تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمينالشيخ : وذلك أن للأكل والشرب آدابًا، آدابًا فعلية وآدابًا قولية، أما الآداب الفعلية فأن يأكل باليمين ويشرب باليمين ولا يحل له أن يأكل بشماله أو يشرب بشم...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها رواه مسلم ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : وذلك أن للأكل والشرب آدابًا، آدابًا فعلية وآدابًا قولية، أما الآداب الفعلية فأن يأكل باليمين ويشرب باليمين ولا يحل له أن يأكل بشماله أو يشرب بشماله فإن هذا حرام على القول الراجح، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يأكل الرجل بشماله أو يشرب بشماله وأخبر أن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله وأكل رجل بشماله عنده فقال: كل بيمينك، قال لا أستطيع، فقال: لا استطعت، فما استطاع الرجل بعد ذلك أن يرفع يده اليمنى إلى فمه عُوقب والعياذ بالله، أما الآداب القولية فأن يسمي عند الأكل يقول بسم الله، والصحيح أن التسمية عند الأكل أو الشرب واجبة وأن الإنسان يأثم إذا لم يسم الله عند أكله أو شربه، لأنه إذا لم يفعل يعني إذا لم يسم عند الأكل أو الشرب فإن الشيطان يأكل معه ويشرب معه، ولهذا يجب على الإنسان إذا أراد أن يأكل أن يسمي الله، وإذا نسي أن يسمي في أول الطعام ثم ذكر في أثنائه فليقل: بسم الله أوله وآخره، وإذا نسي أحد أن يسمي وأنت معه فقل فذكِّره، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكَّر عمر بن أبي سلمة وهو ربيبه ابن زوجته أم سلمة رضي الله عنها حينما تقدم للأكل فأكل، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك وهذا فيه دليل على أن التسمية إذا كانوا جماعة تكون من كل واحد، كل واحد يسمي لا يكفي أن يسمي واحد عن الجميع، بل كل إنسان يسمي لنفسه، هذه آداب قولية التسمية عند الأكل أو الشرب وهي واجبة لا يحل لأحد أن يدعها، أما الآداب عند الانتهاء فأن يحمد الله يحمد الله عز وجل على هذه النعمة حيث يسر له هذا الأكل مع أنه لا أحد يستطيع أن ييسره، كما قال تعالى: أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ لولا أن الله عز وجل نمَّى هذا الزرع حتى كمل وتيسر حتى وصل إلى بين يديك لعجزت عنه، وكذلك الماء لولا أن الله يسر فأنزله من المزن وسلكه ينابيع في الأرض حتى استخرجته لما حصل لك هذا، ولهذا قال: لو نشاء قال في الزرع: لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ وقال في الماء: لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ فلهذا كان من شكر نعمة الله عليك بهذا الأكل والشرب أن تحمد الله إذا انتهيت من الشرب أو من الأكل، ويكون هذا سببًا لرضا الله عنك، وقوله: الأكلة فسرها المؤلف بأنها الغدوة والعشوة يعني وليست الردة، أنك كلما أكلت ردة قلت الحمد لله أو كلما أكلت تمرة قلت الحمد لله، السنة إذا انتهيت نهائيًّا مرة، وذكر أن الإمام أحمد رحمه الله كان يأكل ويحمد على كل ردة، فقيل له في ذلك: فقال: أكل وحمد خير من أكل وسكوت، ولكن لا شك أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وأن الإنسان إذا حمد الله في آخر أكله أو آخر شربه كفى، ولكن إن رأى مصلحة مثلًا في الحمد يذكر غيره أو ما أشبه ذلك فأرجو ألا يكون في هذا بأس كما فعله الإمام أحمد رحمه الله، والله الموفق.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

Webiste