تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمينالشيخ : قال المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الآيات التي فيها الحث على الرفق باليتامى ونحوهم من الضعفاء، قال: وقوله تعالى:  أَرَأَيْتَ الَّذِى يُكَذِّبُ...
العالم
طريقة البحث
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وقال تعالى (( أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين )) ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : قال المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الآيات التي فيها الحث على الرفق باليتامى ونحوهم من الضعفاء، قال: وقوله تعالى: أَرَأَيْتَ الَّذِى يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِى يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ .
أَرَأَيْت يقول العلماء: معناها أخبرني، يعني أخبرني عن حال هذا الرجل وماذا تكون.
والدين: الجزاء، يعني يكذب بالجزاء وباليوم الآخر ولا يصدق به، وعلامة ذلك أنه يدُع اليتيم : يعني يدفعه بعنف وشدة ولا يرحمه.
وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ أي: لا يحث الناس على طعام المسكين، وهو بنفسه لا يفعلها أيضاً، لا يطعم المساكين، فحال هذا والعياذ بالله أسوأ حال، لأنه لو كان يؤمن بيوم الدين حقيقة لرحم من أوصى اللهُ برحمتهم، وحض على طعام المساكين.
وفي سورة الفجر يقول الله تعالى: كَلَّا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ، وهذه أبلغ مما في سورة الماعون لأنه قال: لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ، وإكرامه أكثر من الوقوف بدون إكرام ولا إهانة، فاليتيم يجب أن يكرم، وتأمل قوله: بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ : فالمسكين حظه الإطعام ودفع حاجته، أما المسكين فالإكرام، فإن كان غنياً فإنه يُكرم ليتمه ولا يُطعم لغناه، وإن كان فقيراً : أي اليتيم فإنه يكرم ليتمه ويُطعم لفقره، ولكن أكثر الناس لا يبالون بهذا الشيء.
واعلم أن الرفق بالضعفاء، باليتامى، بالصغار يجعل في القلب رحمة وليناً وعطفاً وإنابة إلى عز وجل، لا يُدركها إلا من جرَّب ذلك، فالذي ينبغي لك أن ترحم الصغار، ترحم الأيتام، ترحم الفقراء، حتى يكون في قلبك هذا العطف والحنان والرحمة وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ، نسأل الله أن يعمنا والمسلمين برحمته وفضله إنه كريم جواد.
القارئ : نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- : " عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر، فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا، وكنت أنا وابن مسعود ورجل مِن هذيل وبلال، ورجلان لست أسميهما، فوقع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقع ، فحدث نفسه فأنزل الله تعالى : ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ، رواه مسلم " .

Webiste