تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول ابن مالك رحمه الله : كضربي العبد مسي... - ابن عثيمينالشيخ : مثاله : " ضربي العبدَ مُسيئًا " :فضربي مبتدأ ، ومضاف إليه ، ضرب : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة...
العالم
طريقة البحث
شرح قول ابن مالك رحمه الله : كضربي العبد مسيئا وأتم *** تبييني الحق منوطا بالحــــــــكم.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : مثاله : " ضربي العبدَ مُسيئًا " :
فضربي مبتدأ ، ومضاف إليه ، ضرب : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، وهو مضاف والياء مضاف إليه مبني على السكون في محل جر ، والضرب هنا مضاف إلى الفاعل أو إلى المفعول ؟ مضاف إلى الفاعل ، " والعبد " : مفعول به ، " مُسيئا " : حال من العبد ، يعني أضربه حال إساءته ، طيب هل يصح أن يكون مسيئا خبر لضرب ؟ أسألكم ؟!
الطالب : لا يصح .

الشيخ : لماذا ؟
الطالب : عشان منصوب .

الشيخ : لا مو عشان منصوبة ، لأن الضرب لا يوصف بالإساءة ، الذي يوصف بالإساءة هو المضروب ، نعم ، لكن لو أقول : " ضربي العبدَ شديدًا " : هذا لا نعربه حالا ، هذا نجعله خبرا ، ونقول : ضربي العبد شديدٌ ، نجعله خبر ولا نجعله حالا ، فإذا لم يصح الوصف أن يكون خبرا صار حالا ، والخبر محذوف ، طيب ماذا نقدر في الخبر المحذوف ؟ قالوا نقدر : إذا كان مسيئا ، إن كان تهديدا ، أو : إذ كان مسيئا ، إن كان عقوبة .
يعني إن كان الضرب وقع من أجل إساءته فقدّر : إذ كان مسيئا . وإذا كان الضرب وعيدا له إن أساء ، فقدّر : إذا كان مسيئا ، وعلى هذا فنقدر : إذ كان أو إذا كان ، وقال بعض المعربين : لا نقدر إذ كان ولا إذا كان ، نقدر ضرب ، يعني : ضربي العبدَ ضَربه مسيئاً ، ضربي العبد ضربه حال كونه مسيئا ، لا ضربه حال كونه مُحسنا أو لا مُسيئا ولا مُحسنا ، وهذا التقدير أسهل من حيث الإعراب ، لأنه ليس فيه إلا حذف الخبر ، هذاك نبي نحذف الخبر مكون من : إذا الظرفية أو إذ ومن كان واسمها المستتر ، أما هذا فلا نحتاج إلى هذا التقدير ، والمعنى يستقيم به ، المعنى يستقيم به ، وهو صالح للاستقبال وللحال طيب .
" وأتم *** تبيين الحقِّ مَنوطًا بِالِحكم " .
الطالب : الفقرة هذه ما فهمتها .

الشيخ : هاه ؟
الطالب : أقول الفقرة هذه ما فهمتها .

الشيخ : أيهن ؟
الطالب : ضربي العبد شديد .

الشيخ : إي ، إذا قلت : ضربي العبد شديدٌ ، الجملة هذه ما فيها إشكال ، ضرب مبتدأ ، وشديد خبره ، لماذا ؟ لأن شديد يصلح أن يكون خبرا عن ضرب ، فكان خبرا عنه ، واضح الآن يا ؟!
الطالب : واضح الآن واضح .

الشيخ : طيب : ضربي العبدَ مسيءٌ ، ضربي العبد مسيء ، يصح ولا ما يصح ؟
الطالب : لا يصح .

الشيخ : لماذا ؟
الطالب : على التأويل يصح .

الشيخ : اصبر يا أخي !! لماذا لا يصح ؟ لأن الضرب لا يوصف بالإساءة ، ضربي العبدَ مسيئٌ ما يصلح ، إذن يجب أن نجعل مسيئاً حال من العبد ، ولا نرفعها ، يجب أن نجعلها حالا من العبد ونقول : خبر محذوف ، ونقول : ضربي العبد حال كونه مسيئًا والخبر محذوف ، واضح الآن ؟! ما يكفي هزة الرأس ، هل هو واضح ولا غير واضح ؟
الطالب : واضح .
طالب آخر : شيخ البيت الذي قبله ، هل هذا تمديد البيت الذي قبله ؟

الشيخ : إي ، بس أنا أبيكم تفهمون المثال عشان نطبق كلام المؤلف ، وقاعدته ، لأنه إذا لم تفهم المثال ما أنت بعارف القاعدة . هاه ؟
الطالب : يكون المسيء ما يكون الضرب نفسه ، مسيء يعني !

الشيخ : لا لا : مسيئا العبد ، ولا يوصف المسيء ما يكون إلا من ذي شعور ، والضرب ما له شعور ، طيب الآن اتضح ولا ما اتضح ؟! ضربي العبد شديد ، العبارة صحيحة ولا غير صحيحة ؟
الطالب : صحيحة .

الشيخ : ليش ؟ لأن الضرب يصح أن يخبر عنه بالشدة ، والخبر كما نعلم جميعا وصف للمبتدأ ، طيب : ضربي العبد مسيءٌ ؟
الطالب : لا يصح .

الشيخ : لا يصح لأن الضرب لا يوصف بالإساءة ، إذن من المسيء ؟ العبد كلمة مسيء ما يمكن نجعلها صفة للعبد ، لأن العبد معرفة ومسيئا نكرة ، إذن نجعلها حالا منه ، ونقول : " ضربي العبد إذ كان مسيئا " أو : " إذا كان مسيئا " ، وإذ كان أو إذا كان نقدر كائن أيضًا خبر المبتدأ ، ضربي العبد كائنٌ إذا كان مسيئا ، ضربي العبد كائنٌ إذ كان مسيئا ، يعني إذ أو إذا كلها ظرفية ، والضرب متعلق -في باب المبتدأ والخبر- متعلق بمحذوف وهو الخبر ، ذكرنا رأيا آخر ، قلنا : إن هناك رأيًا آخر للمعربين يقولون : ضربي العبد ، إيش ؟ ضربُه مسيئاً ، يعني ضربي العبد يقع موقعه إذا كان مسيئًا ، فكأنه يقول : ضربي العبد الضرب الموافق المطابق للواقع ، هو ضربه في حال إساءته ، نمشي ؟!
الطالب : سؤال يا شيخ !

الشيخ : نعم .
الطالب : إيش تقدير الضرب يا شيخ ؟

الشيخ : إيش ؟
الطالب : تقدير الضرب !!

الشيخ : لاستقامة الكلام .
الطالب : ...

الشيخ : لا ما يصلح ، ما يصلح ، لأن مسيئاً هذه حال من العبد ، فهي وصف له ، ما تصلح .
الطالب : لأنه طبق البيت الآن على كلامه يا شيخ .

الشيخ : طيب الثاني يقول : " وأتم *** تبينيَ الحقُّ مَنوطًا بِالحكم " .
أتم تبيينيَ الحق : هذا كالأول ، إلا أنه صيغَ اسمُ تفضيل قبل المصدر ، أصله تبييني الحق ، " تبيينيَ الحق منوطا بالحكم " ، " تبييني الحق منوطًا بالحكم " هذا هو الأصل ، لكن : " تبينيَ الحقُّ مَنوطًا بِالحكم " ، يعني قد لا يكون هو أحسن تبيين ، فلابد أن نأتي بشيء يدل على أنني أبنتُ الحق أتم تبيين ، ومعنى " منوطا " : أي معلقا ، " بالحكم " : يعني أحسن شيء في بيان الحق أن تبينه وتبين الحكمة منه ، والحكمة هي الدليل ، والشطر هذا جيد ، يعني أحسن ما يكون في بيان الحق أن يكون إيش ؟ منوطا بالحكم ، أحسن ما يكون في بيان الحق أن يكون منوطا بالحكم ، طيب .
" أتم *** تبيين الحق " : هل يصح أن نجعل منوطا خبرا عنه ؟
الطالب : لا .

الشيخ : لا ، لأن منوط من وصف الحق ، ما هو من وصف التبيين ، يعني إذن لا يصح أن نرفعها على أنها خبر أتم ، لفساد المعنى ، فماذا نعمل ؟ نقول نجعلها حالا من الحق والخبر يكون ؟
الطالب : محذوف .

الشيخ : إيش ؟ محذوف ، والتقدير : أتم تبيين الحق إذا كان منوطًا بالحكم ، إذا كان منوطا بالحكم ، فهذا أحسن شيء في بيان الحق ، وعلى الرأي الثاني يقول : تبيين الحق تبيينه ، " أتم تبيينيَ الحق تبيينه منوطا بالحكم " ، وهذا كما ترون أسهل ، وربما يكون أوضح أيضا ، أتم تبييني الحق تبيينه منوطا بالحكم .

Webiste