تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول ابن مالك رحمه الله : وإن تكن إياه مع... - ابن عثيمينالشيخ : ثم قال : -وهو مبتدأ الدرس الليلة- " وإن تكن إياه معنى اكتفى *** بها " ." وإن تكن " : الضمير يعود على الجملة التي أُخبر بها عن المبتدأ ." إياه " ...
العالم
طريقة البحث
شرح قول ابن مالك رحمه الله : وإن تكن إياه معنى اكتفى *** بها كنطقي الله حسبي وكفى.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ثم قال : -وهو مبتدأ الدرس الليلة- " وإن تكن إياه معنى اكتفى *** بها " .
" وإن تكن " : الضمير يعود على الجملة التي أُخبر بها عن المبتدأ .
" إياه " : أي المبتدأ .
" معنى " : أي في المعنى .
" اكتفى *** بها " : أي بدون رابط ، اكتفى بالجملة فقط بدون رابط ، يعني معنى ذلك : أنه إذا كانت الجملة هي معنى المبتدأ ، فإنه يكتفى بها عن الرابط ، مثاله : " كنطقي اللهُ حَسبي " :
" كنطقي " : هذه مبتدأ ، نطق : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، ونطق : مضاف ، والياء : مضاف إليه مبني على السكون في محل جر .
" والله " : مبتدأ ثاني ، مبتدأ ثاني مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره .
" وحسبي " : خبر المبتدأ الثاني ، مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة . وحسب : مضاف ، والياء : مضاف إليه مبني على السكون في محل جر ، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، فإذا قال لك قائل : أين الرابط ؟ أقول : لا حاجة لرابط هنا ، لأن االجملة هذه هي معنى المبتدأ ، فإذا قيل : هل هناك ضابط يقرّبها ؟ قلنا : نعم ، الضابط لذلك هو أن تحل محل اسم الإشارة ، أن تحل محل اسم الإشارة ، فإذا حلت محل اسم الإشارة ، صارت هي معنى المبتدأ ، فمثل : " نطقي الله حسبي " ، احذف الله حسبي ، تقول : نطقي هذا ، نطقي هذا ، يعني : هذا القول ، فإذا كان يحل محلها اسم الإشارة ، فهذا يعني أن هذه الجملة هي معنى المبتدأ ، فلا تحتاج إلى رابط ، على أنَّ من المعربين من قال : إن هذه مفرد وليس جملة ، يعني : ليس هذا من باب الإخبار بالجملة ، بل هو من باب الإخبار بالمفرد ، لماذا ؟ لأن هذه الجملة أُريد لفظها ، أريد لفظها ، وبناء على هذا القول ، نقول في قوله : " نطقي الله حسبي " : نطق : مبتدأ ، والله حسبي : كلها خبر المبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها إيش ؟ الحكاية ، منع من ظهورها الحكاية ، وهذا الحقيقة هو الواقع ، لأن قولك : " نطقي الله حسبي " : يعني : أن نطق مبتدأ ، والله حسبي : الخبر ، فهي جملة واحدة في الحقيقة ، ونظير ذلك ما سبق لنا عند أول الألفية وهو :
" قال محمدٌ هو ابن مالك *** أحمدُ ربي الله خيرُ مالك " :
قلنا : إن أحمد ماهي مقول القول ، من أحمد إلى آخر حرف في الألفية كله مقول القول ، في محل نصب مقول القول ، فصار : إذا كانت الجملة الواقعة خبراً هي معنى المبتدأ فإنها لا تحتاج إلى رابط ، وضابطها : أن يحل محلها اسم الإشارة ، هذا ما ذهب إليه المؤلف ، وإعرابها على ما ذهب إليه المؤلف أن نقول : نطق : مبتدأ ، والله : مبتدأ ثاني ، وحسبي : خبر المبتدأ الثاني ، والجملة خبر المبتدأ الأول ، وقلنا : إن بعض المعربين يقول : لا حاجة إلى أن نعرب الثاني جملة مستقلة ، بل نقول : الثانية هي خبر المبتدأ برمتها ، مرفوعة بالمبتدأ وعلامة رفعها ضمة مقدرة على آخره ، منع من ظهورها الحكاية ، وهذا القول كما عرفتم أسهل ، طيب : خير ما قلت ، في الحديث الصحيح : خيرُ ما قلتُ أنا والنبيون مِن قبلي لا إله إلا الله ، خير ما قلتُ أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله ، فخير : مبتدأ ، وهو مضاف إلى ما الموصولة ، يعني خير الذي قلتُ ، ثم الإعراب ، إعراب الباقي واضح ، نعم ؟ لا إله إلا الله ، لا إله إلا الله : هي الخبر ، فهل نعربها بالتفصيل ، ونقول : لا : نافية للجنس ، وإله : اسمها ، وخبرها : محذوف ، والاسم الكريم بدل منه ، أو نقول : لا إله إلا الله خبر خير مرفوع ، إي نعم ، مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الحكاية ، على رأي ابن مالك ، وأكثر النحويين على الأول ولا على الثاني ؟
الطالب : الأول .

الشيخ : على الأول ، وعلى الرأي الثاني يقول : ما حاجة نقدر ، ولا حاجة نعرب الثاني جملة ، نقول : هو مقول القول وجملته تعرب على أنها حُكيت ولكنها هي الخبر ، وهذا لا شك أنه أسهل ، هذا أسهل .
والخلاصة الآن : إذا وقعت الجملة خبرا فلابد لها من رابط يربطها بإيش ؟
الطالب : بالمبتدا .

الشيخ : بالمبتدأ ، والروابط أربعة : الضمير ، واسم الإشارة ، وإعادة المبتدأ بلفظه ، والعموم .
وإذا كانت الجملة هي معنى المبتدأ ، فإنها لا تحتاج إلى رابط ، لأن المقصود بالرابط : وصل الخبر بالمبتدأ ، وإذا كان الخبر هو نفسه المبتدأ فلا حاجة إلى الربط ، ولكن هل نعرب الجملة هذه تفصيلا ، ونقول : هي مبتدأ وخبر ، والجملة مِن المبتدأ والخبر خبر المبتدأ الأول ، أو نقول : هي كلها برمتها خبر مرفوعة بضمة مقدرة على آخرها منع من ظهورها الحكاية ، على قولين للعلماء ، الأول هو المشهور ، والثاني ذهب إليه بعض المعربين وهو أسهل ، وكما قلنا لكم من أول : " أن اتباع الأسهل أسهل " ، طيب ثم انتقل المؤلف إلى الخبر المفرد ، هل يتحمل ضميراً يرجع على المبتدأ ؟! كما قلنا : في الجملة إذا وقعت خبرا لابد من أن تتضمن ضميرًا أو ما يقوم مقام الضمير ، فهل مثل ذلك إذا كان مفرداً ؟! .

Webiste