تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الدين النصيحة ... ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه مسلم .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
تقدم الكلام على أكثر هذا الحديث على قوله صلى الله عليه وسلم في بيان النصيحة: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وبينا أن أئمة المسلمين تشمل أئمة العلم والبيان وهم العلماء، وأئمة القوة والسلطان وهم الأمراء، كلهم يجب علينا أن نناصحهم وأن نحرص على بذل النصيحة لهم في الدفاع عنهم وستر معايبهم، وعلى أن نكون معهم إذا أخطؤوا ببيان ذلك الخطأ لهم بيننا وبينهم، لأنه ربما نعتقد أن هذا العالم مخطئ أو أن هذا الأمير مخطئ، وإذا ناقشناه تبين لنا أنه غير مخطئ، كما يقع هذا كثيرًا، كذلك أيضًا ربما تنقل لنا الأشياء عن العالم أو عن الأمير على غير وجهها إما لسوء القصد من الناقل، الآن بعض الناس والعياذ بالله يحب التشهير تشهير السوء بالعلماء وبالأمراء فيكون سيء القصد ينقل عليهم ما لا يقولون وينسب إليهم ما لا يفعلون، فلا بد إذا سمعنا عن عالم أو عن أمير ما نرى أنه خطأ لا بد من تمام النصيحة في تمام النصيحة من الاتصال به ومناقشته وبيان الأمر وتبينه حتى نكون على بصيرة، أما أما آخر الحديث فيقول: وعامتهم يعني النصح لعامة المسلمين، وقدم الأئمة على العامة، لأن الأئمة إذا صلحوا صلحت العامة، إذا صلح الأمراء صلحت العامة، إذا صلح العلماء صلحت العامة، ولذلك بدأ بهم، وليعلم أن أئمة المسلمين لا يراد بهم الأئمة الذين لهم الإمامة العظمى، ولكن يراد به ما هو أعم، فكل من له إمرة ولو في مدرسة فإنه يعتبر من أئمة المسلمين إذا نوصح وصلح صلح من تحت يده، النصيحة لعامة المسلمين بأن تحب لهم ما تحب لنفسك، وأن ترشدهم إلى الخير، وأن تهديهم إلى الحق إذا ضلوا عنه، وأن تذكرهم به إذا نسوه، وأن تجعلهم لك بمنزلة الإخوة، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: المسلم أخو المسلم وقال: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا وقال: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر فأنت إذا أحسست بألم في أطرف شيء من أعضائك كان هذا الألم يسري على جميع البدن، كذلك ينبغي أن تكون للمسلمين هكذا، إذا اشتكى أحد من المسلمين فكأنما الأمر يرجع إليك أنت، وليعلم أن النصيحة هي مخاطبة الإنسان سرًّا بينك وبينه، لأنك إذا نصحته سرًّا بينك وبينه أثرت في نفسه وعلم أنك ناصح، لكن إذا تكلمت أمام الناس عليه فإنه قد تأخذه العزة بالإثم فلا يقبل النصيحة، وقد يظن أنك إنما تريد الانتقام منه وتوبيخه وحط منزلته بين الناس فلا يقبل، لكن إذا كان سرًّا بينك وبينه صار لها ميزان كبير عنده وقيمة وقبل منك، والله المسؤول أن يوفقنا جميعًا وإياكم لما يحب ويرضى.
تقدم الكلام على أكثر هذا الحديث على قوله صلى الله عليه وسلم في بيان النصيحة: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وبينا أن أئمة المسلمين تشمل أئمة العلم والبيان وهم العلماء، وأئمة القوة والسلطان وهم الأمراء، كلهم يجب علينا أن نناصحهم وأن نحرص على بذل النصيحة لهم في الدفاع عنهم وستر معايبهم، وعلى أن نكون معهم إذا أخطؤوا ببيان ذلك الخطأ لهم بيننا وبينهم، لأنه ربما نعتقد أن هذا العالم مخطئ أو أن هذا الأمير مخطئ، وإذا ناقشناه تبين لنا أنه غير مخطئ، كما يقع هذا كثيرًا، كذلك أيضًا ربما تنقل لنا الأشياء عن العالم أو عن الأمير على غير وجهها إما لسوء القصد من الناقل، الآن بعض الناس والعياذ بالله يحب التشهير تشهير السوء بالعلماء وبالأمراء فيكون سيء القصد ينقل عليهم ما لا يقولون وينسب إليهم ما لا يفعلون، فلا بد إذا سمعنا عن عالم أو عن أمير ما نرى أنه خطأ لا بد من تمام النصيحة في تمام النصيحة من الاتصال به ومناقشته وبيان الأمر وتبينه حتى نكون على بصيرة، أما أما آخر الحديث فيقول: وعامتهم يعني النصح لعامة المسلمين، وقدم الأئمة على العامة، لأن الأئمة إذا صلحوا صلحت العامة، إذا صلح الأمراء صلحت العامة، إذا صلح العلماء صلحت العامة، ولذلك بدأ بهم، وليعلم أن أئمة المسلمين لا يراد بهم الأئمة الذين لهم الإمامة العظمى، ولكن يراد به ما هو أعم، فكل من له إمرة ولو في مدرسة فإنه يعتبر من أئمة المسلمين إذا نوصح وصلح صلح من تحت يده، النصيحة لعامة المسلمين بأن تحب لهم ما تحب لنفسك، وأن ترشدهم إلى الخير، وأن تهديهم إلى الحق إذا ضلوا عنه، وأن تذكرهم به إذا نسوه، وأن تجعلهم لك بمنزلة الإخوة، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: المسلم أخو المسلم وقال: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا وقال: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر فأنت إذا أحسست بألم في أطرف شيء من أعضائك كان هذا الألم يسري على جميع البدن، كذلك ينبغي أن تكون للمسلمين هكذا، إذا اشتكى أحد من المسلمين فكأنما الأمر يرجع إليك أنت، وليعلم أن النصيحة هي مخاطبة الإنسان سرًّا بينك وبينه، لأنك إذا نصحته سرًّا بينك وبينه أثرت في نفسه وعلم أنك ناصح، لكن إذا تكلمت أمام الناس عليه فإنه قد تأخذه العزة بالإثم فلا يقبل النصيحة، وقد يظن أنك إنما تريد الانتقام منه وتوبيخه وحط منزلته بين الناس فلا يقبل، لكن إذا كان سرًّا بينك وبينه صار لها ميزان كبير عنده وقيمة وقبل منك، والله المسؤول أن يوفقنا جميعًا وإياكم لما يحب ويرضى.
الفتاوى المشابهة
- شرح حديث: «الدين النصيحة» - ابن باز
- شرح حديث "الدين النصيحة" - ابن باز
- تتمة شرح قول قول الإمام النووي رحمه الله تعا... - ابن عثيمين
- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الدين ا... - ابن عثيمين
- حدثنا محمد بن عباد المكي حدثنا سفيان قال قلت... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين