شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل ورجل قلبه معلق بالمساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات حسن وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ) متفق عليه ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ذكر المؤلف حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى عليه وآله وسلم قال: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في طاعة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال إني أخاف الله، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه : فهؤلاء سبعة، وليس المراد بالسبعة العدد، يعني أنهم سبعة أنفار فقط، ولكنهم سبعة أصناف، لأنهم قد يكونون عدداً لا يحصيهم إلا الله عز وجل.
ونحن نتكلم على ما ساق المؤلف الحديث مِن أجله، لأن هذا الحديث سبق لنا وقد شرحناه فيما سبق، ولكن نتكلم على مسألة ضلَّ فيها كثير من الجهال، وهي قوله: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : حيث توهموا جهلاً منهم أن هذا ظل الله نفسِه، وأن الله تعالى يظلهم من الشمس بذاته عز وجل، وهذا فهم خاطئ مُنكر، يقوله بعض المتعيلمين الذين يقولون: إن مذهب أهل السنة إجراء النصوص على ظاهرها، فيقال أين الظاهر؟! أين أن يكون ظاهر الحديث أن الرب جل وعلا يظلهم من الشمس؟! فإن هذا يقتضي أن تكون الشمس فوق الله عز وجل، وهذا شيء منكر، لا أحد يقول به من أهل السنة، لكن مشكلات الناس ولاسيما في هذا العصر، أن الإنسان إذا فهم، لم يعرف التطبيق، وإذا فهم مسألة ظن أنه أحاط بكل شيء علماً.
والواجب أن الإنسان يعرف قدر نفسه، وألا يتكلم لا سيما في باب الصفات إلا بما يعلم مِن كتاب الله وسنة رسوله وكلام الأئمة.
فمعنى : يوم لا ظل إلا ظله أو يظلهم الله في ظله : يعني الظل الذي لا يقدر أحد عليه في ذلك الوقت، لأنه في ذلك الوقت لا بناء يبنى، ولا شجر يغرس، ولا رمال تُقام، ولا أحجار تصفف، ما في شيء ، قال الله عز وجل: وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً * فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفا ً* لا تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلا أَمْتاً .
ولا يظل الخلائق من الشمس شيء، لا بناء، ولا شجر، ولا حجر، ولا غير ذلك.
لكن الله عز وجل يخلق شيئاً يظلل به من شاء من عباده، يوم لا ظل إلا ظله، هذا هو معنى الحديث، ولا يجوز أن يكون له معنى سوى هذا.
والشاهد من هذا الحديث لهذا الباب قوله: رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه : يعني أنهما جرت بينهما محبة، لكنها محبة في الله، لا في مال، ولا جاه، ولا نَسب، ولا أي شيء، إنما هو محبة الله عز وجل، رآه قائماً بطاعة الله، متجنباً لمحارم الله، فأحبه من أجل ذلك، فهذا هو الذي يَدخل في هذا الحديث: تحابا في الله .
وقوله: اجتمعا عليه وتفرقا عليه : يعني اجتمعا عليه في الدنيا ، وبقيت المحبة بينهما حتى فرق بينهما الموت ، تفرقا وهما على ذلك.
وفي هذا إشارة إلى أن المتحابين في الله لا يقطع محبتهم في الله شيء من أمور الدنيا، وإنما هم متحابون في الله لا يفرقهم إلا الموت، حتى لو أن بعضهم أخطأ على بعض، أو قصر في حق بعض، فإن ذلك لا يهم، لأنه إنما أحبه لله عز وجل، ولكنه يصحح خطأه، ويبين تقصيره، لأن هذا من تمام النصيحة، فنسأل الله أن يجعلنا وإياكم من المتحابين فيه، المتعاونين على البر والتقوى إنه جواد كريم.
القارئ : نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- : " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ، رواه مسلم.
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم .
وعنه رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن رجلاً زار أخا له في قرية أخرى، فأرصد الله له على مدرجته ملكاً ، وذكر الحديث إلى قوله: إن الله قد أحبك كما أحببته فيه ، رواه مسلم .
عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الأنصار: لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، من أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله ، متفق عليه .
وعن معاذ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله تعالى .
ونحن نتكلم على ما ساق المؤلف الحديث مِن أجله، لأن هذا الحديث سبق لنا وقد شرحناه فيما سبق، ولكن نتكلم على مسألة ضلَّ فيها كثير من الجهال، وهي قوله: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : حيث توهموا جهلاً منهم أن هذا ظل الله نفسِه، وأن الله تعالى يظلهم من الشمس بذاته عز وجل، وهذا فهم خاطئ مُنكر، يقوله بعض المتعيلمين الذين يقولون: إن مذهب أهل السنة إجراء النصوص على ظاهرها، فيقال أين الظاهر؟! أين أن يكون ظاهر الحديث أن الرب جل وعلا يظلهم من الشمس؟! فإن هذا يقتضي أن تكون الشمس فوق الله عز وجل، وهذا شيء منكر، لا أحد يقول به من أهل السنة، لكن مشكلات الناس ولاسيما في هذا العصر، أن الإنسان إذا فهم، لم يعرف التطبيق، وإذا فهم مسألة ظن أنه أحاط بكل شيء علماً.
والواجب أن الإنسان يعرف قدر نفسه، وألا يتكلم لا سيما في باب الصفات إلا بما يعلم مِن كتاب الله وسنة رسوله وكلام الأئمة.
فمعنى : يوم لا ظل إلا ظله أو يظلهم الله في ظله : يعني الظل الذي لا يقدر أحد عليه في ذلك الوقت، لأنه في ذلك الوقت لا بناء يبنى، ولا شجر يغرس، ولا رمال تُقام، ولا أحجار تصفف، ما في شيء ، قال الله عز وجل: وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً * فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفا ً* لا تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلا أَمْتاً .
ولا يظل الخلائق من الشمس شيء، لا بناء، ولا شجر، ولا حجر، ولا غير ذلك.
لكن الله عز وجل يخلق شيئاً يظلل به من شاء من عباده، يوم لا ظل إلا ظله، هذا هو معنى الحديث، ولا يجوز أن يكون له معنى سوى هذا.
والشاهد من هذا الحديث لهذا الباب قوله: رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه : يعني أنهما جرت بينهما محبة، لكنها محبة في الله، لا في مال، ولا جاه، ولا نَسب، ولا أي شيء، إنما هو محبة الله عز وجل، رآه قائماً بطاعة الله، متجنباً لمحارم الله، فأحبه من أجل ذلك، فهذا هو الذي يَدخل في هذا الحديث: تحابا في الله .
وقوله: اجتمعا عليه وتفرقا عليه : يعني اجتمعا عليه في الدنيا ، وبقيت المحبة بينهما حتى فرق بينهما الموت ، تفرقا وهما على ذلك.
وفي هذا إشارة إلى أن المتحابين في الله لا يقطع محبتهم في الله شيء من أمور الدنيا، وإنما هم متحابون في الله لا يفرقهم إلا الموت، حتى لو أن بعضهم أخطأ على بعض، أو قصر في حق بعض، فإن ذلك لا يهم، لأنه إنما أحبه لله عز وجل، ولكنه يصحح خطأه، ويبين تقصيره، لأن هذا من تمام النصيحة، فنسأل الله أن يجعلنا وإياكم من المتحابين فيه، المتعاونين على البر والتقوى إنه جواد كريم.
القارئ : نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- : " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ، رواه مسلم.
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم .
وعنه رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن رجلاً زار أخا له في قرية أخرى، فأرصد الله له على مدرجته ملكاً ، وذكر الحديث إلى قوله: إن الله قد أحبك كما أحببته فيه ، رواه مسلم .
عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الأنصار: لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، من أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله ، متفق عليه .
وعن معاذ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله تعالى .
الفتاوى المشابهة
- شرح كتاب الترغيب والترهيب : وعن أبي هريرة رضي... - الالباني
- الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة - ابن باز
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- فائدة : ذكر السبعة الذين يظلهم الله في ظله ي... - ابن عثيمين
- حدثنا محمد بن بشار بندار قال حدثنا يحيى عن ع... - ابن عثيمين
- حدثنا محمد بن سلام أخبرنا عبد الله عن عبيد ا... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- تتمة فوائد حديث:( سبعة يظلهم الله في ظله يوم... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين