تم نسخ النصتم نسخ العنوان
الآيات المستنبطة من حديث الأبرص والأقرع والأ... - ابن عثيمينالشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .سبق لنا حديث أبي هريرة رضي الله عنه فيما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن النفر الثلاثة من بني إسرائيل الأبرص والأقرع...
العالم
طريقة البحث
الآيات المستنبطة من حديث الأبرص والأقرع والأعمى .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
سبق لنا حديث أبي هريرة رضي الله عنه فيما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن النفر الثلاثة من بني إسرائيل الأبرص والأقرع والأعمى وفي قصتهم آيات من آيات الله عز وجل
منها إثبات الملائكة والملائكة هم عالم غيبي خلقهم الله عز وجل من نور وجعل لهم قوة في تنفيذ أمر الله وجعل لهم إرادة في طاعة الله فهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون
ومنها أن الملائكة قد يكونون على صورة بني آدم فإن الملَك أتى لهؤلاء الثلاثة بصورة إنسان
ومنها أيضا أنهم أعني الملائكة يتكيفون بصورة الشخص المعين كما جاء إلى الأبرص والأقرع والأعمى في المرة الثانية بصورته وهيئته
ومنها أيضا أنه يجوز الاختبار للإنسان بأن يأتي الشخص على هيئة معينة ليختبره فإن هذا الملَك جاء على صورة الإنسان المحتاج المصاب بالعاهة ليرق له هؤلاء الثلاثة مع أن الملك فيما يبدو والعلم عند الله لا يصاب في الأصل بالعاهات ولكن الله سبحانه وتعالى جعلهم يأتون على هذه الصورة من أجل الاختبار
ومنها من الفوائد فيه أن الملَك مسح الأبرص والأقرع والأعمى مسحة واحدة فأزال الله عيبهم بهذه المسحة لأن الله سبحانه وتعالى إذا أراد شيئا قال له كن فيكون ولو شاء الله سبحانه وتعالى لأذهب عنهم العاهة بدون هذا الملك ولكن الله سبحانه وتعالى جعل هذا سببا للابتلاء والامتحان
ومنها أن الله تعالى قد يبارك للإنسان بالمال حتى ينتج منه الشيء الكثير فإن هؤلاء النفر الثلاثة صار لواحدٍ وادٍ من الإبل وللثاني وادٍ من البقر وللثالث وادٍ من الغنم وهذا من بركة الله وقد دعا الملك دعا لكل واحد منهم بالبركة يعطيه أعطى الأول بعيرا وقال بارك الله لك فيها والثاني أعطاه بقرة وقال بارك الله لك فيها والثالث أعطاه شاة وقال بارك الله لك فيها
ومنها تفاوت بني آدم في شكر نعمة الله ونفع عباد الله فإن الأبرص والأقرع وقد أعطاهم الله المال الأهم والأكبر جحدا نعمة الله قالا إنما ورثنا هذا المال كابرا عن كابر وهم كذبة في ذلك فإنهم كانوا فقراء وأعطاهم الله المال لكنهم والعياذ بالله جحدوا نعمة الله وقالوا هذا من آبائنا وأجدادنا أما الأعمى فإنه شكر نعمة الله واعترف لله بالفضل ولذلك وفق وهداه الله وقال للملك خذ ما شئت ودع ما شئت
ومنها أيضا إثبات الرضا والسخط لله سبحانه وتعالى أي أنه يرضى على من شاء ويسخط على من شاء وهو من الصفات التي يجب على الإنسان أن يثبتها لربه سبحانه وتعالى لأن الله وصف بها نفسه ففي القرآن الكريم رضي الله عنهم ورضوا عنه وفي القرآن الكريم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون وفي القرآن العظيم الغضب وغضب الله عليه ولعنه وهذه الصفات وأمثالها يؤمن بها أهل السنة والجماعة بأنها ثابتة لله على وجه الحقيقة ولكنها لا تشبه صفات المخلوقين كما أن الله نفسه عز وجل لا يشبه المخلوقين فكذلك صفاته لا تشبه صفات المخلوقين
ومن فوائد هذا الحديث أن في بني إسرائيل من العجب والآيات ما جعل النبي صلى الله عليه وسلم ينقل لنا من أخبارهم حتى نتعظ ومثل هذا الحديث قصة النفر الثلاثة الذين لجأوا إلى غار فانطبقت عليهم صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار وعجزوا عن زحزحتها وتوسل كل واحد منهم إلى الله تعالى بصالح عمله
فالنبي عليه الصلاة والسلام يقص علينا من أنباء بني إسرائيل ما يكون فيه الموعظة والعبرة فعلينا أن نأخذ من هذا الحديث حديث أبي هريرة في الثلاثة الأبرص والأقرع والأعمى عبرة بأن الإنسان إذا شكر نعمة الله واعترف لله بالفضل وأدى ما يجب عليه في ماله فإن ذلك من أسباب البقاء والبركة في ماله والله الموفق

Webiste