تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمينالشيخ : حتى بلغ ستين سنة فقد أقام عليه العذر فقد أقام عليه الحجة ونفى عنه العذر لأن ستين سنة يبقي الله الإنسان إليها يعرف من آيات الله ما يعرف ولاسيما إ...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغ ستين سنة ) رواه البخاري . قال العلماء معناه: لم يترك له عذراً إذ أمهله هذه المدة . يقال: أعذر الرجل إذا بلغ الغاية في العذر ..." .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : حتى بلغ ستين سنة فقد أقام عليه العذر فقد أقام عليه الحجة ونفى عنه العذر لأن ستين سنة يبقي الله الإنسان إليها يعرف من آيات الله ما يعرف ولاسيما إذا كان ناشئا في بلد إسلامي لا شك أن هذا يؤدي إلى قطع حجته إذا لاقى الله عز وجل لأنه لا عذر له لو أنه مثلا قصر في عمره إلى خمسة عشر سنة أو إلى عشرين سنة لكان قد يكون له عذر في أنه لم يتمهل ولم يتدبر الآيات ولكنه إذا أبقاه إلى ستين سنة فإنه لا عذر له قد قامت عليه الحجة مع أن الحجة تقوم على الإنسان من حين أن يبلغ فإنه يدخل في التكليف ولا يعذر بالجهل فإن الواجب على المرء أن يتعلم من شريعة الله ما يحتاج إليه مثلا إذا أراد أن يتوضأ لابد أن يعرف كيف يتوضأ إذا أراد أن يصلي لابد أن يعرف كيف يصلي إذا صار عنده مال لابد أن يعرف ما مقدار النصاب وما مقدار الواجب وما أشبه ذلك إذا أراد أن يصوم لابد أن يعرف كيف يصوم وماهي المفطرات وإذا أراد أن يحج أو يعتمر يجب أن يعرف كيف يحج وكيف يعتمر وما هي محظورات الإحرام إذا كان من الباعة الذين يبيعون ويشترون بالذهب مثلا لابد أن يعرف الربا وأقسام الربا وما الواجب في بيع الذهب بالذهب أو بيع الذهب بالفضة وهكذا إذا كان ممن يبيع بالطعام لابد أن يعرف كيف يبيع الطعام ولابد أن يعرف ماهو الغش الذي يمكن أن يكون وهكذا
المهم أن الإنسان إذا بلغ ستين سنة فقد قامت عليه الحجة التامة وليس له عذر وكل إنسان بحسبه كل إنسان يجب عليه أن يتعلم من الشريعة ما يحتاج إليها في الصلاة والزكاة والصيام والحج والبيوع والأوقاف وغيرها حسب ما يحتاج إليه
وفي هذا دليل في الحديث هذا دليل على أن الله سبحانه وتعالى له الحجة على عباده وذلك أن الله أعطاهم عقولا وأعطاهم أفهاما وأرسل إليهم رسلا وجعل من الرسالات ماهو خالد إلى يوم القيامة وهي رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فإن الرسالات السابقة محدودة محدودة فإن كل نبي يبعث إلى قومه فقط خاصة محدودة في الزمن كل رسول يأتي ينسخ ما قبله إذا كانت الأمة التي أرسل إليها الرسولان واحدا
في هذه الأمة أرسل الله إليها محمدا صلى الله عليه وسلم وجعله خاتم الأنبياء وجعل آيته العظيمة الباقية هذا القرآن العظيم فإن آيات الأنبياء تموت بموتهم ولا تبقى بعد موتهم إلا ذكرا أما محمد صلى الله عليه وسلم فإن آيته هذا القرآن العظيم إلى يوم القيامة كما قال تعالى { وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم } فالكتاب كافٍ عن كل آية لمن تدبره وتعقله وعرف معانيه وانتفع بأخباره واتعظ بقصصه فإنه يغني عن كل شيء من الآيات لكن الذي يجعلنا لا نحس بهذه الآية العظيمة أننا لا نقرأ القرآن على وجه نتدبره ونتعظ بما فيه كثير من المسلمين إن لم يكن أكثر المسلمين يتلون الكتاب للتبرك والأجر فقط ولكن الذي يجب أن يكون هو أن نقرأ القرآن لنتدبره ولنتعظ فيه { كتاب أنزلناه إليك مبارك } هذا الأجر { ليدبروا آياته } هذه الثمرة { وليتذكر أولوا الألباب } والله الموفق

Webiste