تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حكم إجابة وليمة العرس. - ابن عثيمينالشيخ : هذه هي الولائم أما الإجابة إليها إلى الوليمة إذا دعي الإنسان إليها فقد اختلف العلماء رحمهم الله هل تجب إجابة الداعي لكل وليمة أو لا والجواب إن ك...
العالم
طريقة البحث
حكم إجابة وليمة العرس.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : هذه هي الولائم أما الإجابة إليها إلى الوليمة إذا دعي الإنسان إليها فقد اختلف العلماء رحمهم الله هل تجب إجابة الداعي لكل وليمة أو لا والجواب إن كانت الوليمة محرمة فالإجابة إليها محرمة كالأمثلة التي ذكرناها أولا إلا إذا كان المجيب قادرا على تغيير المنكر فحينئذ يجب عليه الحضور لا إجابة للدعوة ولكن لتغيير المنكر مثل أن يدعى رجل له قيمته العلمية أو السلطة إلى وليمة فيها الحرام فيحضر وهو قادر على أن يغير هذا الحرام فالحضور عليه واجب لماذا ؟ لأنه قادر على تغيير المنكر وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "من رأى منكم منكرا فليغره بيده" وأما إذا لم يكن قادرا فالإجابة إلى الوليمة المحرمة حرام دليل هذا قوله تعالى { ولا تعاونوا على الإثم والعدوان } وقوله تعالى { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ } يعني إذا قعدتم معهم فأنتم مثلهم في العقوبة والمعصية طيب هذا المحرم الإجابة المحرمة الوليمة المباحة الإجابة إليها أقل أحوالها أن تكون سنة وذهب الظاهرية وهم على جانب كبير من الصواب إلى وجوب الإجابة فإذا دعاك إنسان إلى غداء أو عشاء غير وليمة العرس فالظاهرية يقولون الإجابة واجبة يجب أن تجيب لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حقوق المسلم على أخيه "وإذا دعاك فأجبه" ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال "فمن لم يجب فقد عصى الله ورسوله" وهذا القول قوي جدا أنك إذا دعيت تجيب ولكن إذا كان للإنسان عذر نعم نكمل هذا دليلهم أيضا الإجابة إلى الدعوة من خلق النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال صلوات الله وسلامه عليه "لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت" إلى هذا الحد ذراع أو كراع وهو أزهد ما يكون في الذبيحة لأجبت فلو لم يكن من بركة الإجابة أنه من خلق النبي صلى الله عليه وسلم وأن المجيب سيكون متأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم لو لم يكن من بركة الإجابة إلا هذا لكان كافيا ولاحظوا بارك الله فيك أن الإنسان إذا أشعر نفسه بأنه متبع للرسول صلى الله عليه وسلم في هذا أو غيره فسيكون في قلبه محبة للرسول صلى الله عليه وسلم وللتأسي به كما أنه إذا عوّد نفسه على الإخلاص لله فسيكون الإخلاص دأبه في كل شيء وهذه فائدة لا تغيب عنكم أن تنووا الإخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل زيادة أعمالكم الصالحة وبركتها والإنسان لا شك إنما يسعى في الدنيا لما يرضي الله ورسوله فليشعر نفسه عند كل عمل بالإخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعاك أحد وأجبته أشغل نفسك بأمرين أولا امتثال أمر الرسول صلى الله عليه وسلم لقول تعالى { فاتبعوه لعلكم تهتدون } ثانيا التأسي به لأنه يقول "لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت" واضح ترى هذه تساوي عشرات المئات من المسائل الفقهية مهمة جدا يجد الإنسان فيها صلاحا وفلاحا وسرورا بالطاعة إذا أشغل نفسه بالإخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقي علينا نحن نتكلم الآن عن الإجابة الإجابة على المحرم واجبة على المباح قلنا إن العلماء اختلفوا فيها فالظاهرية يرون الوجوب وقولهم ليس بعيدا من الصواب وذكرنا الأدلة على ذلك ويرى أكثر العلماء إلى أن الإجابة إلى الدعوة إلى غير وليمة العرس ليست واجية ولكنها سنة وعلى هذا فيكون العلماء اتفقوا على مشروعية إجابة الدعوة لكن اختلفوا هل يأثم بترك الإجابة أو لا فماهو الاحتياط إذا ؟ الإجابة ليسلم الإنسان من الإثم على قول بعض العلماء فإذا دعيت فأجب لكن العلماء استثنوا من ذلك ما إذا كانت الدعوة حياء وخجلا فهنا لا تجب إذا كانت الدعوة حياء وخجلا لا تجب كيف حياء وخجلا إنسان مررت به وهو واقف عند بابه يريد أن يفتح قال تفضل شاركني في الغداء شاركني في العشاء شاركني في القهوة تجيب أو لا تجيب ؟ أنت واقف عند الباب تريد أن تتغدى فمر بك زميلك قلت تفضل تغد معي يجيبك ولا لا يجيبك ؟ يدخل معك ولّا ينصرف ؟ إيش تقول ؟

السائل : ... .

الشيخ : إن كان مشغولا يروح إن كان غير مشغول يدخل طيب تفصيل جيد إذا علمت أنه إنما قال لي ذلك حياء وخجلا استحيا مرّ عليّ وأنا أفتح الباب في وقت الغداء فقلت له تفضل إذا علمت أنه قال هذا خجلا وحياء وهو في قرارة نفسه لا يريد أن أدخل فهل أدخل ؟ لا ما أدخل وكم من إنسان حصل له إحراج عظيم في مثل هذه الواقعة قال لإنسان تفضل وذاك على شفا جرف فقال أكثر الله خيرك ودخل نعم هذا قد يجد إحراجا لعله يريد أن ينام ويؤخر الغداء أو لعل غداؤه قليلا لا يكفيه ومن معه وإن كان هذا ربما ينزل الله فيه البركة ويكفي لكن على كل حال العادات والمروءة فعلى كل حال إذا علمت أنه قال لي ذلك حياء وخجلا فلا أجيب وأدعو له وأقول أكثر الله خيرك وجزاك الله خيرا أنا مشغول صحيح أنه مشغول نعم كل إنسان مشغول يعني هذه الكلمة لا يمكن أن تكذب فيها أبدا ليش ؟ كل إنسان مشغول لقول النبي صلى الله عليه وسلم "أصدق الأسماء حارث وهمام" لأن كل إنسان حارث أو همام أنا مشغول مشغول بإيش ؟ مشغول بنفسي أروح أتغدي في بيتي أتغدى عند صديق آخر وما أشبه ذلك المهم أنك إذا علمت أنه إنما دعاك حياء وخجلا فلا تجبه أما إذا علمت أنه دعاء محبة وصداقة ويود أن تشاركه في طعامه فهنا الإجابة حسب الخلاف أقل أحوالها أنها سنة مستحبة أجب ، طيب فصار عندنا إجابة حرام ومباحة لا ما فيه دعوة مباحة فيها إما حرام أو واجبة أو سنة قد تكون مكروهة إذا كان في المكان شيء مكروه لكنه لا يستطيع أن يغيره فهنا الإجابة مكروهة لئلا يصادف هؤلاء في كراهته. انتهى الوقت طيب .

Webiste