تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمينالشيخ : سبق الكلام على أول هذا الحديث  الذي بايع الصحابة رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه على السمع والطاعة والمنشط والمكره والعسر واليسر ...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ...عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا وعلى أن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله تعالى فيه برهان وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم ) متفق عليه ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : سبق الكلام على أول هذا الحديث الذي بايع الصحابة رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه على السمع والطاعة والمنشط والمكره والعسر واليسر وألا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم فيه من الله برهان وقد سبق الكلام على هذا وبينا أن في هذا الحديث دليلًا على احترام حق ولاة الأمور، وأنه يجب على الناس طاعتهم أنه يجب على الناس طاعتهم في اليسر والعسر والمنشط والمكره والأثرة التي يستأثرون بها، ولكن بقي أن نقول فما حق الناس على ولاة الأمر؟ حق الناس على ولاة الأمر أن يعدلوا فيهم وأن يتقوا الله تعالى فيهم وألا يشقوا عليهم وألا يولوا عليهم من يجدون خيرًا منه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فشق عليهم فاشقق عليه دعاء من الرسول عليه الصلاة والسلام أن من ولي من أمور المسلمين شيئًا صغيرًا كان أم كبيرًا وشق عليهم قال: فاشقق عليه وما ظنك بشخص شق الله عليه والعياذ بالله، إنه سوف يخسر وينحط، وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن من ولي من ولاة الأمر أحدًا على المسلمين على عصابة وفيهم من خير منهم فقد خان الله ورسوله والمؤمنين لأنه يجب أن يولى على الأمور أهلها بدون أي مراعاة، ينظر لمصلحة العباد فيولى عليهم من هو أولى بهم، والولايات تختلف فإمام المسجد مثلًا أولى الناس به من هو أقرأ لكتاب الله، والأمور الأخرى كأمور الجهاد أولى الناس بها من هو أعلم بالجهاد وهلم جرًّا، المهم أنه يجب على ولي أمور المسلمين أن يولي على المسلمين خيارهم ولا يجوز أن يولي على أحدٍ أحدًا وفيهم من هو خير منه، لأن هذا خيانة، وكذلك أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن من ولاه الله على شيء فمات يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا لم يدخل الجنة معهم والعياذ بالله، فولاة الأمور عليهم حقوق عظيمة لمن ولاهم الله عليه، كما أن على المولى عليهم حقوقًا عظيمة يجب عليهم أن يقوموا بها لولاة الأمر، فلا يعصونهم حتى وإن استأثر ولاة الأمور بشيء فإن الواجب لهم السمع والطاعة في المنشط والمكره والعسر واليسر، إلا إذا كان ذلك في معصية الله يعني لو أمروا بمعصية الله فإنه لا يجوز أن يأمروا بمعصية الله ولا يجوز لأحد أن يطيعهم في معصية الله، وأما قول بعض الناس السفهاء: إنه لا تجب علينا طاعة ولاة الأمور إلا إذا استقاموا استقامة تامة فهذا خطأ، هذا غلط هذا ليس من الشرع في شيء، بل هذا من مذهب الخوارج الذين يريدون من ولاة الأمور أن يستقيموا على أمر الله في كل شيء، هذا لا يحصل من زمان قد تغيرت الأمور، ويذكر أن أحد ملوك بني أمية وأظنه عبد الملك بن مروان جمع لما سمع أن الناس يتكلمون فيه وفي خلافته جمع أشراف الناس ووجهاءهم وتكلم فيهم، وقال لهم: " إنكم تريدون منا أن نكون مثل أبي بكر وعمر؟ قالوا: نعم أنت خليفة وهم خلفاء، قال: كونوا أنتم مثل رجال أبي بكر وعمر ونكون مثل أبي بكر وعمر " هذا جواب عظيم، الناس إذا تغيروا لا بد أن يغير الله ولاتهم، كما تكونون يولى عليكم، أما أن يريد الناس من الولاة أن يكونوا مثل الخلفاء وهم أبعد ما يكون عن رجال الخلفاء هذا غير صحيح، الله حكيم عز وجل وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ وذكروا أن رجلًا من الخوارج الذين خرجوا على علي بن أبي طالب جاء إلى علي فقال له: يا علي ما بال الناس قد تغيروا عليك ولم يتغيروا على أبي بكر وعمر، قال: لأن لأن رجال أبي بكر وعمر أنا وأمثالي، ورجالي أنت وأمثالك كلام جيد يعني أنت ما فيك خير فلذلك تغير الناس علينا، لكن في عهد أبي بكر وعمر رجالهم مثل علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وغيرهم من الصحابة الفضلاء، فلم يتغيروا على ولاتهم، الحاصل أنه يجب علينا أن نسمع نطيع لولاة أمورنا في كل شيء إلا في معصية الخالق، لأن معصية الخالق ليس لهم أن يأمروا الناس بها، فلما لم يكن لهم أن يأمروا الناس بها لم يكن للناس عليهم طاعة في معصية الله عز وجل، وكذلك أيضًا يجب على الرعية أن ينصحوا لولي الأمر لا يكذبوا عليه ولا يخدعوه ولا يغشوه، ومع الأسف أن الناس اليوم عندهم كذب وتحايل على أنظمة الدولة ورشاوي وغير ذلك مما لا تليق بالعاقل فضلًا عن المسلم، إذا كانت الدول الكافرة تعاقب من يأخذ الرشوة ولو كان من أكبر الناس، فالذي يعاقب من يأخذ الرشوة هو الله عز وجل، نحن نؤمن بالله وبما جاء على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم: لعن الراشي والمرتشي فعقوبة الله أشد من عقوبة الآدميين، ومع ذلك نجد الرشوة مع الأسف موجودة في جميع قطاعات الدولة إلا أن يشاء الله، نجد الكذب والدجل من الناس على الحكومة عندما يأتي المزارع يدخل زرع غيره باسمه وهو كاذب، لكن من أجل مصلحة من أجل أن يأكل بها، أحيانًا تكون الدولة قد استلمت الحب ولم يبق إلا الدراهم عند الدولة فيأتي إنسان ويبيعه على آخر، يبيع دراهم بدراهم مع التفاضل ومع تأخير القبض إلى غير ذلك من المعاصي التي يرتكبها الشعب، ثم يريدون من ولاتهم أن يكونوا مثل أبي بكر وعمر، هذا ليس بصحيح فولاة الأمور عليهم حقوق يجب عليهم النصح بقدر ما يستطيعون لله عز وجل ولمن ولاهم الله عليهم، والشعب أيضًا يجب عليهم حقوق عظيمة لولاة الأمور يجب عليهم حقوق عظيمة لولاة الأمور يجب عليهم أن يقوموا بها، ومن ذلك أيضًا من الأمور التي يهملها كثير من الناس أنهم لا يحترمون أعراض ولاة الأمور، لا يحترمون أعراضهم تجد فاكهة مجالسهم -نسأل الله العافية وأن يتوب علينا وعليهم- فاكهة المجالس أن يتكلموا في أعراض ولاة الأمور، لو كان هذا الكلام مجديًا تصلح به الحال لقلنا لا بأس هذا طيب، لكن هذا لا يجدي ولا تصلح به الحال، وإنما يوغر الصدور على ولاة الأمور سواء كانوا من العلماء أو من الأمراء تجد الآن بعض الناس أبد همه إذا جلس في المجلس ما يكيف يستأنس إلا إذا مسك له عالم من العلماء ولا وزير من الوزراء ولا أمير من الأمراء ولا من فوقهم ليتكلم في عرضه، هذا غير صحيح هل كلامك هذا يجدي؟ لو كان يجدي لكنا أول من يشجع عليه وقلنا لا بأس، المنكر يجب أن يزال والخطأ يجب أن يصحح، لكنه لا يجدي إنما يوغر الصدور ويكره ولاة الأمور إلى الناس أو يكره العلماء إلى الناس ولا يحصل فيه فائدة، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام كلمة جامعة مانعة جزاه الله عن أمته خيرًا، قال كلمة جامعة مانعة قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت والعجب أن بعض الناس أهل دين لو أردت أن تتكلم في شخص عادي من الناس قالوا: لا تغتاب هذا حرام، لكن لو تكلمت في واحد من ولاة الأمور كيَّف، مع أن غير ولاة الأمور ما يرضى أن يتكلم أحد في عرض أحد عنده، لكن في ولاة الأمور يرى أن هذا لا بأس به، وهذه مسألة مرض به كثير من الناس، أنا أعتبرها مرضًا نسأل الله أن يعافينا وإياكم من الأدواء، مرض ابتلي بها كثير من الناس، ولو أن الناس كفوا ألسنتهم ونصحوا لولاة أمورهم، أنا لا أقول: اسكت على الخطأ، لكن اكتب لولاة الأمور اكتب أنت اكتب كتابا إن وصل فهذا هو المطلوب وإذا انتفعوا به فهذا أحسن، وإذا لم ينتفعوا به فالإثم عليهم إذا كان خطأ صحيحًا، وإذا لم يصل إليهم فالإثم على من منعه عنهم، والله الموفق.
القارئ : نقل المؤلف رحمه الله تعالى: " عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا وعلى أن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله تعالى فيه برهان وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم متفق عليه ".

Webiste