شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قيل: يا رسول الله من أكرم الناس ؟ قال: ( أتقاهم ) فقالوا: ليس عن هذا نسألك قال ( فيوسف نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله ) قالوا: ليس عن هذا نسألك قال ( فعن معادن العرب تسألوني ؟ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ) . متفق عليه . وفقهوا : بضم القاف على المشهور وحكى كسرها أي: علموا أحكام الشرع ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : تقدم لنا الكلام على الآيات التي ساقها المؤلف رحمه الله في تقوى الله عز وجل ثم ذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل من أكرم الناس فقال أتقاهم يعني أن أكرم الناس أتقاهم لله وهذا الجواب مطابق تماما لقوله تعالى إن أكرمكم عند الله أتقاكم فالله سبحانه وتعالى لا ينظر إلى الناس من حيث النسب ولا من حيث الحسب ولا من حيث المال ولا من حيث الجمال وإنما ينظر سبحانه وتعالى إلى الأعمال فأكرم الناس عنده أتقاهم له ولهذا يمدّ أهل التقوى بما يمدهم به من الكرامات الظاهرة أو الباطنة لأنهم هم أكرم خلقه عنده ففي هذا حثٌ على تقوى الله عز وجل وأنه كلما كان الإنسان أتقى لله فهو أكرم عنده ولكن الصحابة لا يريدون هذا بهذا السؤال لا يريدون الأكرم عند الله قالوا لسنا عن هذا نسألك ثم ذكر لهم أن أكرم الخلق يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم فإنه عليه الصلاة والسلام كان نبيا من سلالة الأنبياء فكان من أكرم الخلق فقالوا لسنا عن هذا نسألك قال فعن معادن العرب تسألونني معادن يعني أصولهم يعني أصولهم وأنسابهم خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا يعني أن أكرم الناس من حيث النسب والمعادن والأصول هم الخيار في الجاهلية لكن بشرط إذا فقهوا فمثلا من المعروف أن بني هاشم هم خيار قريش فيكونون هم خيارهم في الإسلام لكن بشرط أن يفقهوا في دين الله وأن يتعلموا من دين الله فإن لم يكونوا فقهاء فإنهم وإن كانوا من خيار العرب معدنا فإنهم ليسوا أكرم الخلق عند الله وليسوا خيار الخلق ففي هذا دليل على أن الإنسان يشرف بنسبه لكن بشرط أن يكون لديه فقه في دينه وهذا لا شك فيه أن النسب له أثر ولهذا كان بنو هاشم أطيب الناس نسبا وأشرفهم نسبا ومن ثمَّ كان منهم نبي الله صلى الله عليه وسلم الذي هو أشرف الخلق و الله أعلم حيث يجعل رسالته فلولا أن هذا البطن من بني آدم أشرف البطون ما كان فيه النبي صلى الله عليه وسلم لا يبعث النبي صلى الله عليه وسلم إلا في أشرف البطون وأعلى الأنساب والشاهد من هذا الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم إن أكرم الخلق أتقاهم لله فإذا كنت تريد أن تكون كريما عند الله وذا منزلة عنده فعليك بالتقوى فكلما كان الإنسان لله أتقى كان عنده أكرم أسأل الله أن يجعلني وإياكم من المتقين اللهم صلّ وسلم عليه
الفتاوى المشابهة
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- هل "الناس معادن" في أنسابهم أم أعمالهم؟ - ابن باز
- كيف الجمع بين قوله تعالى:" إن أكرمكم عند الل... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- باب ذم ذي الوجهين: قال الله تعالى: (( يستخفو... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين