تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول ابن مالك رحمه الله : وحذف فضلــة أجز... - ابن عثيمينالشيخ : ثم قال :" وحذفَ فضلــةٍ أجز إن لم يضـــر*** كحذف ما سيـــق جوابًا أو حُصر "ما معنى الفضلة؟ هو ما يمكن الإستغناء عنه، هذا الفضلة، يعني: الذي ليس ...
العالم
طريقة البحث
شرح قول ابن مالك رحمه الله : وحذف فضلــة أجز إن لم يضـــر*** كحذف ما سيـــق جوابا أو حصر.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ثم قال :
" وحذفَ فضلــةٍ أجز إن لم يضـــر*** كحذف ما سيـــق جوابًا أو حُصر "
ما معنى الفضلة؟ هو ما يمكن الإستغناء عنه، هذا الفضلة، يعني: الذي ليس من ركني الجملة، فليس فاعلًا ولا خبرًا وما أشبه ذلك، إنما هو فضلة، وهو على اسمه يمكن الاستغناء عنه، يقول المؤلف: يجوز أن تحذفه، اختصارًا أو اقتصارًا؟
الطالب : اقتصارًا.

الشيخ : كلامه عام اقتصارًا أو اختصارًا، والفرق بين الاقتصار والاختصار، أن الاقتصار هو ألاّ يكون في الجملة لا حقيقة ولا حكمًا، وألاّ يوجد موجب حذفه، وأما الاختصار فهو الذي لا بدّ من وجوده في الجملة لكن حُذِف للعلم به، فالذي يحذف اختصارًا هو ما إيش؟
الطالب : ...

الشيخ : هو الذي يُعلم حذفه، وإلاّ فالأصل بقاؤه، والاقتصار هو الذي لا يُهتم به، فحذف الفضلة جائز سواء كان اختصارًا أو اقتصارًا، مثاله قوله تعالى: فأما من أعطى واتّقى أعطى لها مفعولان وكلاهما حُذف، واتّقى لها مفعول حُذف أيضًا، تقدير المفعولين الأوّلين فأما من أعطى المال مستحقّه، والثاني؟
الطالب : اتقى الله.

الشيخ : واتّقى الله، فسنيسّره لليسرى طيّب يقول المؤلّف :
" وحذف فضلة أجز إن لم يضـــر*** كحذف ما سيـــق جوابًا أو حُصر "
نعربها نسيت الإعراب ذكّروني، حذف فضلة: حذف: مفعول مقدّم لقوله: أجز، وهو مضاف إلى فضلة، وأجز: فعل أمر مبني على السّكون والفاعل مستتر وجوبًا تقديره: أنت، إن: شرطية، ولم يضر: الجملة في محلّ جزم فعل الشّرط، ولا نقول: إنَّ يضر مجوزمة على أنها فعل الشّرط، لماذا؟ لوجود أداة الجزم المباشرة وهي لم، ويضر: مضارع ضار يضير، وهو بمعنى: ضَرّ " كحذف ما سيق جوابًا أو حُصر " كحذف: متعلّق بيضِر، فهو مثال للضار، وليس لما لا ضرر فيه، وقوله: كحذف ما: مضاف إليه، وسيق: فعل ماض مبني لما لم يسمّ فاعله، ونائب الفاعل مستتر، والجملة صلة الموصول ما، وجوابًا: إعرابها حال من؟
الطالب : الضمير المستتر.

الشيخ : من نائب الفاعل في سيق، أو حُصر: أو حرف عطف، وحصر: معطوف على سيق، معنى البيت: أنه يجوز أن تحذف ما كان فضلة -وهو ما يُستغنى عنه في الجملة- إلاّ في هذين الحالين إذا سيق جوابًا، وإذا كان محصورًا، فما سيق جوابًا لا يجوز حذفه، لأنك لو حذفته لم يستفد السائل شيئًا، مثل أن يقال: من أكرمتَ؟ فتقول: أكرمتُ، والأصل: أكرمتُ زيدًا، فهنا لا يجوز أن يحذف زيدًا، لماذا؟ لعدم الفائدة، والسائل يريد أن تفيده، طيب وإذا سألك: من صاحبك؟ فقلت: صاحبي إيش؟ ما استفدنا لا بدّ أن تبيّن مع أنك إذا قلت: صاحبي زيد، فإن زيدًا هنا ليس فضلة، لأن الجملة لا تستغني عنه لأنه خبر مبتدأ أو مبتدأ، طيب أو حصر، أيضًا إذا حُصر ما يمكن تحذفه، مثاله: تقول: ما ضربتُ إلاّ زيدًا، فهنا لا يجوز أن تقول: ما ضربت إلاّ، ولا يجوز أن تقول أيضًا: ما ضربت، لأنك لو قلت: ما ضربت نفيت الضّرب عن كلّ واحد مع أنّك قد ضربت زيدًا، ولو قلت: ما ضربت إلاّ حذفت المستثنى مع الضّرورة إلى ذكره، وهل هذا التّشبيه للحصر أو على سبيل التمثيل؟
الطالب : الثاني.

الشيخ : هذا على سبيل التّمثيل، فكل ما لا يمكن الاستغناء عنه فإنه لا يجوز أن يُحذف، واستثناء المؤلف رحمه الله لذلك على سبيل التوضيح، وإلاّ فإن قوله: " حذف فضلة " يُغني عن هذا القيد، لأن ما لا يستغنى عنه لا يسمّى فضلة، لكن من باب التوضيح استثنى.

Webiste