تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الدين النصيحة ... ولأئمة المسلمين وعامتهم ) . رواه مسلم .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.
سبق الكلام على هذا الحديث العظيم الذي حصر النبي صلى الله عليه وسلم النصيحة فيه سبق الكلام على النصيحة لله ولكتابه ولرسوله، الرابع قال: ولأئمة المسلمين الأئمة جمع إمام، والمراد بالإمام من يقتدى به ويؤتمر بأمره وينقسم إلى قسمين: إمامة في الدين، وإمامة في السلطة الإمامة في الدين هي بيد العلماء، العلماء هم أئمة الدين الذين يقودون الناس بكتاب الله ويهدونهم إليه ويدلونهم على شريعته، قال الله تبارك وتعالى في دعاء عباد الرحمن: رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً هم ما سألوا الله السلطة، إمامة السلطة والإمارة سألوا الله إمامة الدين، لأنهم -أي: عباد الرحمن- لا يريدون السلطة على الناس، ولا يطلبون الإمارة، بل قد قال الرسول عليه الصلاة والسلام لعبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه: لا تسأل الإمارة فإنك إن أوتيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أوتيتها عن غير مسألة أعنت عليها لكنهم يسألون إمامة الدين التي قالهم الله عنها: وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ فقال: أئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا النصح لأئمة المسلمين إمامة الدين والعلم هو أن الإنسان يحرص على تلقي ما عندهم من العلم، فإنهم الواسطة بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين أمته، فيحرص على تلقي العلم منهم بكل وسيلة، والوسائل في وقتنا ولله الحمد كثرت كتابة وتسجيل وتلقي وغير ذلك، الوسائل والحمد لله الآن كثيرة فليحرص على تلقي العلم من العلماء، وليكن تلقيه على وجه التأني لا على وجه التسرع، لأن الإنسان إذا تسرع في تلقي العلم فربما يتلقاه على غير ما ألقاه إليه شيخه، وقد أدب الله النبي عليه الصلاة والسلام هذا الأدب فقال تعالى: لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ لأن النبي صلى الله وعليه وسلم كان يبادر جبريل عليه السلام إذا ألقى عليه القرآن يبادره فيقرأ، فقال الله تعالى: لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ يعني اسكت لا تحرك اللسان ولا سرًّا حتى ينتهي جبريل من القراءة، ثم بعد ذلك اقرأه فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ تكفل الرب عز وجل ببيانه يعني أنك لن تنساه، مع أن المتوقع أن الإنسان إذا سكت حتى ينتهي الملقي من إلقائه ربما ينسى بعض الجمل، لكن قال الله عز وجل: ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ومن النصح أيضًا لعلماء المسلمين: أن لا يتتبع الإنسان عوراتهم وزلاتهم وما يخطئون فيه لأنهم غير معصومين قد يزلون وقد يخطئون وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ولاسيما من يتلقى العلم فإنه يجب أن يكون أبلغ الناس في درء أو في في تحمل الأخطاء التي يخطئ بها شيخه وينبهه عليها، كم من إنسان انتفع من تلاميذه ينبهونه على بعض الشيء على الخطأ العلمي على الخطأ العملي على أخطاء كثيرة، لأن الإنسان بشر لكن أهم شيء ألا يكون حريصًا على تلقي الزلات، فإنه جاء في الحديث: يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه فضحه الله ولو في بيت أمه هذا وهم مسلمون عامة، فيكف بالعلماء؟ إن الذين يلتقطون زلات العلماء ليشيعوها ليسوا مسيئين إلى العلماء شخصيًّا بل مسيئون إلى لعلماء شخصيًّا ومسيئون إلى علمهم الذي يحملونه، ومسيئون إلى الشريعة التي تتلقى من جهتهم، لأن العلماء إذا لم يثق الناس فيهم وإذا اطلعوا على عوراتهم التي قد لا تكون عورات إلا على حسب نظر هذا المغرض، فإنهم تقل ثقتهم بالعلماء وبما عندهم من العلم، فيكون في هذا جناية على الشرع الذي يحملونه من سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، لذلك من نصيحتك لأئمة المسلمين من أهل العلم أن تدافع عن عوراتهم وأن تسترها ما استطعت وأن لا تسكت، نبّه نبّه العالم ابحث معه اسأله ربما ينقل عنه أشياء غير صحيحة، نقل عنا وعن غيرنا أشياء غير صحيحة، لكن الناس نسأل الله العافية إذا كان لهم هوى وأحبوا شيئًا وعرفوا أحدًا من أهل العلم يقبل الناس قوله نسبوه لهذا العالم، قال فلان قال فلان ثم إذا سألت نفس الذي نسب إليه القول قال أبدًا ما قلت كذا، وقد يخطئ السائل مثلًا في صيغة السؤال فيجيب العالم على قدر السؤال ويفهمه السائل على حسب ما في نفسه، فيحصل الخطأ وقد يجيب العالم بالصواب بعد فهم السؤال لكن يفهمه السائل على غير وجهه فيخطئ في النقل، المهم على كل حال من النصيحة لأئمة المسلمين في العلم والدين أن لا يتتبع الإنسان عوراتهم بل أن يلتمس العذر لهم، بل أن يلتمس العذر لهم ويتصل بهم، لا مانع اتصل اتصل قل سمعت عنك كذا وكذا هل هذا صحيح؟ إذا قال: نعم، قل: والله أنا أظن أن هذا خطأ وغلطًا حتى يبين لك ربما يشرح شيئًا لا تعرفه أنت وتظن أنه أخطأ فيه، وربما يكون قد خفي عليه شيء فتنبهه أنت وتكون مشكورًا على هذا، وقد قال أول إمام في الدين والسلطة في هذه الأمة بعد الرسول عليه الصلاة والسلام أبو بكر رضي الله عنه حين خطب أول خطبة قال للناس وهو يخطبهم يعني يتحدث عن نفسه: إن اعوججت فأقيموني إن اعوججت فأقيموني يعني الإنسان بشر، قوّم أخاك ولاسيما أهل العلم، لأن العالم خطره عظيم، خطره عظيم الخطر الزللي والخطر الرفيع، لأن كلمة الخطر تكون للعلو وللنزول خطره عظيم إن أصاب هدى الله على أمته خلقًا كثيرًا، وإن أخطأ ضل على يده خلق كثير، فزلة العالم من أعظم الزلات، ولهذا أقول: يجب أن نحمي أعراض علمائنا، أن نحميها وأن ندافع عنهم وأن نلتمس العذر لأخطائهم، ولا يمنع هذا أن نتصل بهم وأن نسألهم وأن نبحث معهم وأن نناقشهم لا مانع حتى نكون مخلصين ناصحين لأئمة المسلمين، النوع الثاني من أئمة المسلمين: أئمة السلطة وهم الأمراء، والأمراء في الغالب أكثر خطأ من العلماء لأنه لسلطته قد تأخذه العزة بالإثم فيريد أن يفرض سلطته على الصواب والخطأ، فالغالب من أئمة المسلمين في السلطة وهم الأمراء الغالب أن الخطأ فيهم كثير أكثر من العلماء إلا من شاء الله، النصيحة لهم: هي أن نكف عن مساوئهم وأن لا ننشرها بين الناس، وأن نبذل لهم النصيحة ما استطعنا بالمباشرة إن كنا نستطيع أن نباشرهم، أو بالكتابة إذا كنا لا نستطيع، أو بالاتصال بمن يتصل بهم إذا كنا لا نستطيع ولا الكتابة أحيانًا لا يستطيع الإنسان ولا الكتابة، لو كتب لم تصل إلى المسؤول، فيتصل بأحد يتصل بالمسؤول وينبهه هذا من النصح، أما النشر نشر مساوئهم فليس فيه عدوان شخصي عليهم فقط، بل هو عدوان شخصي عليهم وعلى الأمة جميعًا، لأن الأمة إذا امتلأت صدورها من الحقد على ولاة أمورها عصت الولاة ونابذتهم، وحينئذ تحصل الفوضى ويسود الخوف ويزول الأمن، فإذا بقيت هيبة ولاة الأمور في الصدور صار لهم هيبة وحميت أوامرهم ونظمهم التي لا تخالف الشريعة، فالمهم أن أئمة المسلمين تشمل النوعين أئمة الدين وهم العلماء وأئمة السلطان وهم الأمراء وإن شئت فقل أئمة البيان وأئمة السلطان، أئمة البيان وهم العلماء الذين يبينون للناس، وأئمة السلطان وهم الأمراء الذين ينفذون شريعة الله بقوة السلطان، ويأتي إن شاء الله بقية الكلام على هذا الحديث.
القارئ : نقل المؤلف رحمه الله تعالى: " عن تميم الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة قلنا لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم رواه مسلم ".
سبق الكلام على هذا الحديث العظيم الذي حصر النبي صلى الله عليه وسلم النصيحة فيه سبق الكلام على النصيحة لله ولكتابه ولرسوله، الرابع قال: ولأئمة المسلمين الأئمة جمع إمام، والمراد بالإمام من يقتدى به ويؤتمر بأمره وينقسم إلى قسمين: إمامة في الدين، وإمامة في السلطة الإمامة في الدين هي بيد العلماء، العلماء هم أئمة الدين الذين يقودون الناس بكتاب الله ويهدونهم إليه ويدلونهم على شريعته، قال الله تبارك وتعالى في دعاء عباد الرحمن: رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً هم ما سألوا الله السلطة، إمامة السلطة والإمارة سألوا الله إمامة الدين، لأنهم -أي: عباد الرحمن- لا يريدون السلطة على الناس، ولا يطلبون الإمارة، بل قد قال الرسول عليه الصلاة والسلام لعبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه: لا تسأل الإمارة فإنك إن أوتيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أوتيتها عن غير مسألة أعنت عليها لكنهم يسألون إمامة الدين التي قالهم الله عنها: وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ فقال: أئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا النصح لأئمة المسلمين إمامة الدين والعلم هو أن الإنسان يحرص على تلقي ما عندهم من العلم، فإنهم الواسطة بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين أمته، فيحرص على تلقي العلم منهم بكل وسيلة، والوسائل في وقتنا ولله الحمد كثرت كتابة وتسجيل وتلقي وغير ذلك، الوسائل والحمد لله الآن كثيرة فليحرص على تلقي العلم من العلماء، وليكن تلقيه على وجه التأني لا على وجه التسرع، لأن الإنسان إذا تسرع في تلقي العلم فربما يتلقاه على غير ما ألقاه إليه شيخه، وقد أدب الله النبي عليه الصلاة والسلام هذا الأدب فقال تعالى: لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ لأن النبي صلى الله وعليه وسلم كان يبادر جبريل عليه السلام إذا ألقى عليه القرآن يبادره فيقرأ، فقال الله تعالى: لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ يعني اسكت لا تحرك اللسان ولا سرًّا حتى ينتهي جبريل من القراءة، ثم بعد ذلك اقرأه فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ تكفل الرب عز وجل ببيانه يعني أنك لن تنساه، مع أن المتوقع أن الإنسان إذا سكت حتى ينتهي الملقي من إلقائه ربما ينسى بعض الجمل، لكن قال الله عز وجل: ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ومن النصح أيضًا لعلماء المسلمين: أن لا يتتبع الإنسان عوراتهم وزلاتهم وما يخطئون فيه لأنهم غير معصومين قد يزلون وقد يخطئون وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ولاسيما من يتلقى العلم فإنه يجب أن يكون أبلغ الناس في درء أو في في تحمل الأخطاء التي يخطئ بها شيخه وينبهه عليها، كم من إنسان انتفع من تلاميذه ينبهونه على بعض الشيء على الخطأ العلمي على الخطأ العملي على أخطاء كثيرة، لأن الإنسان بشر لكن أهم شيء ألا يكون حريصًا على تلقي الزلات، فإنه جاء في الحديث: يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه فضحه الله ولو في بيت أمه هذا وهم مسلمون عامة، فيكف بالعلماء؟ إن الذين يلتقطون زلات العلماء ليشيعوها ليسوا مسيئين إلى العلماء شخصيًّا بل مسيئون إلى لعلماء شخصيًّا ومسيئون إلى علمهم الذي يحملونه، ومسيئون إلى الشريعة التي تتلقى من جهتهم، لأن العلماء إذا لم يثق الناس فيهم وإذا اطلعوا على عوراتهم التي قد لا تكون عورات إلا على حسب نظر هذا المغرض، فإنهم تقل ثقتهم بالعلماء وبما عندهم من العلم، فيكون في هذا جناية على الشرع الذي يحملونه من سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، لذلك من نصيحتك لأئمة المسلمين من أهل العلم أن تدافع عن عوراتهم وأن تسترها ما استطعت وأن لا تسكت، نبّه نبّه العالم ابحث معه اسأله ربما ينقل عنه أشياء غير صحيحة، نقل عنا وعن غيرنا أشياء غير صحيحة، لكن الناس نسأل الله العافية إذا كان لهم هوى وأحبوا شيئًا وعرفوا أحدًا من أهل العلم يقبل الناس قوله نسبوه لهذا العالم، قال فلان قال فلان ثم إذا سألت نفس الذي نسب إليه القول قال أبدًا ما قلت كذا، وقد يخطئ السائل مثلًا في صيغة السؤال فيجيب العالم على قدر السؤال ويفهمه السائل على حسب ما في نفسه، فيحصل الخطأ وقد يجيب العالم بالصواب بعد فهم السؤال لكن يفهمه السائل على غير وجهه فيخطئ في النقل، المهم على كل حال من النصيحة لأئمة المسلمين في العلم والدين أن لا يتتبع الإنسان عوراتهم بل أن يلتمس العذر لهم، بل أن يلتمس العذر لهم ويتصل بهم، لا مانع اتصل اتصل قل سمعت عنك كذا وكذا هل هذا صحيح؟ إذا قال: نعم، قل: والله أنا أظن أن هذا خطأ وغلطًا حتى يبين لك ربما يشرح شيئًا لا تعرفه أنت وتظن أنه أخطأ فيه، وربما يكون قد خفي عليه شيء فتنبهه أنت وتكون مشكورًا على هذا، وقد قال أول إمام في الدين والسلطة في هذه الأمة بعد الرسول عليه الصلاة والسلام أبو بكر رضي الله عنه حين خطب أول خطبة قال للناس وهو يخطبهم يعني يتحدث عن نفسه: إن اعوججت فأقيموني إن اعوججت فأقيموني يعني الإنسان بشر، قوّم أخاك ولاسيما أهل العلم، لأن العالم خطره عظيم، خطره عظيم الخطر الزللي والخطر الرفيع، لأن كلمة الخطر تكون للعلو وللنزول خطره عظيم إن أصاب هدى الله على أمته خلقًا كثيرًا، وإن أخطأ ضل على يده خلق كثير، فزلة العالم من أعظم الزلات، ولهذا أقول: يجب أن نحمي أعراض علمائنا، أن نحميها وأن ندافع عنهم وأن نلتمس العذر لأخطائهم، ولا يمنع هذا أن نتصل بهم وأن نسألهم وأن نبحث معهم وأن نناقشهم لا مانع حتى نكون مخلصين ناصحين لأئمة المسلمين، النوع الثاني من أئمة المسلمين: أئمة السلطة وهم الأمراء، والأمراء في الغالب أكثر خطأ من العلماء لأنه لسلطته قد تأخذه العزة بالإثم فيريد أن يفرض سلطته على الصواب والخطأ، فالغالب من أئمة المسلمين في السلطة وهم الأمراء الغالب أن الخطأ فيهم كثير أكثر من العلماء إلا من شاء الله، النصيحة لهم: هي أن نكف عن مساوئهم وأن لا ننشرها بين الناس، وأن نبذل لهم النصيحة ما استطعنا بالمباشرة إن كنا نستطيع أن نباشرهم، أو بالكتابة إذا كنا لا نستطيع، أو بالاتصال بمن يتصل بهم إذا كنا لا نستطيع ولا الكتابة أحيانًا لا يستطيع الإنسان ولا الكتابة، لو كتب لم تصل إلى المسؤول، فيتصل بأحد يتصل بالمسؤول وينبهه هذا من النصح، أما النشر نشر مساوئهم فليس فيه عدوان شخصي عليهم فقط، بل هو عدوان شخصي عليهم وعلى الأمة جميعًا، لأن الأمة إذا امتلأت صدورها من الحقد على ولاة أمورها عصت الولاة ونابذتهم، وحينئذ تحصل الفوضى ويسود الخوف ويزول الأمن، فإذا بقيت هيبة ولاة الأمور في الصدور صار لهم هيبة وحميت أوامرهم ونظمهم التي لا تخالف الشريعة، فالمهم أن أئمة المسلمين تشمل النوعين أئمة الدين وهم العلماء وأئمة السلطان وهم الأمراء وإن شئت فقل أئمة البيان وأئمة السلطان، أئمة البيان وهم العلماء الذين يبينون للناس، وأئمة السلطان وهم الأمراء الذين ينفذون شريعة الله بقوة السلطان، ويأتي إن شاء الله بقية الكلام على هذا الحديث.
القارئ : نقل المؤلف رحمه الله تعالى: " عن تميم الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة قلنا لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم رواه مسلم ".
الفتاوى المشابهة
- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الدين ا... - ابن عثيمين
- حدثنا محمد بن عباد المكي حدثنا سفيان قال قلت... - ابن عثيمين
- شرح قول قول الإمام النووي رحمه الله تعالى في... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول قول الإمام النووي رحمه الله تعا... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين