المهم أن الإنسان إذا بلغ ستين سنة فقد قامت عليه الحجة التامة وليس له عذر وكل إنسان بحسبه كل إنسان يجب عليه أن يتعلم من الشريعة ما يحتاج إليها في الصلاة والزكاة والصيام والحج والبيوع والأوقاف وغيرها حسب ما يحتاج إليه
وفي هذا دليل في الحديث هذا دليل على أن الله سبحانه وتعالى له الحجة على عباده وذلك أن الله أعطاهم عقولا وأعطاهم أفهاما وأرسل إليهم رسلا وجعل من الرسالات ماهو خالد إلى يوم القيامة وهي رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فإن الرسالات السابقة محدودة محدودة فإن كل نبي يبعث إلى قومه فقط خاصة محدودة في الزمن كل رسول يأتي ينسخ ما قبله إذا كانت الأمة التي أرسل إليها الرسولان واحدا
في هذه الأمة أرسل الله إليها محمدا صلى الله عليه وسلم وجعله خاتم الأنبياء وجعل آيته العظيمة الباقية هذا القرآن العظيم فإن آيات الأنبياء تموت بموتهم ولا تبقى بعد موتهم إلا ذكرا أما محمد صلى الله عليه وسلم فإن آيته هذا القرآن العظيم إلى يوم القيامة كما قال تعالى { وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم } فالكتاب كافٍ عن كل آية لمن تدبره وتعقله وعرف معانيه وانتفع بأخباره واتعظ بقصصه فإنه يغني عن كل شيء من الآيات لكن الذي يجعلنا لا نحس بهذه الآية العظيمة أننا لا نقرأ القرآن على وجه نتدبره ونتعظ بما فيه كثير من المسلمين إن لم يكن أكثر المسلمين يتلون الكتاب للتبرك والأجر فقط ولكن الذي يجب أن يكون هو أن نقرأ القرآن لنتدبره ولنتعظ فيه { كتاب أنزلناه إليك مبارك } هذا الأجر { ليدبروا آياته } هذه الثمرة { وليتذكر أولوا الألباب } والله الموفق