شرح قول المصنف : وأما الشفاعة الثالثة فيشفع فيمن استحق النار وهذه الشفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم فيشفع فيمن استحق النار أن لا يدخلها ويشفع فيمن دخلها أن يخرج منها
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : " وأما الشفاعة الثالثة، فيشفع فيمن استحق النار ". يشفع النبي صلى الله عليه وسلم فيمن استحق النار.
وهذه لها صورتان : يشفع فيمن استحق النار أن لا يدخلها، وفيمن دخلها أن يخرج منها.
والمراد بذلك عصاة المؤمنين دون الكفار، الكفار ما فيهم شفاعة أبدا، لكن عصاة المؤمنين يأذن الله للرسول عليه الصلاة والسلام أن يشفع فيهم فيمن استحق النار أن لا يدخلها، وفيمن دخلها أن يخرج منها.
أما من دخلها ليخرج منها، فالأحاديث في هذا كثيرة جداً، بل متواترة.
وأما من استحقها أن لا يدخلها، فهذه قد تستفاد من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم للمؤمنين بالمغفرة والرحمة على جنائزهم، فإنه من لازم ذلك أن لا يدخل النار، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين إلى آخر الحديث.
طيب، يشفع فيمن استحق النار أن لا يدخلها، وفيمن دخلها أن يخرج منها.
هذه الشفاعة ينكرها من أهل البدع طائفتان، الطائفة الأولى المعتزلة، والطائفة الثانية الخوارج، لأن المعتزلة والخوارج مذهبهما في فاعل الكبيرة أنه مخلد في نار جهنم، فيرون من زنى كمن أشرك بالله وزنى وسرق وشرب الخمر وقتل النفس وفعل كل معصية، يرون أنهما سواء ولهذا لا يرون الشفاعة فيمن استحق النار لا فيمن استحقها أن لا يدخلها، ولا فيمن دخلها أن يخرج منها، لأن مذهبهم أن فاعل الكبيرة ها؟ مخلد في النار. وعلى هذا فلا تنفع فيهم الشفاعة كما لا تنفع في المشركين وغيرهم.
قال : " وهذه الشفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم " يعني أنها ليست خاصة به، تكون للنبيين يشفعون في عصاة قومهم، وللصديقين يشفعون أيضا في عصاة أقاربهم وغيرهم من المؤمنين، وكذلك لغيرهم من الصالحين، حتى يشفع الرجل في أهله وفي جيرانه وفيما أشبه ذلك، ولكن لا بد في هذه الشفاعة من ثلاثة شروط، لا بد فيها من ثلاثة شروط، الشرط الأول : إذن االله تعالى فيها.
والشرط الثاني : رضاه عن الشافع.
والشرط الثالث : رضاه عن المشفوع له.
وقد اجتمعت الشروط الثلاثة في قوله تعالى : وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى . يرضى من؟ الشافع والمشفوع له. وفصلت في قوله تعالى : من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه هذا الإذن، وفي قوله : يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمان ورضي له قولا ، وفي قوله : ولا يشفعون إلا لمن ارتضى . المهم أن هذا النوع من الشفاعة لا بد فيه من هذه الشروط الثلاثة.
أما الشفاعة العظمى الأولى فمن المعلوم أن المشفوع له ليس مرضيا عند الله كله، لأن الموقف يشمل المؤمنين والكافرين، نعم.
قال : " ويخرج الله تعالى من النار أقواماً بغير شفاعة " ، يعني من عصاة المؤمنين.
وهذه لها صورتان : يشفع فيمن استحق النار أن لا يدخلها، وفيمن دخلها أن يخرج منها.
والمراد بذلك عصاة المؤمنين دون الكفار، الكفار ما فيهم شفاعة أبدا، لكن عصاة المؤمنين يأذن الله للرسول عليه الصلاة والسلام أن يشفع فيهم فيمن استحق النار أن لا يدخلها، وفيمن دخلها أن يخرج منها.
أما من دخلها ليخرج منها، فالأحاديث في هذا كثيرة جداً، بل متواترة.
وأما من استحقها أن لا يدخلها، فهذه قد تستفاد من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم للمؤمنين بالمغفرة والرحمة على جنائزهم، فإنه من لازم ذلك أن لا يدخل النار، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين إلى آخر الحديث.
طيب، يشفع فيمن استحق النار أن لا يدخلها، وفيمن دخلها أن يخرج منها.
هذه الشفاعة ينكرها من أهل البدع طائفتان، الطائفة الأولى المعتزلة، والطائفة الثانية الخوارج، لأن المعتزلة والخوارج مذهبهما في فاعل الكبيرة أنه مخلد في نار جهنم، فيرون من زنى كمن أشرك بالله وزنى وسرق وشرب الخمر وقتل النفس وفعل كل معصية، يرون أنهما سواء ولهذا لا يرون الشفاعة فيمن استحق النار لا فيمن استحقها أن لا يدخلها، ولا فيمن دخلها أن يخرج منها، لأن مذهبهم أن فاعل الكبيرة ها؟ مخلد في النار. وعلى هذا فلا تنفع فيهم الشفاعة كما لا تنفع في المشركين وغيرهم.
قال : " وهذه الشفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم " يعني أنها ليست خاصة به، تكون للنبيين يشفعون في عصاة قومهم، وللصديقين يشفعون أيضا في عصاة أقاربهم وغيرهم من المؤمنين، وكذلك لغيرهم من الصالحين، حتى يشفع الرجل في أهله وفي جيرانه وفيما أشبه ذلك، ولكن لا بد في هذه الشفاعة من ثلاثة شروط، لا بد فيها من ثلاثة شروط، الشرط الأول : إذن االله تعالى فيها.
والشرط الثاني : رضاه عن الشافع.
والشرط الثالث : رضاه عن المشفوع له.
وقد اجتمعت الشروط الثلاثة في قوله تعالى : وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى . يرضى من؟ الشافع والمشفوع له. وفصلت في قوله تعالى : من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه هذا الإذن، وفي قوله : يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمان ورضي له قولا ، وفي قوله : ولا يشفعون إلا لمن ارتضى . المهم أن هذا النوع من الشفاعة لا بد فيه من هذه الشروط الثلاثة.
أما الشفاعة العظمى الأولى فمن المعلوم أن المشفوع له ليس مرضيا عند الله كله، لأن الموقف يشمل المؤمنين والكافرين، نعم.
قال : " ويخرج الله تعالى من النار أقواماً بغير شفاعة " ، يعني من عصاة المؤمنين.
الفتاوى المشابهة
- شرح قول المصنف : وله صلى الله عليه وسلم في ا... - ابن عثيمين
- من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه - ابن عثيمين
- فوائد حديث:( من شفع لأخيه شفاعة , فأهدى له ه... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : وقوله : (( قل لله الشفاعة ج... - ابن عثيمين
- شفاعة الصالحين - اللجنة الدائمة
- قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بالشفاعة... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : وقوله (( قل لله الشفاعة جمي... - ابن عثيمين
- شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في أهل الجنة... - ابن عثيمين
- الشفاعة - الفوزان
- ما هو الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم ي... - الالباني
- شرح قول المصنف : وأما الشفاعة الثالثة فيشفع... - ابن عثيمين