تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمينالشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :هذه الأحاديث في بيان فضل زيارة الإخوان بعضهم لبعض ، والمحبة في الله عز وجل .ففي الحديث الأول في قصة الرجلين من الصحابة ر...
العالم
طريقة البحث
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن أنس رضي الله عنه قال قال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق بنا إلى أم أيمن رضي الله عنها نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها فلما انتهيا إليها بكت فقالا لها ما يبكيك أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إني لا أبكي إني لأعلم أن ما عند الله تعالى خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها . رواه مسلم . وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى فأرصد الله تعالى على مدرجته ملكا فلما أتى عليه قال أين تريد قال أريد أخا لي في هذه القرية قال هل لك عليه من نعمة تربها عليه قال لا غير أني أحببته في الله تعالى قال فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه ) رواه مسلم . وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من عاد مريضا أو زار أخا له في الله ناداه مناد بأن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا ) رواه الترمذي وقال حديث حسن . وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا منتنة ) متفق عليه .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث في بيان فضل زيارة الإخوان بعضهم لبعض ، والمحبة في الله عز وجل .
ففي الحديث الأول في قصة الرجلين من الصحابة رضي الله عنهما، زارا امرأة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيها، فزاراها من أجل إتيان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياها.
فلما جلسا عندها بكت، فقالا لها: ما يبكيك؟ أما تعلمين أن ما عند الله سبحانه وتعالى خير لرسوله؟ يعني خير من الدنيا.
فقالت: إني لا أبكي لذلك، ولكن أبكي لانقطاع الوحي، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما مات انقطع الوحي، فلا وحي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولهذا أكمل الله شريعته قبل أن يُتوفى، فقال تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِيناً ، فجعلا يبكيان، لأنها ذكرتهما بما كانا قد نسياه.
وأما الأحاديث الأخرى ففيها أيضاً فضل الزيارة لله عز وجل، وأن الله سبحانه وتعالى يثيب من زار أخاه أو عاده في مرضه، فيقال له: طِبت وطاب ممشاك. ويقال لمن زار أخاه لغير أمر دُنيوي ولكن لمحبته في الله: يُقال له إن الله أحبك كما أحببته فيه.
والزيارة لها فوائد مع هذا الفضل العظيم والأجر : أنها تؤلف القلوب، وتجمع الناس، وتذكر الناسي، وتنبه الغافل، وتعلم الجاهل، وفيها مصالح كثيرة يعرفها من جربها.
وأما عيادة المريض فهي كذلك أيضاً فيها من المصالح والمنافع شيء كثير، وقد سبق لنا أنها من حقوق المسلم على المسلم: أن يعوده إذا مرض، ويذكره بالله عز وجل، بالتوبة والوصية وغير ذلك مما يستفيد منه.
فهذه الأحاديث وأشباهها كلها تدل على أنه ينبغي للإنسان أن يفعل ما فيه المودة والمحبة لإخوانه، من زيارة وعيادة واجتماع وغير ذلك، نسأل الله لنا ولكم التوفيق لما يحب ويرضى.

Webiste