الشيخ : أنصحك أوَّلًا أن لا تخوض بما لا تستطيع الخوض به في أيِّ علم كان ؛ لأن الله - عز وجل - أدبنا في القرآن حينما قال : وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ، ثم أخيرًا أذكرك بقول الله - تبارك وتعالى - وهذه قاعدة انحرف عنها كثير من الشباب المسلم المسلم حقًّا ولكنه منحرف حقًّا عن فهم الكتاب والسنة بسبب فرق قديمة وحديثة يفسرون القرآن بأهوائهم وليس بلغة القرآن وبيان الرسول - عليه السلام - أذكِّرك بقوله - تبارك وتعالى - : وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ، غرضي في الاستدلال بهذه الآية أنه لا يجوز لأي مسلم مهما كان قصده حسنًا فضلًا عما إذا كان قصده سيئًا أن يسلط عقله علمه جهله قل ما شئت في كلام الله وفي حديث رسول الله يفسرهما كما يبدوا له وهو ليس من أهل العلم أولًا كما ذكرت آنفًا ثم هو لو كان منهم فعليه أن يتبع سبيل المؤمنين لأن الله يقول : وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ، الآن أذكرك بطائفتين اثنتين هل تعرف طائفة تسمى بالبهائية ؟
الطالب : بالبهائية .

الشيخ : آ .
الطالب : لا ... أدري .

الشيخ : ما تدري عنهم شيئًا ؟
الطالب : لا .

الشيخ : آ ، هم زعموا بأنه جاءهم نبي هناك في إيران يريد أن يجمع بين الأديان الثلاثة اليهودية والنصرانية والإسلامية فكان لا يهوديًّا ولا نصرانيًّا ولا مسلمًا فأنت لا تدري عنهم شيئًا ، سؤال آخر أتدري عن القاديانية شيئًا ؟
الطالب : والله ما أدري .

الشيخ : كمان ما تدري ، القاديانية يشهدون ليس كالبهائية يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ويصلون ويصومون ويحجون لكن ما تدري أنهم يقولون أن محمدًا - عليه السلام - ليس خاتم الأنبياء لكن هل كذبوا بقوله - تعالى - : وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ؟ لا لأنهم لو أنكروها صراحة لخرجوا من الدين وانتهى أمرهم وانكشفت حقيقة دعوتهم ، لا تؤاخذني إذا قلت لك الآن وأنا جاهل تمامًا مع من أتكلم أنت قد يصيبك ما أصابهم لأنهم فسروا خاتم النَّبيِّين ؛ أي : زينتهم ، هذا كما أنت تفعل الآن بالآية التي تَلَوناها آنفًا وبالحديث الصريح أنه ما أنزل الله في التوراة والإنجيل والقرآن القرآن كلام الله ، التوراة والإنجيل ليس كلام الله ؟ من يفهم هذا ، هذا لو كان أعجميًّا مستعربًا مثلي وفهم فهمك أنت وأنت ربما العربي صميم لكان عارًا عليه وهو الأعجمي المستعرب أن يفهم هذا الفهم العجيب الغريب ، هكذا فهم القاديانية تلك الآية وأمثالها كثير وكثير جدًّا فضلًا عن البهائية فضلًا عن النصارى الذين يسمعون كلام الله صراحة حين يقول : لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ، فيأخذون بعض الآيات ويشككون عامة المسلمين ويقولون : هاه هَيْ ربنا أثنى على التوراة والإنجيل ولا يعرجون إلى الآيات الأخرى التي فيها التصريح أنهم كانوا يبدلون كلام الله إلى آخره ، خلاصة القول بارك الله فيك وكما قلت ما أدري معك بالأمس القريب أو مع غيرك الآن الوقت ليس وقت محاضرة وإنما سين جيم .
فأقول لك أخيرًا انتهي عن أن تعمل عقلك وعلمك إن كان عندك علم في تفسير القرآن والحديث مستقلًا عن فهم العلماء سابقًا وبخاصة الصحابة والتابعين وأتباعهم الذين شهد لهم الرسول - عليه الصلاة والسلام - بالخيرية في الحديث المتواتر : خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، فهؤلاء هم المؤمنون الذين أوعد الله - عز وجل - الذين يخالفون سبيلهم بجهنم وساءت مصيرًا ، ونسأل الله - عز وجل - أن يجعلنا وإياك ممن يستمعون القول ويتبعون أحسنه والسلام عليكم .
الطالب : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته .