مراجعة مع تتمة شرح قول ابن مالك رحمه الله : " ... إن يكــــونا مفردين فأضف *** حتما وإلا أتبــــــــع الــــذي ردف... ".
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : يقول المؤلف -رحمه الله- : " وإن يكونا مفردين فأضف " ، إن يكونا : أي الاسم واللقب ، وإنما حملنا ذلك على الاسم واللقب ، لأن الكنية لابد أن تكون مضافة ، لا يمكن أن تأتي مفردة ، إذ أن الكنية ما صُدّر بأبٍ وأم وابن وعمٍ وخال وما أشبه ذلك ، فلا تكون إلا مركبة ، والمراد بالمفرد هنا : ليس هو المفرد في باب الإعراب ، لأن المفرد في باب الإعراب ما ليس مثنىً ولا مجموعًا ولا ملحقًا بهما ، أما هنا فالمفرد ما ليس بمركب، ما ليس بمركب ، فإذا كانا مفردين قال : " فأضف *** حتمًا " : يعني وجب أن يضاف الأول إلى الثاني ، وجب أن يضاف الأول إلى الثاني ، مثاله : جاء عليٌ قُفّة ، قُفّة لقب ، علي اسم ، وعلي مفرد ، وقفّة مفرد ، يجب على كلام المؤلف أن أقول : جاءَ عليُ قُفَّةَ ، فأضيف الأول إلى الثاني ، ولكنَّ الصحيح خلاف ذلك ، وأن الإضافة هنا جائزة ، وليست بواجبة ، بل سيأتينا -إن شاء الله- في باب الإضافة : أنه لا يضاف اسم لما به اتحد معنىً ، قال ابن مالك :
" ولا يُضافُ اسمٌ لما به اتَّحدْ *** معنىً وأَوّلْ مُوهمًا إذا ورد "
فهنا لا نوجب أنْ يضاف الأول إلى الثاني ، بل أعلى ما نقول : أنه يجوز إضافة الأول إلى الثاني ، وذلك لأن الإضافة تقتضي شيئين : أحدهما : المضاف ، والثاني : مضاف إليه ، والأصل فيهما التغاير ، فلا يضاف الشيء إلى نفسه ، طيب فإذا أضفنا وقلنا : جاء عليُ قُفَّةَ ، فكيف يكون ؟ يقول : يؤول ، فيقال : جاء ملقّب هذا الاسم ، أو مسمى هذا اللقب ، نعم ، حتى يستقيم المعنى قال : " وإلا أتبع الذي ردف " : وإلا : يعني وإلا يكونا مفردين ، فيشمل ما إذا كانا مركبين ، أو كان الأول مركبًا والثاني مفردًا، أو كان الأول مفردًا والثاني مركبًا وقوله : أتبع : فعل أمر يقتضي الإلزام ، وقوله : أتبع ، ولم يذكر نوع التابع ، ولكنه يعرب على أنه عطف بيان أو بدل ، يعرب على أنه عطف بيان مما قبله ، أو بدل منه ، وقوله : " الذي ردف " :
هو الأول أو الثاني ؟
الطالب : الثاني .
الشيخ : الثاني ، يعني أتبع الثاني الأول ، والصورُ الثلاث داخلة تحت قوله : " وإلا " ، لكن ينبغي أن تكون الصورة التي هي إفراد الأول وتركيب الثاني ، كالصورة التي يكون فيها الاثنان مفردين ، إذا كان الأول مفردًا والثاني مضافًا ، فالصواب : أنَ حكمَه حكمُ ما إذا كانا مفردين ، وذلك لأنهما إذا كانا مركبين تعذر إضافة الأول للثاني ، وإذا كان الأول مركبًا والثاني مفردًا تعذر إضافة الأول إلى الثاني ، وإذا كان الأول مفردًا والثاني مركبًا لم يتعذر إضافة الأول إلى الثاني ، كما لا تتعذر إضافة الأول إلى الثاني فيما إذا كانا مفردين ، وعلى هذا القياس : أنه إذا كان الأول مفردًا والثاني مركبًا جاز الوجهان ، الإضافة ، والثاني ؟ إيش ؟
الطالب : الإتباع .
الشيخ : الإتباع ، فإذا قلت : جاء عليٌ زينُ العابدين ، فهنا هذا المثال الأول إيش ؟
الطالب : مفرد .
الشيخ : مفرد ، والثاني ؟
الطالب : مركب .
الشيخ : مركب ، فيجوز على القياس أن تقول : جاء عليُ زينُ العابدين ، ويكون التقدير : جاء مسمَّى هذا اللقب ، وذلك لأن إضافة الأول إذا كان مفردًا إلى الثاني جائزة ليس فيها محذور ، طيب ، ولو قلت : جاء عبدُ الله زينُ العابدين ، يتعين ؟
الطالب : الإتباع .
الشيخ : الإتباع ، لأن كلا منهما مركب ، ولو قلت : جاء عبدُالله قُفّة ، هاه ؟
الطالب : الإتباع .
الشيخ : الإتباع أيضًا ، لأن الأول يتعذر إضافته إلى الثاني ، فصارت الصور أربع : أن يكونا مفردين ، وأن يكون الأول مفردًا والثاني مركبًا، وأن يكونا مركبين، وأن يكون الأول مركبًا والثاني مفردًا ، طيب ، قال : " وإلا أتبع الذي ردف " ، " ومنه " : أي من العَلَم
" منقولٌ كفضلٍ وأَسَد *** وذو ارتجال " : يعني ومنه ذو ارتجال ، لا نعم ؟
الطالب : التفصيل ؟
الشيخ : كيف تفصيل كملنا ؟!
الطالب : تفصيل الأقسام .
الشيخ : إيش ؟
الطالب : باعتبار التقسيم !
الشيخ : تقسيم إيش ؟
الطالب : ذكرته .
الشيخ : نعم ، نحن قلنا إذا كانا مفردين، أو كان الأول مفردًا والثاني مركباً فإنه يجوز الوجهان ، الإتباع والإضافة ، وإذا كان الأول مركباً والثاني مفردًا أو كانا مركبين فهنا يتعين الإتباع لتعذر الإضافة .
" ولا يُضافُ اسمٌ لما به اتَّحدْ *** معنىً وأَوّلْ مُوهمًا إذا ورد "
فهنا لا نوجب أنْ يضاف الأول إلى الثاني ، بل أعلى ما نقول : أنه يجوز إضافة الأول إلى الثاني ، وذلك لأن الإضافة تقتضي شيئين : أحدهما : المضاف ، والثاني : مضاف إليه ، والأصل فيهما التغاير ، فلا يضاف الشيء إلى نفسه ، طيب فإذا أضفنا وقلنا : جاء عليُ قُفَّةَ ، فكيف يكون ؟ يقول : يؤول ، فيقال : جاء ملقّب هذا الاسم ، أو مسمى هذا اللقب ، نعم ، حتى يستقيم المعنى قال : " وإلا أتبع الذي ردف " : وإلا : يعني وإلا يكونا مفردين ، فيشمل ما إذا كانا مركبين ، أو كان الأول مركبًا والثاني مفردًا، أو كان الأول مفردًا والثاني مركبًا وقوله : أتبع : فعل أمر يقتضي الإلزام ، وقوله : أتبع ، ولم يذكر نوع التابع ، ولكنه يعرب على أنه عطف بيان أو بدل ، يعرب على أنه عطف بيان مما قبله ، أو بدل منه ، وقوله : " الذي ردف " :
هو الأول أو الثاني ؟
الطالب : الثاني .
الشيخ : الثاني ، يعني أتبع الثاني الأول ، والصورُ الثلاث داخلة تحت قوله : " وإلا " ، لكن ينبغي أن تكون الصورة التي هي إفراد الأول وتركيب الثاني ، كالصورة التي يكون فيها الاثنان مفردين ، إذا كان الأول مفردًا والثاني مضافًا ، فالصواب : أنَ حكمَه حكمُ ما إذا كانا مفردين ، وذلك لأنهما إذا كانا مركبين تعذر إضافة الأول للثاني ، وإذا كان الأول مركبًا والثاني مفردًا تعذر إضافة الأول إلى الثاني ، وإذا كان الأول مفردًا والثاني مركبًا لم يتعذر إضافة الأول إلى الثاني ، كما لا تتعذر إضافة الأول إلى الثاني فيما إذا كانا مفردين ، وعلى هذا القياس : أنه إذا كان الأول مفردًا والثاني مركبًا جاز الوجهان ، الإضافة ، والثاني ؟ إيش ؟
الطالب : الإتباع .
الشيخ : الإتباع ، فإذا قلت : جاء عليٌ زينُ العابدين ، فهنا هذا المثال الأول إيش ؟
الطالب : مفرد .
الشيخ : مفرد ، والثاني ؟
الطالب : مركب .
الشيخ : مركب ، فيجوز على القياس أن تقول : جاء عليُ زينُ العابدين ، ويكون التقدير : جاء مسمَّى هذا اللقب ، وذلك لأن إضافة الأول إذا كان مفردًا إلى الثاني جائزة ليس فيها محذور ، طيب ، ولو قلت : جاء عبدُ الله زينُ العابدين ، يتعين ؟
الطالب : الإتباع .
الشيخ : الإتباع ، لأن كلا منهما مركب ، ولو قلت : جاء عبدُالله قُفّة ، هاه ؟
الطالب : الإتباع .
الشيخ : الإتباع أيضًا ، لأن الأول يتعذر إضافته إلى الثاني ، فصارت الصور أربع : أن يكونا مفردين ، وأن يكون الأول مفردًا والثاني مركبًا، وأن يكونا مركبين، وأن يكون الأول مركبًا والثاني مفردًا ، طيب ، قال : " وإلا أتبع الذي ردف " ، " ومنه " : أي من العَلَم
" منقولٌ كفضلٍ وأَسَد *** وذو ارتجال " : يعني ومنه ذو ارتجال ، لا نعم ؟
الطالب : التفصيل ؟
الشيخ : كيف تفصيل كملنا ؟!
الطالب : تفصيل الأقسام .
الشيخ : إيش ؟
الطالب : باعتبار التقسيم !
الشيخ : تقسيم إيش ؟
الطالب : ذكرته .
الشيخ : نعم ، نحن قلنا إذا كانا مفردين، أو كان الأول مفردًا والثاني مركباً فإنه يجوز الوجهان ، الإتباع والإضافة ، وإذا كان الأول مركباً والثاني مفردًا أو كانا مركبين فهنا يتعين الإتباع لتعذر الإضافة .
الفتاوى المشابهة
- شرح قول المصنف رحمه الله تعالى : " ... و الخ... - ابن عثيمين
- ليس على الحاج المفرد هدي - ابن باز
- شرح قول ابن مالك رحمه الله: و لا تضف لمـــــ... - ابن عثيمين
- هل على المفرد هدي.؟ - الالباني
- شرح قول ابن مالك رحمه الله: وبعض الاسماء يضا... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول ابن مالك رحمه الله : وجر بالفتح... - ابن عثيمين
- تتمةالشرح - ابن عثيمين
- قراءة قول ابن مالك رحمه الله "... وإن يكــــ... - ابن عثيمين
- شرح قول ابن مالك رحمه الله: وإن يكــــونا مف... - ابن عثيمين
- مراجعة ما سبق أخذه من قول ابن مالك " ...إن ي... - ابن عثيمين
- مراجعة مع تتمة شرح قول ابن مالك رحمه الله :... - ابن عثيمين