تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح قول المصنف " ... يجب بما لا يصف بشر... - ابن عثيمينالشيخ : قوله " بثوب لا يصف بشرته " ذكرنا أنه يُشترط في هذا الثوب شروط.السائل : ... .الشيخ : ما ذكرناه؟ أه طيب، إذًا إن شاء الله نذكرها الأن."بثوب لا يصف...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح قول المصنف " ... يجب بما لا يصف بشرتها...".
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : قوله " بثوب لا يصف بشرته " ذكرنا أنه يُشترط في هذا الثوب شروط.

السائل : ... .

الشيخ : ما ذكرناه؟ أه طيب، إذًا إن شاء الله نذكرها الأن.
"بثوب لا يصف البشرة" يُشترط لهذا الثوب الساتر أولا أن لا يصف البشرة كما قال المؤلف ألا يصف البشرة فإن وصفها لم يُجزئ لأن الستر لا يحصل بدون ذلك لأن الستر لا يحصل بدون ذلك وعلى هذا فلو لبِس ثوبا من بلاستيك كالزجاج هو يمنع وصول الماء ويمنع حتى الهواء ما يصل فإنها لا تصح لأن ذلك لا إيش؟ لا يستر بل هو يصف البشرة.
طيب يُشترط أيضا أن يكون طاهرا فإن كان نجِسا فإنه لا يصح أن يصليَ به ولو صلى به لم تصح صلاته لا لعدم الستر ولكن لأنه لا يجوز حمل النجِس في الصلاة.
الدليل قالوا الدليل قوله تعالى وثيابك فطهر ثيابك ثياب مفعول مُقدّم لطهّر يعني طهّر ثيابك وهو ظاهر في أن المراد ثياب اللباس، وقال بعض أهل العلم ثيابك فطهّر يعني عملك طهِّرْه من الشرك لأن العمل لباس كما قال تعالى ولباس التقوى ذلك خير فيكون المعنى تنقية العمل من الشرك ولهذا قال بعدها والرجز فاهجر فنقول الأية تحتمل هذا وهذا ولا يمتنع أن تُحمل على المعنيين لأنهما لا يتنافيان وكل معنيين يحتملهما اللفظ القرأني أو اللفظ النبوي ولا يتنافيان فإنهما مُرادان باللفظ.
طيب فيه أيضا دليل أخر وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم أتِيَ إليه بصبي لم يأكل الطعام فأجلسه في حَجْره، النبي عليه الصلاة والسلام فبال الصبي في حجره فدعا بماء فأتبعه إياه وهذا يدل على أنه لا بد أن يكون الثوب طاهرا ولهذا بادر النبي عليه الصلاة والسلام بذلك.
دليل ثالث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ذات يوم بأصحابه فخلع نعليه فخلع الناس نعالهم فلما سلّم قال سألهم لماذا خلعوا نعالهم قالوا رأيناك خلعت نعليك فخلعنا نعالنا فقال إن جبريل أتاني فأخبرني أن فيهما أذى وهذا يدل على وجوب التنزّه مما فيه النجاسة.
دليل رابع إن أمكن أن نُحمِّله حديث ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبْرين يُعذّبان وقال إن أحدهما كان لا يستنزه من البول نعم؟ طيب هذا فيه شيء من النظر والمناقشة.
دليل خامس أن الله قال وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود قالوا فإذا أمر الله تعالى بتطهير المحل وهو منفصل عن المصلي فما بالك باللباس الذي هو متصل به، يكون الأمر بتطهيره من باب أولى.

السائل : ... .

