شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من يحرم الرفق يحرم الخير كله ) رواه مسلم . وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ( أوصني قال: لا تغضب ) فردد مرارا قال: ( لا تغضب ) رواه البخاري ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : " وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَن يحرم الرفق يحرم الخير كله رواه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني قال: لا تغضب، فردد مرارًا، قال: لا تغضب رواه البخاري " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث ذكرها النووي -رحمه الله- في باب الرفق والحلم والأناة من كتاب *رياض الصالحين، وسبق الكلام على قوله صلى الله عليه وسلم : يسّروا ولا تعسّروا ، وبشّروا ولا تنفّروا .
ثم ذكر المؤلف -رحمه الله- حديثا فيه الأمر بالرفق والحثّ عليه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: من يُحرم الرّفق يحرم الخير كلّه : يعني أن الإنسان إذا حُرم الرّفق في الأمور فيما يتصرّف فيه لنفسه وفيما يتصرّف فيه مع غيره فإنه يُحرم الخير كلّه، أي : فيما تصرّف فيه، فإذا تصرّف الإنسان بالعُنف والشّدّة فإنه يحرم الخير فيما فعل ، وهذا شيء مجرّب مشاهد : أن الإنسان إذا صار يتعامل بالعنف والشّدّة فإنه يُحرم الخير ولا يأمل الخير، وإذا كان يتعامل بالرفق والحلم والأناة وسعة الصّدر حصل على خير كثير ، وعلى هذا فينبغي للإنسان الذي يريد الخير أن يكون دائما رفيقا حتى ينال الخير ، أما حديث أبي هريرة فهو أن رجلا قال: يا رسول الله أوصني! قال: لا تغضب فردد مرارًا -وهو يقول أوصني- قال: لا تغضب : والمعنى لا تكن سريع الغضب يستثيرك كلّ شيء ، بل كن مطمئنّا متأنيّا لأنّ الغضب جمرة يلقيها الشّيطان في قلب الإنسان حتى يغلي القلب ، ولهذا تنتفخ الأوداج عروق الدّمّ وتحمرّ العين، ثمّ ينفعل الإنسان حتى يفعل شيئا يندم عليه ، وإنما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل أن لا يغضب دون أن يوصيه بتقوى الله أو بالصّلاة أو بالصّيام أو ما أشبه ذلك ، لأن حال هذا الرّجل تقتضي ذلك ولهذا أوصى غيره بغير هذا الشّيء، أوصى أبا هريرة أن يصوم ثلاثة أيّام من كلّ شهر، وأن يوتر قبل أن ينام، وأوصى أبا الدرداء بمثل ذلك، أما هذا فأوصاه أن لا يغضب، أوصاه أن لا يغضب، لأن النبي صلى الله عليه وسلم علم من حاله أنه غضوب، كثير الغضب، فلذلك قال: لا تغضب .
والغضب يحمل الإنسان على أن يقول كلمة الكفر، على أن يطلّق زوجته، على أن يضرب أمّه، على أن يعقّ أباه، كما هو مشاهد معلوم، ثم تجد الإنسان من حين ما يتسرع يبرد ثم يندم ندما عظيما، وما أكثر الذين يسألون : غضبت على زوجتي فطلّقتها، غضبت عليها فطلّقتها بالثلاث، غضبت على فلان وحرّمت عليه وما أشبه ذلك ، فأنت لا تغضب، لا تغضب ، فإن الغضب لا شكّ أنه يؤثّر على الإنسان حتى يتصرّف تصرّف المجانين ، ولهذا قال بعض العلماء : " إن الإنسان إذا غضب غضبا شديدا حتى لا يدري ما يقول فإنه لا عبرة بقوله ولا أثر لقوله إن كان طلاقا فامرأته لا تطلق، وإن كان دعاء فإنه لا يستجاب ، لأنه يتكلّم بدون عقل وبدون تصوّر " ، نسأل الله لنا ولكم العافية والسّلامة.
القارئ : نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب الحلم والأناة والرّفق : " عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِبحة، وليُحدَّ أحدكم شفرته وليرح ذبيحته رواه مسلم.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ما خُيّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلاّ أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما ، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه ، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قطّ إلاّ أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله تعالى متّفق عليه.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بمن يحرم على النار، أو بمن تحرم عليه النار، تحرم على كلّ قريب هيّن ليّن سهل رواه الترمذي وقال: حديث حسن " .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني قال: لا تغضب، فردد مرارًا، قال: لا تغضب رواه البخاري " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث ذكرها النووي -رحمه الله- في باب الرفق والحلم والأناة من كتاب *رياض الصالحين، وسبق الكلام على قوله صلى الله عليه وسلم : يسّروا ولا تعسّروا ، وبشّروا ولا تنفّروا .
ثم ذكر المؤلف -رحمه الله- حديثا فيه الأمر بالرفق والحثّ عليه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: من يُحرم الرّفق يحرم الخير كلّه : يعني أن الإنسان إذا حُرم الرّفق في الأمور فيما يتصرّف فيه لنفسه وفيما يتصرّف فيه مع غيره فإنه يُحرم الخير كلّه، أي : فيما تصرّف فيه، فإذا تصرّف الإنسان بالعُنف والشّدّة فإنه يحرم الخير فيما فعل ، وهذا شيء مجرّب مشاهد : أن الإنسان إذا صار يتعامل بالعنف والشّدّة فإنه يُحرم الخير ولا يأمل الخير، وإذا كان يتعامل بالرفق والحلم والأناة وسعة الصّدر حصل على خير كثير ، وعلى هذا فينبغي للإنسان الذي يريد الخير أن يكون دائما رفيقا حتى ينال الخير ، أما حديث أبي هريرة فهو أن رجلا قال: يا رسول الله أوصني! قال: لا تغضب فردد مرارًا -وهو يقول أوصني- قال: لا تغضب : والمعنى لا تكن سريع الغضب يستثيرك كلّ شيء ، بل كن مطمئنّا متأنيّا لأنّ الغضب جمرة يلقيها الشّيطان في قلب الإنسان حتى يغلي القلب ، ولهذا تنتفخ الأوداج عروق الدّمّ وتحمرّ العين، ثمّ ينفعل الإنسان حتى يفعل شيئا يندم عليه ، وإنما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل أن لا يغضب دون أن يوصيه بتقوى الله أو بالصّلاة أو بالصّيام أو ما أشبه ذلك ، لأن حال هذا الرّجل تقتضي ذلك ولهذا أوصى غيره بغير هذا الشّيء، أوصى أبا هريرة أن يصوم ثلاثة أيّام من كلّ شهر، وأن يوتر قبل أن ينام، وأوصى أبا الدرداء بمثل ذلك، أما هذا فأوصاه أن لا يغضب، أوصاه أن لا يغضب، لأن النبي صلى الله عليه وسلم علم من حاله أنه غضوب، كثير الغضب، فلذلك قال: لا تغضب .
والغضب يحمل الإنسان على أن يقول كلمة الكفر، على أن يطلّق زوجته، على أن يضرب أمّه، على أن يعقّ أباه، كما هو مشاهد معلوم، ثم تجد الإنسان من حين ما يتسرع يبرد ثم يندم ندما عظيما، وما أكثر الذين يسألون : غضبت على زوجتي فطلّقتها، غضبت عليها فطلّقتها بالثلاث، غضبت على فلان وحرّمت عليه وما أشبه ذلك ، فأنت لا تغضب، لا تغضب ، فإن الغضب لا شكّ أنه يؤثّر على الإنسان حتى يتصرّف تصرّف المجانين ، ولهذا قال بعض العلماء : " إن الإنسان إذا غضب غضبا شديدا حتى لا يدري ما يقول فإنه لا عبرة بقوله ولا أثر لقوله إن كان طلاقا فامرأته لا تطلق، وإن كان دعاء فإنه لا يستجاب ، لأنه يتكلّم بدون عقل وبدون تصوّر " ، نسأل الله لنا ولكم العافية والسّلامة.
القارئ : نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب الحلم والأناة والرّفق : " عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِبحة، وليُحدَّ أحدكم شفرته وليرح ذبيحته رواه مسلم.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ما خُيّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلاّ أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما ، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه ، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قطّ إلاّ أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله تعالى متّفق عليه.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بمن يحرم على النار، أو بمن تحرم عليه النار، تحرم على كلّ قريب هيّن ليّن سهل رواه الترمذي وقال: حديث حسن " .
الفتاوى المشابهة
- تتمة شرح قول قول الإمام النووي رحمه الله تعا... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري قال:... - ابن عثيمين
- عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه قال: سمع... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- كيف قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل لا تغ... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين