تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمينالشيخ : ونسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد فقد سبق الكلام على مسائل متعددة مما يدخل تحت قول النبي صلى الله عليه وسلم "وتقيم الصلاة" وم...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وتقيم الصلاة ... " . وفيه ذكر أركان الصلاة من التكبيرة الإحرام والقيام والقراءة الفاتحة .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ونسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد
فقد سبق الكلام على مسائل متعددة مما يدخل تحت قول النبي صلى الله عليه وسلم "وتقيم الصلاة" ومما يدخل في ذلك أن يأتي الإنسان بأركان الصلاة والأركان هي الأعمال القولية أو الفعلية التي لا تصح الصلاة إلا بها ولا تقوم إلا بها فمن ذلك تكبيرة الإحرام أن يقول الإنسان عند الدخول في الصلاة " الله أكبر " لا يمكن أن تنعقد الصلاة إلا بذلك فلو نسي الإنسان تكبيرة الإحرام جاء ووقف في الصف ثم نسي وشرع في القراءة وصلى فصلاته غير صحيحة غير منعقدة إطلاقا لأن تكبيرة الإحرام لا تنعقد الصلاة إلا بها قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل علمه كيف يصلي قال "إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر" فلابد من التكبير وكان صلى الله عليه وسلم مداوما على ذلك
ومن ذلك أيضا قراءة الفاتحة فإن قراءة الفاتحة ركن لا تصح الصلاة إلا به لقول النبي صلى الله عليه وسلم بل لقوله تعالى { فاقرأوا ما تيسر من القرآن } وهذا أمر وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم هذا المبهم في قوله { ما تيسر } وأن هذا هو الفاتحة فقال صلى الله عليه وسلم "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" وقال "كل صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب" أو "بأم القرآن فهي خداج" خداج يعني فاسدة غير صحيحة فقراءة الفاتحة ركن على كل مصلي الإمام والمأموم والمنفرد لأن النصوص الواردة في ذلك عامة لم تستثنِ شيئا وإذا لم يستثن الله ورسوله شيئا فإن الواجب الحكم بالعموم لأن لو كان هناك مستثنى لبيّنه الله ورسوله كما قال تعالى { ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء } ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح صريح في سقوط الفاتحة عن المأموم لا في السرية ولا في الجهرية لكن الفرق بين السرية والجهرية أن الجهرية لا تقرأ فيها إلا الفاتحة وتسكت تستمع لقراءة إمامك والسرية تقرأ الفاتحة وغيرها حتى يركع الإمام لكن دلت السنة على أنه يستثنى من ذلك ما إذا جاء الإنسان والإمام راكع فإنه إذا جاء والإمام راكع تسقط عنه قراءة الفاتحة ودليل ذلك ما أخرجه البخاري عن أبي بكرة رضي الله عنه "أنه دخل والنبي صلى الله عليه وسلم راكع في المسجد فأسرع وركع قبل أن يدخل في الصف ثم دخل في الصف فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم قال أيكم الذي صنع هذا قال أبو بكرة أنا يا رسول الله قال زادك الله حرصا ولا تعد" "زادك الله حرصا ولا تعد" لأن النبي صلى الله عليه وسلم علم أن الذي دفع أبا بكرة للسرعة والركوع قبل أن يصل إلى الصف هو الحرص على إدراك الركعة فقال له "زادك الله حرصا ولا تعد" يعني لا تعد لمثل هذا العمل فتركع قبل الدخول في الصف وتسرع "إذا أتيتم إلى الصلاة فامشوا وعليكم السكينة والوقار ولا تسرعوا" ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بقضاء الركعة التي أسرع لإدراكها ولو كان لم يدركها لأمره النبي صلى الله عليه وسلم بقضائها لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يؤخر البيان عن وقت الحاجة فإنه مبلغ والمبلغ سيبلغ متى احتيج إلى التبليغ فإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام لم يقل له إنك لم تدرك الركعة علم أنه قد أدركها وفي هذه الحال تسقط عنه الفاتحة
وهناك تعليل أيضا مع الدليل وهو أن الفاتحة إنما تجب حال القيام والقيام في هذه الحال قد سقط من أجل متابعة الإمام فإذا سقط القيام سقط الذكر الواجب فيه فصار الدليل والتعليل يدل على أن من جاء والإمام راكع فإنه يكبر تكبيرة الإحرام وهو قائم ولا يقرأ يركع على طول لكن إن كبر للركوع مرة ثانية فهو أفضل وإن لم يكبّر فلا حرج تكفيه التكبيرة الأولى هذه قراءة الفاتحة
ويجب أن يقرأ الإنسان الفاتحة وهو قائم وأما ما يفعله بعض الناس إذا قام الإمام للركعة الثانية مثلا تجده يجلس هو هذا المأموم يجلس يقرأ نصف الفاتحة وهو جالس ثم يقوم وهو قادر على القيام نقول لهذا الرجل إن قراءتك للفاتحة غير صحيحة لماذا لأن الفاتحة يجب أن تكون في حال القيام وأنت قادر على القيام وقد قرأتها أو قرأت بعضها وأنت قاعد فلا تصح هذه القراءة
أما ما زاد عن الفاتحة فهو سنة في الركعة الأولى والثانية وأما في الركعة الثالثة في المغرب أو الثالثة والرابعة في الظهر والعصر والعشاء فليس بسنة فالسنة الاقتصار فيما بعد الركعتين على الفاتحة وإن قرأ أحيانا بالعصر والظهر شيئا زائدا عن الفاتحة فلا بأس به لكن الأصل الاقتصار على الفاتحة في الركعتين اللتين بعد التشهد الأول إن كانت رباعية أوالركعة الثالثة إن كانت ثلاثية
ومن ذلك من أركان الصلاة الركوع الركوع وهو الانحناء تعظيما لله عز وجل لأنك تستحضر أنك واقف بين يدي الله فتنحني تعظيما له عز وجل ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام "أما الركوع فعظموا فيه الرب" يعني قولوا " سبحان ربي العظيم " لأن الركوع تعظيم بالفعل " وسبحان ربي العظيم " تعظيم بالقول فيجتمع التعظيمان بالإضافة إلى التعظيم الأصلي وهو تعظيم القلب لله لأنك لا تنحني هكذا إلا لله تعظيما له فيجتمع في الركوع ثلاث تعظيمات وهي تعظيم القلب تعظيم الجوارح تعظيم اللسان فالقلب تشعر أو تستشعر بأنك ركعت تعظيما لله القول تقول " سبحان ربي العظيم " الجوارح تحني ظهرك والله الموفق
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد
فقد سبق لنا ما تيسر من الكلام على إقام الصلاة وذكرنا ما شاء الله أن نذكره وانتهينا إلى حد الركوع وأنه من أركان الصلاة والواجب فيه الانحناء بحيث يتمكن الإنسان من مسّ ركبتيه بيديه فالانحناء اليسير لا ينفع لابد من أن تهصر ظهرك حتى تتمكن من مس ركبتيك بيديك وقال بعض العلماء إن الواجب أن يكون إلى الركوع التام أقرب منه إلى القيام التام والمؤدى متقارب المهم أنه لابد من هصر الظهر
ومما ينبغي في الركوع أن يكون الإنسان مستوي الظهر لا محدودبا وأن يكون رأسه محاذيا لظهره وأن يضع يديه على ركبتيه مفرجتي الأصابع وأن يجافي عضديه عن جنبيه ويقول " سبحان ربي العظيم " يكررها ويقول " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي " ويقول " سبوح " -يرحمك الله- " سبوح قدوس رب الملائكة والروح "
ومن أركان الصلاة السجود قال الله عز وجل { يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم } اركعوا واسجدوا وقال النبي صلى الله عليه وسلم "أمرنا أن نسجد على سبعة أعظم على الجبهة وأشار بيده إلى أنفه والكفين والركبتين وأطراف القدمين" فالسجود لابد منه لأنه ركن لا تتم الصلاة إلا به
ويقول في سجوده " سبحان ربي الأعلى " وتأمل الحكمة أن في الركوع تقول " سبحان ربي العظيم " لأن الهيئة هيئة تعظيم في السجود تقول " سبحان ربي الأعلى " لأن الهيئة هيئة نزول فالإنسان نزّل أعلى ما في جسده وهو الوجه إلى أسفل ما في جسده وهو القدمين فترى في السجود أن الجبهة والقدمين في مكان واحد في مكان واحد

Webiste