الشيخ : أيتان، طيب إذًا نقول فيها أدلة من القرأن والسنّة ودليل من النظر وهو الأخير قياس على أنه لا بد أن يكون الثوب المصلى به إيش؟ طاهرا.
الشرط الثالث أن يكون مباحا يعني ليس بمُحرّم والمُحرّم نوعان، مُحرّم لذاته ومُحرّم لكسبه، والمُحرّم لذاته مُحرّم لعينه ومُحرّم لوصفه فهذه ثلاثة أقسام، محرم لعينه، محرّم لوصفه، محرّم لكسبه.
المحرم لعينه كالحرير للرجل فهذا حرام هذا ... فلو صلى الرجل بثوب حرير فصلاته بناء على هذا الشرط باطلة لأنه ستر عورته بثوب غيرِ مأذون فيه ومن عمل عملا ليس عليه أمر الله ورسوله فهو رد.
المحرم لوصفه كالثوب المُسبَل فيه اللي فيه إسبال، هذا رجل عليه ثوب مُباح من قطن ولكنه نزّله إلى أسفل نقول هذا محرّم ليش؟ لوصفه، فلا تصح الصلاة فيه لأنه غير مأذون فيه وهو عاص بلُبسه فيبطل حكمه شرعا ومن عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد.
المحرم لكسبه أن يكون مغصوبا أو مسروقا مثل رجل سرق ثوب إنسان وصلى فيه، نقول الصلاة هنا غير صحيحة لأنك سترت عورتك بثوب محرم عليك فلا تصح صلاتك.
فصار إذًا الشروط الثوب الذي يُتخذ سترة في الصلاة شروطه ثلاثة أولا ألا يصف البشرة لأن ما يصفها لا يحصل به الستر.
ثانيا أن يكون طاهرا.
والثالث أن يكون مباحا.
طيب أما الشرطان الأولان فواضحان وأدلتهما ظاهرة أما الثالث فمحل خلاف بين العلماء فإن من أهل العلم من يقول إن الستر يحصل بالثوب المُحرّم وهنا جهة النهي والأمر مختلفة يعني الأمر والنهي مختلفة لأن المحرّم في هذا الثوب ليس لُبسَه في الصلاة حتى نقول إنه يُعارض الأمر بلُبْسِه في الصلاة.
انتبهوا للقاعدة المُحرّم لبس هذا الثوب مطلقا وعلى هذا فيكون مورد النهي غير مورد الأمر، أليس كذلك؟ وإلا ما هو بواضح؟

السائل : واضح.

الشيخ : طيب يعني لو قيل لك لا تلبس الحرير في الصلاة ثم لبسته حينئذ لا تصح صلاتك لأن مورد الأمر والنهي واحد، الأمر اتخاذ اللباس أو الزينة والنهي النهي عن لبس الحرير في الصلاة، لو كان الأمر كذلك لقلنا إن الصلاة لا تصح لتعارض الأمر والنهي لكن النهي خارج عن الصلاة، لا تلبس الحرير مطلقا وهذا الرجل لبِسه فهو آثم بللُبْسه لا شك لكنه ليس على وجه يختص بالصلاة حتى نقول إنه يُنافيها وعلى هذا فإذا صلى بثوب محرّم فصلاته صحيحة لكنه آثم لأنه مُتلبّس بثوب محرّم.
طيب هل يُشترط أن لا يضُرّه؟ اللباس يُشترط أن لا يضره؟ نعم يشترط أن لا يضره، افرض أنه الثوب فيه مسامير.

السائل : ... .

الشيخ : المهم أو خِصّاف تعرف الخِصّاف ما أدري ... يعرفوه وإلا لا؟ تعرفوه؟ هل نُلزمه بأن يلبس هذا الذي يأكل جِلْده أو يُدميه؟ الجواب لا، لأن الله تعالى لم يوجب على عباده ما يشق عليهم ثم هو في أثناء صلاته هل يُمكن أن يطمئن في صلاته؟ أبدا ما يُمكن يطمئن كيف يطمئن وهذا شاق عليه، لهذا يُشترط أن لا يضرّه.
طيب لو فُرِض أن في جِلده حساسية لا يُمكن أن يقبل أي ثوب ولو أنه لبس ثوبا لكان ما يصلي إلا صلاة يكون فيه مشغولا جدا فالجواب أنه يُقال إن الحرير يُخفّف هذه الحساسية وأن الإنسان إذا كان في جسده حساسية ولبِس الحرير فإنه يبرُد عليه حتى الحساسية تبرد عليه مادام عليه هذا الثوب وحينئذ نقول اختر لنفسك ثوبا من حرير إذا تمكّنت وإذا لم تتمكّن فصلّ على حسب الحال.
طيب يقول المؤلف فيجب ما لا يصف بشرتها وذكرنا الشروط أربعة الأن.

السائل : ... .

الشيخ : نعم؟ ... .

السائل : ... .

الشيخ : الأخير أنه ما يلزم أما بالنسبة للمحرّم عليه فالراجح أنها تصح الصلاة، تصح مع الإثم باللُبْس.

Webiste