شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... فأتى الأعمى فقال أي شيء أحب إليك قال أن يرد الله إلي بصري فأبصر الناس فمسحه فرد الله إليه بصره قال فأي المال أحب إليك ؟ قال الغنم فأعطي شاة والدا فأنتج هذان وولد هذا فكان لهذا واد من الإبل ولهذا واد من البقر ولهذا واد من الغنم ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا أتبلغ به في سفري فقال الحقوق كثيرة فقال كأني أعرفك ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا فأعطاك الله فقال إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت وأتى الأقرع في صورته وهيئته فقال له مثل ما قال لهذا ورد عليه مثل ما رد هذا فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت وأتى الأعمى في صورته وهيئته فقال رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري ؟ فقال قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري فخذ ما شئت ودع ما شئت فوالله ما أجهدك اليوم بشيء أخذته لله عز وجل فقال أمسك مالك فإنما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك . متفق عليه .... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
في بقية حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة الثلاثة الذين من بني إسرائيل وأراد الله أن يبتليهم وهم أبرص وأقرع وأعمى وسبق لنا ذكر الأبرص والأقرع وأن الأول أعطي ناقة عشراء والثاني أعطي بقرة حاملا الأعمى جاءه الملَك فقال له أي شيء أحب إليك قال أن يرد الله إليّ بصري فأبصر به الناس هذا أحب شيء أن يزيل الله عنه هذا العيب وهو العمى فيبصر الناس وتأمل قول الأعمى أن يرد الله إليّ بصري فأبصر به الناس فإنه لم يسأل إلا بصرا يبصر به الناس فقط أما الأبرص والأقرع فإن كل واحد منهما تمنى شيئا أكبر من الحاجة جلدا حسنا ولونا حسنا وشعرا حسنا ليس مجرد شعر أو مجرد جلد أو لون بل تمنيا شيئا أكبر أما هذا فإن عنده زهدا لم يسأل إلا بصرا يبصر به الناس فقط ثم سأله أي المال أحب إليه قال الغنم وهذا أيضا من زهده لم يتمن الإبل ولا البقر بل الغنم ونسبة الغنم إلى الإبل والبقر قليلة فأعطاه شاة والدا وقال بارك الله لك فيها فبارك الله سبحانه وتعالى للأول في إبله وللثاني في بقره وللثالث في غنمه وصار لكل واحد منهما وادٍ مما أعطي للأول وادٍ من الإبل وللثاني وادٍ من البقر وللثالث وادٍ من الغنم يعني شعيب كامل
ثم إن هذا الملَك أتى الأبرص في صورته وهيئته صورته البدنية وهيئته الرثة ولباسه لباس الفقير وقال له إني رجل فقير وابن سبيل قد انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك توسل إليه بذكر حاله أنه فقير وأنه ابن سبيل مسافر وأن الحبال الأسباب التي توصله إلى أهله قد انقطعت به وأنه لا بلاغ له إلا بالله ثم به أسألك بالذي أعطاك الجلد الحسن والمال بعيرا أتمتع به في سفري ولكنه قال الحقوق كثيرة بخل بذلك مع أن له واديا من الإبل لكنه قال الحقوق كثيرة وهو فيما يظهر والله أعلم أنه لا يؤدي شيئا منها لأن هذا أحق من يكون مسافر فقير انقطعت به الحبال هو من أحق ما يكون ومع ذلك تعذر فذكره بما كان عليه من قبل
فقال له ألم أكن قد كنت أعرفك أو ألم أكن أعرفك قد كنت أبرص يقذرك الناس فقيرا فأعطاك الله المال وأعطاك اللون الحسن والجلد الحسن ولكنه قال والعياذ بالله إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر أنكر نعمة الله فقال له الملك إن كنت كاذبا فصيّرك الله إلى ما كنت يعني إن كنت كاذبا فيما تقول فصيرك الله إلى ما كنت من الفقر والبرص والذي يظهر أن الله استجاب دعاء الملك وإن كان دعاء مشروطا لكنه كان كاذبا بلا شك فإذا تحقق الشرط تحقق المشروط
وأتى الأقرع فقال له مثل ما قال للأبرص ورد عليه مثل ما رد عليه الأبرص فقال إن كنت كاذبا فصيّرك الله إلى ما كنت وأتى الأعمى وذكره بنعمة الله عليه فقال له قد كنت أعمى فرد الله عليّ بصري وكنت فقيرا فأعطاني الله المال فأقر بنعمة الله عليه فخذ ما شئت ودع ما شئت من الغنم اللي تبي خذ واللي تريده اتركه فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله يعني لا أمنعك ولا أشق عليك بالمنع بشيء أخذته لله عز وجل شف الشكر والاعتراف بالنعمة فقال له الملك إنما ابتليتم أمسك عليك مالك فإنما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك
وهذا يدل على أن القصة كانت مشهورة بين الناس ولهذا قال سخط على صاحبيك فأمسك ماله وبقي قد أنعم الله عليه بالبصر وأما الآخران فإن الظاهر أن الله ردهما إلى ما كانا عليه من الفقر والعاهة والعياذ بالله وفي هذا دليل على أن شكر نعمة الله على العبد من أسباب بقاء النعم وزيادتها كما قال تعالى وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد والله أعلم
القارئ : نقل المؤلف رحمه الله تعالى " عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني رواه الترمذي وغيره وقال حديث حسن ومعنى دان نفسه أي حاسبها "
في بقية حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة الثلاثة الذين من بني إسرائيل وأراد الله أن يبتليهم وهم أبرص وأقرع وأعمى وسبق لنا ذكر الأبرص والأقرع وأن الأول أعطي ناقة عشراء والثاني أعطي بقرة حاملا الأعمى جاءه الملَك فقال له أي شيء أحب إليك قال أن يرد الله إليّ بصري فأبصر به الناس هذا أحب شيء أن يزيل الله عنه هذا العيب وهو العمى فيبصر الناس وتأمل قول الأعمى أن يرد الله إليّ بصري فأبصر به الناس فإنه لم يسأل إلا بصرا يبصر به الناس فقط أما الأبرص والأقرع فإن كل واحد منهما تمنى شيئا أكبر من الحاجة جلدا حسنا ولونا حسنا وشعرا حسنا ليس مجرد شعر أو مجرد جلد أو لون بل تمنيا شيئا أكبر أما هذا فإن عنده زهدا لم يسأل إلا بصرا يبصر به الناس فقط ثم سأله أي المال أحب إليه قال الغنم وهذا أيضا من زهده لم يتمن الإبل ولا البقر بل الغنم ونسبة الغنم إلى الإبل والبقر قليلة فأعطاه شاة والدا وقال بارك الله لك فيها فبارك الله سبحانه وتعالى للأول في إبله وللثاني في بقره وللثالث في غنمه وصار لكل واحد منهما وادٍ مما أعطي للأول وادٍ من الإبل وللثاني وادٍ من البقر وللثالث وادٍ من الغنم يعني شعيب كامل
ثم إن هذا الملَك أتى الأبرص في صورته وهيئته صورته البدنية وهيئته الرثة ولباسه لباس الفقير وقال له إني رجل فقير وابن سبيل قد انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك توسل إليه بذكر حاله أنه فقير وأنه ابن سبيل مسافر وأن الحبال الأسباب التي توصله إلى أهله قد انقطعت به وأنه لا بلاغ له إلا بالله ثم به أسألك بالذي أعطاك الجلد الحسن والمال بعيرا أتمتع به في سفري ولكنه قال الحقوق كثيرة بخل بذلك مع أن له واديا من الإبل لكنه قال الحقوق كثيرة وهو فيما يظهر والله أعلم أنه لا يؤدي شيئا منها لأن هذا أحق من يكون مسافر فقير انقطعت به الحبال هو من أحق ما يكون ومع ذلك تعذر فذكره بما كان عليه من قبل
فقال له ألم أكن قد كنت أعرفك أو ألم أكن أعرفك قد كنت أبرص يقذرك الناس فقيرا فأعطاك الله المال وأعطاك اللون الحسن والجلد الحسن ولكنه قال والعياذ بالله إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر أنكر نعمة الله فقال له الملك إن كنت كاذبا فصيّرك الله إلى ما كنت يعني إن كنت كاذبا فيما تقول فصيرك الله إلى ما كنت من الفقر والبرص والذي يظهر أن الله استجاب دعاء الملك وإن كان دعاء مشروطا لكنه كان كاذبا بلا شك فإذا تحقق الشرط تحقق المشروط
وأتى الأقرع فقال له مثل ما قال للأبرص ورد عليه مثل ما رد عليه الأبرص فقال إن كنت كاذبا فصيّرك الله إلى ما كنت وأتى الأعمى وذكره بنعمة الله عليه فقال له قد كنت أعمى فرد الله عليّ بصري وكنت فقيرا فأعطاني الله المال فأقر بنعمة الله عليه فخذ ما شئت ودع ما شئت من الغنم اللي تبي خذ واللي تريده اتركه فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله يعني لا أمنعك ولا أشق عليك بالمنع بشيء أخذته لله عز وجل شف الشكر والاعتراف بالنعمة فقال له الملك إنما ابتليتم أمسك عليك مالك فإنما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك
وهذا يدل على أن القصة كانت مشهورة بين الناس ولهذا قال سخط على صاحبيك فأمسك ماله وبقي قد أنعم الله عليه بالبصر وأما الآخران فإن الظاهر أن الله ردهما إلى ما كانا عليه من الفقر والعاهة والعياذ بالله وفي هذا دليل على أن شكر نعمة الله على العبد من أسباب بقاء النعم وزيادتها كما قال تعالى وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد والله أعلم
القارئ : نقل المؤلف رحمه الله تعالى " عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني رواه الترمذي وغيره وقال حديث حسن ومعنى دان نفسه أي حاسبها "
الفتاوى المشابهة
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- الآيات المستنبطة من حديث الأبرص والأقرع والأ... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف :باب : قول الله تعالى : (( ول... - ابن عثيمين
- ماهي قصة الأعمى و الأبرص و الأقرع و هل لها ع... - ابن عثيمين
- شرح قو ل المصنف قال : الإبل أو البقر - شك إس... - ابن عثيمين
- قصة الثلاثة أعمى وأبرص وأقرع في شكر النعمة أ... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح قو ل المصنف قال : ثم إنه أتى الأبرص في ص... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين
- قال ثم إنه أتى الأقرع في صورته ، فقال له مثل... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين