جازاه وأما كون الله يُرضي عنه الناس فلأن القلوب بيد الله عز وجل وهو الذي يقلبها كيف يشاء
ومن التمس رضى الناس بسخط الله التمس بمعنى طلب رضا الناس بسخط الله يعني دور طلب ما يرضي الناس ولو كان يُسخط الله النتيجة يعامل بنقيض قصدِه ويُحرم ما يريد ولهذا يقول : سخط الله عليه وأسخط عليه الناس هذا هو عقوبة والعياذ بالله من التمس رضا الناس بسخط الله مثل لو أن أحداً أمرك بفعل معصية من المعاصي وخفت أنه إذا لم تُنفذ يزعل عليك وفعلت المعصية إرضاء له معناه أنك التمست رضا الناس بسخط الله ، العقوبة أن الله يسخط عليك ويُسخط عليك الناس هؤلاء الناس يسخطون عليك وهذا أمر مشاهد كم من أناس نكلوا بمن يطيعهم في معصية الله والعياذ بالله أيا كان هذا الذي يأمر بمعصية الله لا تطعه فإن الله تعالى يسخط عليك ويُسخط عليك الناس هذا الحديث مناسبتُه للترجمة ظاهرة في قوله في الجملة الأولى ولا الثانية ؟
الطالب : الثانية
الشيخ : في الثانية الخوف يلتمس رضا الناس خوفا منهم حتى يرضوا عنك خوفا من غضبهم عليه وزعلهم عليه فإن الله يَسخط عليه ويُسخط عليه الناس
وفي هذا الحديث دليل على وجوب طلب المرء ما يرضي الله وإن سخط الخلق لأن الذي ينفعك ويضرك الله عز وجل
وفيه أيضا دليل على أنه لا يجوز للإنسان أن يلتمس ما يُسخط الله من أجل إرضاء الناس كائنا من كان هذا الرجل نعم .
الطالب : ما تُنزل عليه السماء ذهب .
الشيخ : إي لكن رزق الله هو محصور بهذا الشخص أنت تقول ما تُنزل عليه السماء ذهب يعني معناه أنه خليه يداري الناس ولا ...
الطالب : الكافي هو الله
الشيخ : حنا نقول ما يتعين الرزق من هذا الرجل الذي خفت منه ... واجد ... واجد إنما أنت التمس رضا الله ولا يَهمك أحد وفي هذا الحديث دليل على ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة من إثبات الرضا لله والسخَط وقد علمتُم أن أهل التأويل أو بالأصح أهل التعطيل بنكرون ذلك يقولون إن الله ما يمكن يسخط ولا يغضب لأن الغضب معناه غليان دم القلب لطلب الانتقام وهذا لا يليق بالله سبحانه وتعالى ولكنهم أخطؤوا حيث فهموا من النص معنى فاسداً لا يدل عليه فهموا من النص أن غضب الله أو سخط الله مثل غضب المخلوق فأنكروه وهذا لا شك أنه خطَأ منهم لأن هذا التفسير للغضب إنما هو غضب من ؟
الطالب : المخلوقين
الشيخ : غضب المخلوقين ونقول لهم أيضاً نحن الآن يعني نرد عليهم بأمرين : بالمنع ثم النقض المنع بأن نمنع أن يكون معنى الغضب المضاف إلى الله عز وجل كغضب المخلوق أنه غليان دم القلب وبالنقض أن نقول أنتم أثبتم لله الإرادة نحن كلامنا مع من ؟
الطالب : الأشاعرة
الشيخ : مع الأشاعرة أنتم أثبتم لله إرادة والإرادة ميل النفس إلى جلب منفعة أو دفع مضرة والرب عز وجل لا يليق به ذلك فإذا قالوا هم هذه إرادة المخلوق نقول والغضب الذي ذكرتم هو غضب المخلوق وحينئذٍ اعرف أو اعلم أن كل إنسان أبطل ظواهر النصوص بأقيسة عقلية فإن هذه الأقيسة باطلة وأول وجوه بطلانها أنها تعطل دلالة النصوص
وثانياً : أنها تقوُل على الله بغير علم لأن الذي يرسل ظاهر النص يؤوله إلى معنى آخر فنقول له من الذي أدراك أن الله أراد هذا المعنى دون ظاهر النص، ثم إن فيه أيضاً جناية على النصوص حيث اعتقد أنها دالة على التشبيه لأنه ما أول إلا علشان هذا يكون معناه ما فهم من كتاب الله وسنة رسوله إلا ما هو كفر وضلال أو ما تصورتم هذا؟ هم ما فهموا من ذلك إلا ما هو كفر وضلال وهو تشبيه الخالق بالمخلوق فمن أجل هذا الفهم الباطل يؤولون إلى هذه المعاني ثم إن فيها أيضاً طعناً بالرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين لأننا نقول هذه المعاني التي صرفتم إليها النصوص هل الرسول عليه الصلاة والسلام يعلمونها أو لا يعلمونها ؟ إن قالوا لا يعلمون فقد اتهموهم بالقصور وإن قالوا يعلمون لكن ما بينوها للناس فقد اتهموهم بالتقصير والخيانة ولذلك لا تستوحش من نص دل على صفة لله سبحانه وتعالى لا تستوحش أن تثبتها لله بس إنما يجب عليك أن تتجنب أمرين وهما : التمثيل والتكييف ولا لا تستوحش نعم إذا أثبت الله لنفسه قَدماً لا تقوم والله أنا ما أقدر أثبت هذا الشيء، إذا قال الله تعالى : من أتاني يمشي أتيته هرولة لا تقل والله صعب إني أثبت الهرولة لله شلون الله يهرول والهرولة هي المشي السريع لا تَستوحش من ذلك لأن الذي نقل ها الكلام عن الله من ؟ الرسول صلى الله عليه وسلم والرسول أصدق الخلق وأعلم الخلق بالله وأعلم الخلق بما يقول وأنصح الخلق للخلق وأبلغ الخلق أيضاً هذا مسلّم ولا لا ؟
الطالب : مسلم
الشيخ : مسلّم فهو أصدق الخلق ما يمكن يقول على الله شيئا ما قاله الله أبداً وهو أيضا أعلم الخلق بما يقول يدري ويش معنى هرولة ؟ وهو أعلم الخلق بالله في منازع لهذا ولا لا؟
الطالب : لا
الشيخ : وهو أنصح الخلق للخلق هذه أربع وهو أصدق الخلق هذه خمسة أمور كلها ثابتة بما يخبر به النبي عليه الصلاة والسلام عن ربه فأي إنسان يقول كيف يصير هذا وكيف أننا نثبت هذا الشيء هذا تقشعر منه الجلود وتقف منه الشعور نقول ما يقشعر منه إلا جلد إنسان في قلبِه مرض أما الذين آمنوا فإنه تقشعر منه جلودهم ثم تلين إلى ذكر الله وتطمئن صحيح أن الشيء في أول وهلة قد يجد الإنسان منه بعض الشيء لكنه عندما يرجع إلى نفسه يلين ويُذعن ويُقر بالحق ونحن والحمد لله ما كُلفنا أكثر مما بلغنا إذا كان القاضي وهو يقضي بين خصمين ويش يقضي بنحو ما يسمع وهو في قرش أو فلس من المال كيف نحن لا نقضي لله بما نسمع ونحن نعلم أن هذا الكلام صادر عن علم وفقه وبيان والله تعالى أعلم بنفسه من غيره وهو أصدق حديثاً من غيره وأحسنُ حديثا من غيره سبحانه وتعالى وهو يريد لعباده البيان يريد الله ليبين لكم ما يريد يعمي عليهم الأمر يقول أنه يمشي يهرول وهو ما يهرول يقول يغضب وهو ما يغضب هذا خلاف البيان
فالحاصل أن هذا الأمر يجب على المؤمن أن يُؤمن بما جاء عن الله على مُراد الله لكن جاء عن الله الإثبات وجاء عنه النفي أو لا؟ لا تضربوا لله الأمثال ليس كمثله شيء وإذا انتشلت هذا المعنى الفاسد مما يظهر لك من النصوص أثبتها على ما يليق بالله نعم .
السائل : ... ألا ... .
الشيخ : لا لأننا نقول من أتاني يمشي على ظاهره والعبادات فيها ما يحتاج إلى المشي وفيها ما لا يحتاج فأنت إذا مشيت والمشي قد يكون من ذات العبادة وقد يكون من وسائلها فالماشي إلى المسجد يمشي إلى المسجد وسيلة والساعي والطائف بالبيت يمشي عبادة هذه عبادة نحن نطلق هذا على ما قال الله عز وجل من أتاني يمشي أما الساجد فهو ما أتى يمشي لكنه خر ساجداً بين يدي ربه نعم أتى من بيته مثلا أتى من محل وضوئه أتى يمشي صحيح .
السائل : ... .
الشيخ : إي المسألة ما هي في التوبة المسألة ما جاءت بالتوبة
السائل : ... أتى إلى الله
الشيخ : إي لكن الحديث ما هو في التوبة حتى نقول أن هذا الإتيان أن هذا مجاز الحديث عام نعم .
السائل : ... .
الشيخ : ما نقول يأتي مشياً
السائل : ما يدخل
الشيخ : ما يدخل في هذا الحديث لكن نقول هذا الرجل أقبل على الله ومن أقبل على الله أقبل الله عليه .
السائل : هذا الرجل ... .
الشيخ : نعم يقبل الله توبته لكن ما نقول إنه أتى ربه مشياً ما نقول أتى ربه مشياً لا ما يجوز أبدا شوف لاحظوا أحاديث الصفات يجب أن نكون فيها ظاهريين تماماً أحاديث الأحكام هي التي تخضع للقياس يمكن نُؤولها لما يقتضيه القياس مثلاً معنى الواجب في النصوص كلها إجراؤها على ظاهرها لكن مسألة الأحاديث وغيرها من الأخبار من النصوص العلمية ، النصوص العلمية لا مجال للاجتهاد فيها أبداً ولا مدخل للعقل ما فيه إلا التصديق فقط والحمد لله أنه ما كلفنا شيئا ما وراء ذلك لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لأن الخطر اللي يأتيك من التأويل أعظم من الخطر الذي يأتيك في التصديق بل أنت بالتصديق سالم لكن بالتأويل يقول لك الله ما الذي أدراك أني أريد كذا ما تدري .
الفتاوى المشابهة
- فوائد حديث : ( ... قال رسول الله صلى الله عل... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: افتقدت... - ابن عثيمين
- فلذاك نرضى بالقضاء ونسخط الـ***ـمقضي ما الأم... - ابن عثيمين
- تتمة شرح حديث : " ... فوالله ما علمت أحدا من... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف :وقوله : ( رضي الله عنهم ورضو... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين
- .شرح قول المصنف : عن أبي سعيد - رضي الله عنه... - ابن عثيمين
- تنبيه الشيخ الألباني على حديث ( من أرضى الله ب... - الالباني
- وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن عظم الجزاء مع... - ابن عثيمين
- ..شرح قول المصنف : وعن عائشة - رضي الله عنها... - ابن عثيمين