شرح قول المصنف :وإنما كان هذا ظن السوء لأنه ظن غير ما يليق به سبحانه ، وما يليق بحكمته وحمده ووعده الصادق . فمن ظن أنه يديل الباطل على الحق إدالة مستقرة يضمحل معها الحق ، أو أنكر أن يكون ما جرى بقضائه وقدره ، أو أنكر أن يكون قدره لحكمة بالغة يستحق عليها الحمد ، بل زعم أن ذلك لمشيئة مجردة . فذلك ظن الذين كفروا ، فويل للذين كفروا من النار . وأكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم ، وفيما يفعله بغيرهم ، ولا يسلم من ذلك إلا من عرف الله وأسماءه وصفاته ،
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : قال : واذا " وإنما كان هذا ظن السوء لأنه ظن غير ما يليق به سبحانه ، وغير ما يليق بحكمته وحمده ووعده الصادق " وش وعده الصادق ؟ أن الله ينصر رسوله وأن يظهره على الدين كله هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله فإذا ظننت أن أمر محمد صلى الله عليه وسلم سيضمحل وأنه سيخذل إلى يوم القيامة فهذا ظن ما لا يليق بالله سبحانه وتعالى ، يقول رحمه الله : " فمن ظن أنه يديل الباطل على الحق إدالة مستقرة يضمحل معها الحق ، أو أنكر أن يكون ما جرى بقضائه وقدره ، أو أنكر أن يكون قدّره لحكمة بالغة يستحق عليها الحمد ، بل زعم " إلى آخره ، شف هذه مسائل ... رحمه الله كلها ، " من ظن أنه يديل الباطل على الحق إدالة مستقرة يضمحل معها الحق " هذا ظن من ؟ ظن الذين قالوا إن الله لن ينصر رسوله ، بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا فالذين ظنوا أن الله لا ينصر رسوله وأن أمره سيضمحل هم الذين ... في هذا
" أو أنكر أن يكون ما جرى بقضائه وقدره "، نعم وقد ظن به ظن السوء ، ووجه ذلك أنه ظن أن يكون في ملكه ما لا يريد ، ومن ظن أن يكون في ملك الله ما لا يريد فقد ظن بالله ظن السوء ، لأن كل ما يكون في ملكه فإنه بإرادته ، " أو أنكر أن يكون قدره لحكمة بالغة يستحق عليها الحمد " صح إذا أنكر أن يكون ما قدره الله عز وجل إما يحمد عليه مما يكرهه الإنسان أو يحبه من أنكر أن يكون ذلك لحكمة بالغة فقد ظن بالله ظن السوء ، لأننا نعلم علم اليقين أن الله لا يقدر شيئا ولا يشرع شيئا إلا لحكمة لكن هل هذه الحكمة معلومة لنا ؟ لا ، قد تكون معلومة وقد تكون غير معلومة وذلك لأن عقولنا قاصرة عن إدراك حكمة الله عز وجل ، فكم في الأمور المشروعة من حكم كثيرة تفوتنا ، ولهذا يختلف الناس في علل الأحكام الشرعية اختلافا كبيرا بحسب ما عندهم من معرفة حكمة الله سبحانه وتعالى ، يقول : " بل ... بل زعموا أن ذلك لمشيئة مجردة " وهذا رأي من ؟
الطالب : ...
الشيخ : أي نعم ، من طوائف المعتزلة أو الجهمية أو من ؟
الطالب : الجهمية
الشيخ : الجهمية أي نعم الجهمية والجبرية يقولون إن الله عز وجل يقدر الأشياء لغير حكمة ، بل مجرد مشيئة عكس المعتزلة يقولون إنه لا يقدره إلا لحكمة ويفرضون على الله تعالى ما يشاءون ، وقد ذكر صاحب " مختصر التحرير " الفتوحي رحمه الله ذكر أن في المسألة قولين في المذهب فقال : وفعله وإرادته لا لا لمشيئة، لالحكمة في قول يعني يفعل الشيء ويريده لغير حكمة بل لمجرد مشيئة كالذي يظن بالله عز وجل أنه لا يقدر الأشياء لحكمة وإنما يقدرها لمجرد المشيئة ، شاء ففعل ، قال ليش ؟ قال هذه مشيئة الله لأن الله لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ، فهو سبحانه وتعالى يقدر الأشياء ويشرع الأشياء لا لحكمة بالغة ، ولا شك أن هذا يعتبر من أكبر الطعن في الله لأن الإنسان الذي يتصرف الإنسان البشر المخلوق إذا تصرف تصرفا لغير حكمة ماذا يسمى ؟
الطالب : مجنون
الشيخ : سفيه يسمى سفيها ولا رشد عنده ، فإذا كان كذلك فما بالك بالخالق العظيم جل وعلا الذي لا يقدر الشيء إلا لحكمة لكننا قد لا ندرك هذه الحكمة أي ، قال : " فذلك ظن الذين كفروا ، فويل للذين كفروا من النار " نعم كما قال تعالى وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا وش يشير إليه ؟ يعني القول بأنها خلقت باطلا لا لحكمة بالغة عظيمة ظن الذين كفروا وقال تعالى في آية أخرى وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق الذي هو ضد الباطل ، وهؤلاء يقولون إن الله عز وجل خلق هذه السماوات والأرض باطلا لغير حكمة ، قال الله عز وجل ذلك ظن الذين كفروا هم الذين يظنون أن الله خلق السماوات والأرض باطلا وعبثا ولهوا ولعبا وما أشبه ذلك ، ثم قال فويل للذين كفروا من النار ويل إعرابها يا مشرف ؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم إعرابها آه ؟
الطالب : مبتدأ
الشيخ : مبتدأ إعرابها مبتدأ وساغ الابتداء بها وهي نكرة ها ؟
الطالب : ...
الشيخ : لأنها للتعظيم
الطالب : ...
الشيخ : لا ...
الطالب : سلام على ...
الشيخ : أي هذيك حتى هذيك فيها نظر ، المهم هذا خبر من الله أن ... ويل لك لواحد يريد أن يعمل سيئا أما إذا كان من الله فهو خبر كيف يدعو ؟ الله يدعو من ؟ فويل للذين كفروا من النار أين خبر المبتدأ ؟
الطالب : ...
الشيخ : لا ، الجار والمجرور للذين كفروا ، ومن النار بيان لويل يعني ويل لهم من النار ، وفي هذا دليل على أن ويل كلمة وعيد وليست كما قيل واد في جهنم ، وإنما هي كلمة يقصد بها الوعيد ، تقول ويل لك من النار وويل لك من فلان وويل لك من البرد وويل لك من الجوع وما أشبه ذلك فهي إذن كلمة وعيد ، ولهذا يقول الإنسان يقول من يتوجع : يا ويلي يا ويلي ويلاه يا ويلي ويلاه هو يتوعد نفسه بالنار ؟
الطالب : لا
الشيخ : لا فالمهم أن هذه الكلمة ليست واديا في جهنم كما قيل وإن كان قد يكون هناك وادٍ في جهنم اسمه ويل لكن في مثل هذه الآية فويل للذين كفروا من النار هي كلمة وعيد ، ...
أن نظن بالله ما لا يليق به لماذا وصف الله ذلك بأنه ظن الجاهلية او ظن الجاهلية ؟
الطالب : ...
الشيخ : وأكثر الناس ، حيدر ؟
الطالب : يعتبر ظنهم هذا من تكذيب القرآن
الشيخ : من تكذيب
الطالب : القرآن
الشيخ : من تكذيب القرآن
الطالب : ... ما يعتبر تكذيب للقرآن أن الله لا ينصر الرسول ؟
الشيخ : إلا إلا كيف ، قال : " وأكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم ، وفيما يفعله بغيرهم " قوله أكثر الناس لا يريد أكثر الناس من المؤمنين ، أكثر الناس من بني آدم لأن أكثر الناس من المؤمنين ما يظن هذا الظن ، لكن أكثر الناس من بني آدم يظنون بالله ظن السوء يعني ظن العيب فيما يختص بهم وفيما يفعله بغيرهم ، فيما يختص بهم مثلا إذا ابتلاهم الله عز وجل بشيء ظنوا بالله ظن السوء ، إذا تعبدوا لله عز وجل بمقتضى شريعته ظنوا أن الله لا يقبل منهم وهذا ظن سوء ، إذا دعوا الله عز وجل بالدعاء على الوجه المشروع يظنوا أن الله لا يجيب دعاءهم هذا ظن سوء ، كذلك فيما يفعله بغيرهم مثل أن يروا أحدا مبتلى ابتلاه الله عز وجل بشيء من المرض البدني أو فقد المال أو فقد الأهل فيظنون بالله فيظنون بالله ظن السوء فيما فعله بهذا الرجل ، أو مثلا رأوا أن الكفار انتصروا على المسلمين في معركة من المعارك فظنوا أن الله يديل هؤلاء الكافرين دائما على المسلمين فهذا ظن السوء ، ولهذا يجب على الإنسان أن يظن بالله عز وجل ظن الحق دائما نعم وأن يحسن الظن بالله مع وجود الأسباب التي تقتضي إحسان الظن بالله ، نعم يا ... ؟
السائل : ... والناس يعني ... مسكين ما يستاهل ...
الشيخ : هذا من الاعتراض على القدر ، هذا من الاعتراض على قدر الله
السائل : تمكين الناس أنهم يقتلون بعض الرسل كيف يعني يقتلون بعض الرسل ؟
الشيخ : أي نعم هذا لحكمة ، لحكمة أن يقتلوا بعض الأنبياء
السائل : أيش العلة ؟
الشيخ : الحكمة من ذلك لأجل تمادي هؤلاء في طغيانهم ولأجل أن ينال أولئك الذين قتلوا منزلة الشهداء والصابرين على البلاء
السائل : يا شيخ
الشيخ : نعم
السائل : كثير من ..
الشيخ : أنا أرى أن نمنع السؤال ، في حالة الشرح نمنع السؤال ، أولا ... نسجل الآن وكون التسجيل يتقطع هذا ما هو صحيح
ثانيا أن الإنسان مرتب أفكاره وهو يشرح إذا جاء سؤال كذا وسؤال كذا يتشتت الذهن هذا بالنسبة للملقي وبالنسبة للملقى عليهم أيضا تتشتت أذهانهم ولهذا تجدهم إذا سأل السائل التفتوا إليه ، ولهذا أرى أنه يمنع السؤال حتى ينتهي الشرح واللي عنده سؤال يبقيه ، نعم
طيب يقول المؤلف : " أكثر الناس يظنون ظن السوء فيما يختص بهم وفيما يفعله بغيرهم ولا يسلم من ذلك - أي من ظن السوء - إلا من عرف الله وأسماءه وصفاته وموجَب حكمته وحكمه " صدق رحمه الله ما يسلم من ظن السوء إلا من عرف الله عز وجل وما له من الحكم والأسرار فيما يقدره وفيما يشرعه سبحانه وتعالى ، فإذا عرف الإنسان ربه وعرف أسماءه وصفاته معرفة حقة ليس معرفة تحريف وتأويل ، ولهذا أولئك المحرفون والمؤلون حجبوا والله عن معرفة أسماء الله وصفاته فتجد غالبا قلوبهم مظلمة ، تجدهم غالبا قلوبهم مظلمة تحاول دائما أن تورد الإشكالات والتشكيك والجدل أما من أبقى أسماء الله وصفاته على ما دلت عليه وسلك في ذلك مذهب السلف فإنك تجد قلبه لا يرد عليه هذه الاعتراضات التي ترد على أولئك المحرفين ، لأن المحرفين إنما أتوا من جهة ظنهم بالله ظن السوء حيث ظنوا أن الكتاب والسنة دل ظاهرهما على التمثيل والتشبيه فأخذوا يحرفون الكلم عن مواضعه وينكرون ما أثبت الله لنفسه ، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " إن كل معطل ممثل وكل ممثل معطل " أما كون كل معطل ممثل فإن وجهه أن هذا الذي عطل إنما عطل لكونه ظن أن دلالة الكتاب والسنة تقتضي التمثيل فلما ظن هذا الظن السيء بنصوص الكتاب والسنة أخذ يحرفها ويصرفها عن ظاهرها فمثل أولا نعم وعطل ثانيا ، وعلى هذا فالذي يعرف أسماء الله وصفاته معرفة على ما جرى عليه سلف هذه الأمة وأئمتها.
" أو أنكر أن يكون ما جرى بقضائه وقدره "، نعم وقد ظن به ظن السوء ، ووجه ذلك أنه ظن أن يكون في ملكه ما لا يريد ، ومن ظن أن يكون في ملك الله ما لا يريد فقد ظن بالله ظن السوء ، لأن كل ما يكون في ملكه فإنه بإرادته ، " أو أنكر أن يكون قدره لحكمة بالغة يستحق عليها الحمد " صح إذا أنكر أن يكون ما قدره الله عز وجل إما يحمد عليه مما يكرهه الإنسان أو يحبه من أنكر أن يكون ذلك لحكمة بالغة فقد ظن بالله ظن السوء ، لأننا نعلم علم اليقين أن الله لا يقدر شيئا ولا يشرع شيئا إلا لحكمة لكن هل هذه الحكمة معلومة لنا ؟ لا ، قد تكون معلومة وقد تكون غير معلومة وذلك لأن عقولنا قاصرة عن إدراك حكمة الله عز وجل ، فكم في الأمور المشروعة من حكم كثيرة تفوتنا ، ولهذا يختلف الناس في علل الأحكام الشرعية اختلافا كبيرا بحسب ما عندهم من معرفة حكمة الله سبحانه وتعالى ، يقول : " بل ... بل زعموا أن ذلك لمشيئة مجردة " وهذا رأي من ؟
الطالب : ...
الشيخ : أي نعم ، من طوائف المعتزلة أو الجهمية أو من ؟
الطالب : الجهمية
الشيخ : الجهمية أي نعم الجهمية والجبرية يقولون إن الله عز وجل يقدر الأشياء لغير حكمة ، بل مجرد مشيئة عكس المعتزلة يقولون إنه لا يقدره إلا لحكمة ويفرضون على الله تعالى ما يشاءون ، وقد ذكر صاحب " مختصر التحرير " الفتوحي رحمه الله ذكر أن في المسألة قولين في المذهب فقال : وفعله وإرادته لا لا لمشيئة، لالحكمة في قول يعني يفعل الشيء ويريده لغير حكمة بل لمجرد مشيئة كالذي يظن بالله عز وجل أنه لا يقدر الأشياء لحكمة وإنما يقدرها لمجرد المشيئة ، شاء ففعل ، قال ليش ؟ قال هذه مشيئة الله لأن الله لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ، فهو سبحانه وتعالى يقدر الأشياء ويشرع الأشياء لا لحكمة بالغة ، ولا شك أن هذا يعتبر من أكبر الطعن في الله لأن الإنسان الذي يتصرف الإنسان البشر المخلوق إذا تصرف تصرفا لغير حكمة ماذا يسمى ؟
الطالب : مجنون
الشيخ : سفيه يسمى سفيها ولا رشد عنده ، فإذا كان كذلك فما بالك بالخالق العظيم جل وعلا الذي لا يقدر الشيء إلا لحكمة لكننا قد لا ندرك هذه الحكمة أي ، قال : " فذلك ظن الذين كفروا ، فويل للذين كفروا من النار " نعم كما قال تعالى وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا وش يشير إليه ؟ يعني القول بأنها خلقت باطلا لا لحكمة بالغة عظيمة ظن الذين كفروا وقال تعالى في آية أخرى وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق الذي هو ضد الباطل ، وهؤلاء يقولون إن الله عز وجل خلق هذه السماوات والأرض باطلا لغير حكمة ، قال الله عز وجل ذلك ظن الذين كفروا هم الذين يظنون أن الله خلق السماوات والأرض باطلا وعبثا ولهوا ولعبا وما أشبه ذلك ، ثم قال فويل للذين كفروا من النار ويل إعرابها يا مشرف ؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم إعرابها آه ؟
الطالب : مبتدأ
الشيخ : مبتدأ إعرابها مبتدأ وساغ الابتداء بها وهي نكرة ها ؟
الطالب : ...
الشيخ : لأنها للتعظيم
الطالب : ...
الشيخ : لا ...
الطالب : سلام على ...
الشيخ : أي هذيك حتى هذيك فيها نظر ، المهم هذا خبر من الله أن ... ويل لك لواحد يريد أن يعمل سيئا أما إذا كان من الله فهو خبر كيف يدعو ؟ الله يدعو من ؟ فويل للذين كفروا من النار أين خبر المبتدأ ؟
الطالب : ...
الشيخ : لا ، الجار والمجرور للذين كفروا ، ومن النار بيان لويل يعني ويل لهم من النار ، وفي هذا دليل على أن ويل كلمة وعيد وليست كما قيل واد في جهنم ، وإنما هي كلمة يقصد بها الوعيد ، تقول ويل لك من النار وويل لك من فلان وويل لك من البرد وويل لك من الجوع وما أشبه ذلك فهي إذن كلمة وعيد ، ولهذا يقول الإنسان يقول من يتوجع : يا ويلي يا ويلي ويلاه يا ويلي ويلاه هو يتوعد نفسه بالنار ؟
الطالب : لا
الشيخ : لا فالمهم أن هذه الكلمة ليست واديا في جهنم كما قيل وإن كان قد يكون هناك وادٍ في جهنم اسمه ويل لكن في مثل هذه الآية فويل للذين كفروا من النار هي كلمة وعيد ، ...
أن نظن بالله ما لا يليق به لماذا وصف الله ذلك بأنه ظن الجاهلية او ظن الجاهلية ؟
الطالب : ...
الشيخ : وأكثر الناس ، حيدر ؟
الطالب : يعتبر ظنهم هذا من تكذيب القرآن
الشيخ : من تكذيب
الطالب : القرآن
الشيخ : من تكذيب القرآن
الطالب : ... ما يعتبر تكذيب للقرآن أن الله لا ينصر الرسول ؟
الشيخ : إلا إلا كيف ، قال : " وأكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم ، وفيما يفعله بغيرهم " قوله أكثر الناس لا يريد أكثر الناس من المؤمنين ، أكثر الناس من بني آدم لأن أكثر الناس من المؤمنين ما يظن هذا الظن ، لكن أكثر الناس من بني آدم يظنون بالله ظن السوء يعني ظن العيب فيما يختص بهم وفيما يفعله بغيرهم ، فيما يختص بهم مثلا إذا ابتلاهم الله عز وجل بشيء ظنوا بالله ظن السوء ، إذا تعبدوا لله عز وجل بمقتضى شريعته ظنوا أن الله لا يقبل منهم وهذا ظن سوء ، إذا دعوا الله عز وجل بالدعاء على الوجه المشروع يظنوا أن الله لا يجيب دعاءهم هذا ظن سوء ، كذلك فيما يفعله بغيرهم مثل أن يروا أحدا مبتلى ابتلاه الله عز وجل بشيء من المرض البدني أو فقد المال أو فقد الأهل فيظنون بالله فيظنون بالله ظن السوء فيما فعله بهذا الرجل ، أو مثلا رأوا أن الكفار انتصروا على المسلمين في معركة من المعارك فظنوا أن الله يديل هؤلاء الكافرين دائما على المسلمين فهذا ظن السوء ، ولهذا يجب على الإنسان أن يظن بالله عز وجل ظن الحق دائما نعم وأن يحسن الظن بالله مع وجود الأسباب التي تقتضي إحسان الظن بالله ، نعم يا ... ؟
السائل : ... والناس يعني ... مسكين ما يستاهل ...
الشيخ : هذا من الاعتراض على القدر ، هذا من الاعتراض على قدر الله
السائل : تمكين الناس أنهم يقتلون بعض الرسل كيف يعني يقتلون بعض الرسل ؟
الشيخ : أي نعم هذا لحكمة ، لحكمة أن يقتلوا بعض الأنبياء
السائل : أيش العلة ؟
الشيخ : الحكمة من ذلك لأجل تمادي هؤلاء في طغيانهم ولأجل أن ينال أولئك الذين قتلوا منزلة الشهداء والصابرين على البلاء
السائل : يا شيخ
الشيخ : نعم
السائل : كثير من ..
الشيخ : أنا أرى أن نمنع السؤال ، في حالة الشرح نمنع السؤال ، أولا ... نسجل الآن وكون التسجيل يتقطع هذا ما هو صحيح
ثانيا أن الإنسان مرتب أفكاره وهو يشرح إذا جاء سؤال كذا وسؤال كذا يتشتت الذهن هذا بالنسبة للملقي وبالنسبة للملقى عليهم أيضا تتشتت أذهانهم ولهذا تجدهم إذا سأل السائل التفتوا إليه ، ولهذا أرى أنه يمنع السؤال حتى ينتهي الشرح واللي عنده سؤال يبقيه ، نعم
طيب يقول المؤلف : " أكثر الناس يظنون ظن السوء فيما يختص بهم وفيما يفعله بغيرهم ولا يسلم من ذلك - أي من ظن السوء - إلا من عرف الله وأسماءه وصفاته وموجَب حكمته وحكمه " صدق رحمه الله ما يسلم من ظن السوء إلا من عرف الله عز وجل وما له من الحكم والأسرار فيما يقدره وفيما يشرعه سبحانه وتعالى ، فإذا عرف الإنسان ربه وعرف أسماءه وصفاته معرفة حقة ليس معرفة تحريف وتأويل ، ولهذا أولئك المحرفون والمؤلون حجبوا والله عن معرفة أسماء الله وصفاته فتجد غالبا قلوبهم مظلمة ، تجدهم غالبا قلوبهم مظلمة تحاول دائما أن تورد الإشكالات والتشكيك والجدل أما من أبقى أسماء الله وصفاته على ما دلت عليه وسلك في ذلك مذهب السلف فإنك تجد قلبه لا يرد عليه هذه الاعتراضات التي ترد على أولئك المحرفين ، لأن المحرفين إنما أتوا من جهة ظنهم بالله ظن السوء حيث ظنوا أن الكتاب والسنة دل ظاهرهما على التمثيل والتشبيه فأخذوا يحرفون الكلم عن مواضعه وينكرون ما أثبت الله لنفسه ، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " إن كل معطل ممثل وكل ممثل معطل " أما كون كل معطل ممثل فإن وجهه أن هذا الذي عطل إنما عطل لكونه ظن أن دلالة الكتاب والسنة تقتضي التمثيل فلما ظن هذا الظن السيء بنصوص الكتاب والسنة أخذ يحرفها ويصرفها عن ظاهرها فمثل أولا نعم وعطل ثانيا ، وعلى هذا فالذي يعرف أسماء الله وصفاته معرفة على ما جرى عليه سلف هذه الأمة وأئمتها.
الفتاوى المشابهة
- باب النهي عن سوء الظن بالمسلمين من غير ضرورة... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اجتنب... - ابن عثيمين
- كيف يكون حسن الظن بالله ؟ - ابن عثيمين
- وجوب الحذر من سوء الظن - ابن باز
- تفسير قوله تعالى: (وما لهم به من علم إن يتبع... - ابن عثيمين
- سوء الظن حكمه وعلاجه وضابطه - ابن باز
- معنى سوء الظن بالله وأسبابه - ابن باز
- حكم سوء الظن بالآخرين - ابن باز
- شرح قول المصنف : قال ابن القيم في الآية الأو... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : باب قول الله تعالى : (( يظن... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف :وإنما كان هذا ظن السوء لأنه... - ابن عثيمين