شرح قول ابن مالك رحمه الله: وأخر المفعـــول إن لبس حذر *** أو أضمر الفاعـــل غير منحـــصر.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : قال : " وأخِّر المفعـــول إن لَبسٌ حُذر " أخِّر المفعول عن إيش؟
الطالب : عن الفاعل.
الشيخ : عن الفعل والفاعل، " إن لَبسٌ " أي: اشتباه، " حُذر" أي: خِيف، إذا خِيف الإشتباه فإنه يجب الترتيب، والاشتباه يكون فيما إذا كان الفاعل والمفعول به مبنيَين، لأن المبني لا يتغير، أو كانا معربين إعرابًا مقدّرًا، فإذا قلت: ضرب موسى عيسى، فهنا الفاعل؟
الطالب : موسى.
الشيخ : موسى، فلو أردت أن تقول: ضرب عيسى موسى قلنا لا يجوز، لماذا؟
الطالب : يلتبس.
الشيخ : لأنه يلتبس مَن الفاعل ومَن المفعول، أما إذا لم يكن التباس مثل أن تقول: أكل الكمثرى موسى، جائز وإلاّ غير جائز؟
الطالب : جائز.
الشيخ : ليش؟
الطالب : ما فيه التباس.
الشيخ : ما فيه التباس لأن الكمثرى لا يمكن أن تأكل موسى، وإنما الذي يأكلها؟
الطالب : موسى.
الشيخ : موسى، فإذا أُمن اللبس فلا بأس، أما إذا خيف اللبس فإنه لا يجوز، إذا قال قائل لماذا لا يجوز؟ نقول: لأن المقصود بالألفاظ المعاني، فإذا كانت الألفاظ تُخل بإدراك المعنى، وجب أن تُرتّب على وجهٍ لا التباس فيه، وهذا ظاهر، طيب إذا قلت: أكرم هذا ذاك؟ هاه؟
الطالب : إذا كانا حاضرَين.
الشيخ : أي كلاهما حاضران، يجب الترتيب؟
الطالب : نعم.
الشيخ : إذن نُعرب هذا على أنه فاعل وذاك على أنها مفعول، طيب إذا قلت: تزوّج هذا هذه؟
الطالب : يجوز.
الشيخ : يجوز أو لا يجوز؟
الطالب : يجوز.
الشيخ : يجوز؟
الطالب : نعم.
الشيخ : لأنك إذا قلت تزوّج هذه هذا عُلم أن هذه مفعول مقدّم، لأنها لو كانت هي الفاعل لوجب تأنيث الفعل تقول: تزوّجت هذه هذا، فالمهم أنه إذا خِيف اللبس وجب الرجوع إلى الأصل، إذا خِيف اللبس وجب الرجوع إلى الأصل، فإن لم يخف اللبس جاز التقديم والتأخير، طيب لو قال أنا أريد أن أقدّم المفعول به على الفعل، فأقول: موسى ضرب عيسى،، فأقول: عيسى ضرب موسى نقول لا يجوز، لأنه يحتمل أن عيسى مبتدأ وليس مفعولًا به، فإن قلت: عيسى ضربه موسى؟
الطالب : صحيح.
الشيخ : صحيح، والمفعول به هنا ليس عيسى، المفعول به الضّمير في ضرب، الضّمير في ضرب وهذا من باب إيش؟ من باب الاشتغال، وباب الإشتغال في باب التركيب الأَولى أن نُعرب الأول مبتدأ، لأنه لا داعي لترجح النصب، قال :
" وأخِّر المفعول إن لَبسٌ حُذر *** أو أضمر الفاعل غير منحصر "
يعني: يجب أن يؤخّر المفعول في حالين إذا خيف اللبس كذا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : وهو ما ذكرناه قبل قليل، فيجب أن يرتّب وأن يؤخّر المفعول عن الفاعل هذه واحدة، الثاني: " أو أُضمر الفاعل غير منحصر " كذلك إذا كان الفاعل ضميرًا غير محصور فإنه يجب أن يؤخر المفعول، مثل أن تقول: أكرمتُ زيدًا، أكرمتُ زيدًا، التاء: فاعل، وزيدًا: مفعول به، هنا لا يجوز أن تقول: أكرم زيدًا تُ مثلًا، لأن الفاعل الآن ضمير لكن إن كان محصورًا، مثل أن تقول: ما أكرم زيدًا إلاّ أنا، فإنه لا بأس به، ولهذا قال : " أو أُضمر الفاعل " أي: كان ضميرًا " غير منحصر " فعلم من قوله " غير منحصر " أنه إذا كان ضميرًا غير منحصر فلا بأس أن يُقدّم المفعول ويتأخر الفاعل.
الطالب : عن الفاعل.
الشيخ : عن الفعل والفاعل، " إن لَبسٌ " أي: اشتباه، " حُذر" أي: خِيف، إذا خِيف الإشتباه فإنه يجب الترتيب، والاشتباه يكون فيما إذا كان الفاعل والمفعول به مبنيَين، لأن المبني لا يتغير، أو كانا معربين إعرابًا مقدّرًا، فإذا قلت: ضرب موسى عيسى، فهنا الفاعل؟
الطالب : موسى.
الشيخ : موسى، فلو أردت أن تقول: ضرب عيسى موسى قلنا لا يجوز، لماذا؟
الطالب : يلتبس.
الشيخ : لأنه يلتبس مَن الفاعل ومَن المفعول، أما إذا لم يكن التباس مثل أن تقول: أكل الكمثرى موسى، جائز وإلاّ غير جائز؟
الطالب : جائز.
الشيخ : ليش؟
الطالب : ما فيه التباس.
الشيخ : ما فيه التباس لأن الكمثرى لا يمكن أن تأكل موسى، وإنما الذي يأكلها؟
الطالب : موسى.
الشيخ : موسى، فإذا أُمن اللبس فلا بأس، أما إذا خيف اللبس فإنه لا يجوز، إذا قال قائل لماذا لا يجوز؟ نقول: لأن المقصود بالألفاظ المعاني، فإذا كانت الألفاظ تُخل بإدراك المعنى، وجب أن تُرتّب على وجهٍ لا التباس فيه، وهذا ظاهر، طيب إذا قلت: أكرم هذا ذاك؟ هاه؟
الطالب : إذا كانا حاضرَين.
الشيخ : أي كلاهما حاضران، يجب الترتيب؟
الطالب : نعم.
الشيخ : إذن نُعرب هذا على أنه فاعل وذاك على أنها مفعول، طيب إذا قلت: تزوّج هذا هذه؟
الطالب : يجوز.
الشيخ : يجوز أو لا يجوز؟
الطالب : يجوز.
الشيخ : يجوز؟
الطالب : نعم.
الشيخ : لأنك إذا قلت تزوّج هذه هذا عُلم أن هذه مفعول مقدّم، لأنها لو كانت هي الفاعل لوجب تأنيث الفعل تقول: تزوّجت هذه هذا، فالمهم أنه إذا خِيف اللبس وجب الرجوع إلى الأصل، إذا خِيف اللبس وجب الرجوع إلى الأصل، فإن لم يخف اللبس جاز التقديم والتأخير، طيب لو قال أنا أريد أن أقدّم المفعول به على الفعل، فأقول: موسى ضرب عيسى،، فأقول: عيسى ضرب موسى نقول لا يجوز، لأنه يحتمل أن عيسى مبتدأ وليس مفعولًا به، فإن قلت: عيسى ضربه موسى؟
الطالب : صحيح.
الشيخ : صحيح، والمفعول به هنا ليس عيسى، المفعول به الضّمير في ضرب، الضّمير في ضرب وهذا من باب إيش؟ من باب الاشتغال، وباب الإشتغال في باب التركيب الأَولى أن نُعرب الأول مبتدأ، لأنه لا داعي لترجح النصب، قال :
" وأخِّر المفعول إن لَبسٌ حُذر *** أو أضمر الفاعل غير منحصر "
يعني: يجب أن يؤخّر المفعول في حالين إذا خيف اللبس كذا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : وهو ما ذكرناه قبل قليل، فيجب أن يرتّب وأن يؤخّر المفعول عن الفاعل هذه واحدة، الثاني: " أو أُضمر الفاعل غير منحصر " كذلك إذا كان الفاعل ضميرًا غير محصور فإنه يجب أن يؤخر المفعول، مثل أن تقول: أكرمتُ زيدًا، أكرمتُ زيدًا، التاء: فاعل، وزيدًا: مفعول به، هنا لا يجوز أن تقول: أكرم زيدًا تُ مثلًا، لأن الفاعل الآن ضمير لكن إن كان محصورًا، مثل أن تقول: ما أكرم زيدًا إلاّ أنا، فإنه لا بأس به، ولهذا قال : " أو أُضمر الفاعل " أي: كان ضميرًا " غير منحصر " فعلم من قوله " غير منحصر " أنه إذا كان ضميرًا غير منحصر فلا بأس أن يُقدّم المفعول ويتأخر الفاعل.
الفتاوى المشابهة
- شرح قول ابن مالك رحمه الله: والأصل في الفاعل... - ابن عثيمين
- شرح قول ابن مالك رحمه الله : المفعول له . - ابن عثيمين
- شرح قول ابن مالك رحمه الله: ويرفع الفاعــل ف... - ابن عثيمين
- شرح قول ابن مالك رحمه الله: الفاعل - ابن عثيمين
- ابن مالك رحمه الله يقول " فالسابق انصبه بفعل... - ابن عثيمين
- شرح قول ابن مالك رحمه الله : فالسابق انصبه ب... - ابن عثيمين
- شرح قول ابن مالك رحمه الله : والأصل سبق فاعل... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول ابن مالك رحمه الله : فانصب به م... - ابن عثيمين
- شرح قول ابن مالك رحمه الله : ولا تجئ مع أول... - ابن عثيمين
- قراءة قول ابن مالك رحمه الله " ... والأصل في... - ابن عثيمين
- شرح قول ابن مالك رحمه الله: وأخر المفعـــول... - ابن عثيمين