تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول المصنف : وتدنو منهم الشمس . - ابن عثيمينالشيخ : يقول رحمه الله : " وتدنو منهم الشمس ويلجمهم العرق "." تدنو " : أي تقرب منهم الشمس.وفي ذلك اليوم شمس وتقرب منهم مقدار ميل. وهذا الميل هل هو المسا...
العالم
طريقة البحث
شرح قول المصنف : وتدنو منهم الشمس .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : يقول رحمه الله : " وتدنو منهم الشمس ويلجمهم العرق ".
" تدنو " : أي تقرب منهم الشمس.
وفي ذلك اليوم شمس وتقرب منهم مقدار ميل. وهذا الميل هل هو المسافة أو ميل المكحلة؟ أيا كان، سواء كان ميل المكحلة وقريب يعني من الرأس جدا، أو كان ميل المسافة الذي هو ثلث فرسخ فإنها قريبة، وإذا كانت هذه حرارتها في الدنيا، وبيننا وبينها من البعد شيء عظيم، فكيف إذا كانت عن الرؤوس بمقدار ميل؟!
قد يقول قائل : المعروف الآن أن الشمس لو تدنو بمقدار شعرة عن مستوى خطها، لأحرقت الأرض، نعم، فكيف يمكن أن تكون في ذلك اليوم بهذا المقدار من البعد ثم لا تحرق الخلق؟
فالجواب على ذلك: أن الناس يحشرون يوم القيامة، ليسوا على القوة التي هم عليها الآن، بل هم أقوى وأعظم وأشد تحملاً.
لو أن الناس الآن وقفوا خمسين يوماً في شمس لا ظل ولا أكل ولا شرب، اليوم هل يمكنهم ذلك؟ أبدا يموتون! لكن يوم القيامة يبقون خمسين ألف سنة، لا أكل ولا شرب ولا ظل، إلا من أظله الله عز وجل، ومع ذلك يشاهدون أهوالاً عظيمة، ليسوا نائمين أو واقفين لا يشاهدون شيئا، يشاهدون أشياء عظيمة جدا، ومع ذلك يتحملون.
في عذاب جهنم كيف يتحملون هذا التحمل العظيم؟ كلما نضجت جلودهم بدلهم الله جُلُوداً غَيْرَهَا.
في أهل الجنة، ينظر الإنسان إلى ملكه مسيرة ألف عام أو ألفي عام ينظر أقصاه كما ينظر أدناه، نحن الآن ما ننظر مسيرة نصف يوم ولا لا؟ ولا شيء أبدا، طرف السوق القريب ما ننظر طرف السوق كما ننظر لجنبنا.
إذن الأجسام يوم القيامة ليست كالأجسام في الدنيا من حيث التحمل، فالشمس تدنو منهم إلى هذه المسافة ومع ذلك لا يحترقون، لأن الله عز وجل يعطيهم قوة يستطيعون أن يتحملوا كل الصعاب التي يقدرها الله عز وجل في ذلك اليوم. قال المؤلف - زين - " تدنو منهم الشمس ". هل أحد منهم يسلم منها؟
الجواب : نعم، فيه أناس يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، كما أخبر بذلك النبي عليه الصلاة والسلام: إمام عادل، وشاب نشأ في طاعة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله ، - والسادس - ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه - والسابع - ورجل ذكر الله خالياً، ففاضت عيناه .
وهناك أيضاً أصناف أخرى يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
وقوله : " لا ظل إلا ظله "، يعني إلا الظل الذي يخلقه، وليس كما توهم بعض الناس أنه ظل ذات الرب عز وجل، لا.
لكن في الدنيا لنا ظل، نحن الذين نبني السقوف نستظل بها، أشجار نستظل بها كهوف نستظل بها، لكن يوم القيامة، لا بناء ولا أشجار ولا كهوف إنما ظل الله عز وجل الذي يخلقه سبحانه وتعالى يستظل به من شاء من عباده.

Webiste