تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمينالشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :قال المؤلف -رحمه الله تعالى- فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:  تُنكح المرأ...
العالم
طريقة البحث
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) متفق عليه . عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل ( ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا فنزلت (( وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك )) . رواه البخاري . وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي ) رواه أبو داود والترمذي بإسناد لا بأس به . وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح وقال الترمذي حديث حسن . وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( المرء مع من أحب ) . متفق عليه وفي رواية قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم قال ( المرء مع من أحب ) متفق عليه ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: تُنكح المرأة لأربع : لمالها، وحسبها، وجمالها، ودينها، فاظفر بذات الدين :
يعني أن الأغراض التي تنكح من أجلها المرأة في الغالب هي هذه الأربع:
المال: من أجل أن ينتفع به الزوج.
والحسب: يعني أن تكون من قبيلة شريفة، من أجل أن يرتفع بها الزوج.
والجمال: من أجل أن يتمتع بها الزوج.
والدين: من أجل أن تعينه على دينه، وتحفظ أمانته وترعى أولاده.
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: فاظفر بذات الدين تَرِبت يداك : يعني تمسك بها واحرص عليها، وحثه على ذلك بقوله: تربت يداك : وهذه الكلمة تقال عند العرب للحث على الشيء.
ثم ذكر المؤلف أيضاً حديث جبريل أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ألا تزورنا أكثر مما تزورنا ؟ فنزلت: وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً :
ففي هذا الحديث طلب زيارة أهل الخير إلى بيتك، تطلب منهم أن يزوروك من أجل تنتفع بصحبتهم.
وكذلك في حديث أبي هريرة صحبة المرأة الدينة تعينك على دين الله.
وقد سبق أيضاً -في الدرس الماضي- أن مثل الجليس الصالح كحامل المسك، إما أن يحذيك يعني يعطيك منه، أو يبيعك، أو تجد منه رائحة طيبة.
ثم ذكر المؤلف أحاديث بهذا المعنى، مثل ما يروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل : يعني أن الإنسان يكون في الدين، وكذلك في الخُلق على حسب من يصاحب، فلينظر من يصاحب، فإن صاحب أهل الخير، صار منهم، وإن صاحب سواهم، صار مثلهم .
فالحاصل أن هذه الأحاديث وأمثالها كلها تدل على أنه ينبغي للإنسان أن يصطحب الأخيار، وأن يزورهم ويزوروه لما في ذلك من الخير، والله الموفق.

Webiste