شرح قول المصنف :" ومن سنن الوضوء السواك وغسل الكفين ثلاثا ويجب من نوم ليل ناقض لوضوء ".
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : قال " ومن سنن الوضوء السواك " من سنن خبر مقدم والسواك مبتدأ مؤخر والسنن جمع سنة وتطلق السنة على الطريقة وهي أقوال الرسول عليه الصلاة والسلام وأفعاله وتقريراته والفرق في هذا بين الواجب والمستحب فالواجب يقال له سنة والمستحب يقال له سنة مثاله في الواجب قال أنس " من السنة إذا تزوج البكر على الثيب أقام عندها سبعا " هذه سنة واجبة ومثال السنة المستحبة حديث ابن مسعود من السنة وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة هذه سنة مستحبة وأما السنة عند الفقهاء والأصوليين فيريدون بها ما سوى الواجب يعني الذي أمر به لا على سبيل الإلزام وحكمها أنه يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها والمراد بالسنة في كلام الفقهاء كلما أتتك فالمراد بها سنة التطوع ولا الواجب التطوع لأن هذا مصطلحهم من سنن الوضوء السواك وتقدم أن يتأكد فيه ودليله هو قول النبي عليه الصلاة والسلام لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء " وغسل الكفين ثلاثا " لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ بدأ بغسل الكفين ثلاثا ولأنهما آلة الغسل فإن بهما ينقل الماء وبهما تدلك الأعضاء فكان أليق أن يتقدم تطهيرهما فهذا عنده دليل وتعليل فإن قلت لماذا لا تقول إنه واجب مع مداومة النبي صلى الله وسلم عليه قلنا لأن الله يقول يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم ولم يذكر الكفين قال " وغسل الكفين ثلاثا " ويجب من نوم ليل ناقض لوضوء يجب الضمير يعود على غسل الكفين ثلاثا يجب من نوم ليل ناقض لوضوء لكن لمن أراد أن يغمسهما في الإناء ودليله حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده الحديث المرة الثانية إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده فقوله لا يغمس حتى يغسل يدل على وجوب تقديم الغسل لأنه لابد أن يتوضأ وقول المؤلف " من نوم ليل " خرج به نوم النهار فلا يجب غسل الكفين منه وهنا لو قال قائل في الحديث إذا استيقظ أحدكم من نومه نوم مفرد مضاف فيشمل كل نوم وإذا في قوله وإذا استيقظ ظرف مطلق فيشمل آناء الليل وآناء النهار فلماذا تخصونه بالليل قالوا نخصه بالليل بالتعليل الذي علله النبي صلى الله وسلم به في قوله فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده والبيتوتة لا تكون إلا بالليل وهذا من باب تخصيص العام بماذا بالعلة تخصيص العموم بالعلة هذا منه فإذا قال لك قائل مثل لي بمثال فيه تخصيص العموم بالعلة فهذا المثال فهم يقولون لما علل الرسول عليه الصلاة والسلام بعلة لا تصلح إلا النوم الليل صار المراد بالعموم في قوله من نومه إيش نوم الليل فهو عام أريد به يا حسين أريد به الخاص طيب وقوله " من نوم ليل " ناقض لوضوء احترازا مما لو لم يكن ناقضا وما هو الناقض كل نوم على المذهب ناقض إلا يسير نوم من قائم وقاعد والصحيح أن المدار في نقض الوضوء على إيش على الإحساس فما دام الإنسان يحس بنفسه لو أحدث فإن نومه لا ينقض وضوءه وإذا كان لا يحس بنفسه لو أحدث فإن نومه ينتقض وهذا الذي ذكره الفقهاء هنا حيث قالوا ناقض لوضوء يؤيد أن القول الراجح هو أن النوم الناقض للوضوء ما فقد فيه الإنسان إحساسه وجه ذلك أن قوله فإن أحدكم لا يدري ... معناه أن إحساسه مفقود وعلى هذا فإذا كان الإنسان يدري بحيث لم يفقد إحساسه فإنه لا ينتقض وضوءه مع أن الفقهاء في باب نواقض الوضوء يخالفون ذلك إذا يجب غسل الكفين قبل إدخالهما الإناء ثلاث مرات إذا استيقظ من نوم ليل ناقض لوضوء .
الفتاوى المشابهة
- الكلام عن هل النوم من الجالس ناقض للوضوء . - الالباني
- حكم انتقاض الوضوء بالنوم - ابن باز
- شرح قول المصنف :" باب السواك وسنن الوضوء ". - ابن عثيمين
- إذا توضأ الإنسان من الصنبور عند إستيقاظه من... - ابن عثيمين
- النوم - اللجنة الدائمة
- غسل اليدين ثلاثا عند الوضوء - اللجنة الدائمة
- هل في الحديث أن النوم ليس ناقضا للوضوء.؟ - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف :" أوغمس فيه يد قائم من نوم ل... - ابن عثيمين
- ما صفة النوم الناقض للوضوء ؟ - الالباني
- حكم غسل اليدين قبل الوضوء - ابن باز
- شرح قول المصنف :" ومن سنن الوضوء السواك وغسل... - ابن عثيمين