شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) متفق عليه . و الصرعة بضم الصاد وفتح الراء وأصله عند العرب من يصرع الناس كثيراً . وعن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان وأحدهما قد احمر وجهه وانتفخت أوداجه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه ما يجد ) فقالوا له إن النبي صلى الله عليه وسلم قال تعوذ بالله من الشيطان الرجيم متفق عليه ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذان الحديثان اللذان ذكرهما المؤلف في الغضب ، والغضب : جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم ، فيستشيط غضبا ، ويحتمي جسده ، وتنتفخ أوداجه ، ويحمر وجهه ، ويتكلم بكلام لا يعقله أحيانا ، ويتصرف تصرفا لا يعقله أيضا ، ولهذا : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أوصني ، قال : لا تغضب ، قال : أوصني ، قال : لا تغضب ، قال : أوصني قال : لا تغضب .
وبين النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة هذا الذي ذكره المؤلف -رحمه الله- أن الشديد ليس بالصُّرَعة ، فقال : ليس الشديد بالصُّرعة : يعني ليس القوي بالصرعة الذي يكثر صرع الناس ، يعني يطرحهم في المصارعة يغلبهم ويطرحهم هذا يقال عند الناس إنه شديد وقوي ، لكن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ليس هذا الشديد حقيقة : إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ، يعني القوي حقيقة هو الذي يصرع نفسه إذا صارعته وغصب مَلَكَها وتحكم فيها ، لأن هذه هي القوة الحقيقية : قوة داخلية معنوية يتغلب بها الإنسان على الشيطان ، لأن الشيطان هو الذي يلقي الجمرة في قلبك من أجل أن تغضب ، ففي هذا الحديث الحثُ على أن يملك الإنسان نفسه عند الغضب ، وألا يسترسل فيه ، لأنه يندم ، كثيرا ما يغضب الإنسان فيطلق امرأته ، وربما تكون هذه الطلقة آخر تطليقة ، كثيرا ما يغضب الإنسان فيتلف ماله يحرقه يكسر شيئا ، كثيرا ما يغضب على ابنه حتى يضربه وربما مات بضربه ، وكذلك يغضب على زوجته مثلا فيضربها ضربا مبرحا ، وما أشبه ذلك من الأشياء الكثيرة التي تحدث للإنسان عند الغضب ، ولهذا : نهى النبي عليه الصلاة والسلام أن يقضي القاضي وهو غضبان ، لأن الغضب يمنع القاضي من تصور المسألة ، ثم من تطبيق الحكم الشرعي عليها فيهلك ويحكم بين الناس بغير الحق ، وكذلك ذكر المؤلف حديث سليمان بن صُرَد رضي الله عنه : في رجلين استبا عند النبي صلى الله عليه وسلم ، استبا فغضب أحدهما ، حتى انتفخت أوداجه واحمر وجهه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد ، لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : أعوذ بالله يعني أعتصم به من الشيطان الرجيم ، لأن هذا الذي أصابه من الشيطان قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لذهب عنه ما يجد : وعلى هذا فنقول : المشروع للإنسان إذا غضب أن يحبس نفسه ، وأن يصبر ، وأن يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، يقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وأن يتوضأ ، فإن الوضوء يطفئ الغضب ، وإن كان قائما فليقعد ، وإن كان قاعدا فليضطجع ، وإن خاف خرج من المكان الذي هو فيه حتى لا ينفذ غضبه ، فيندم بعد ذلك ، والله الموفق .
هذان الحديثان اللذان ذكرهما المؤلف في الغضب ، والغضب : جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم ، فيستشيط غضبا ، ويحتمي جسده ، وتنتفخ أوداجه ، ويحمر وجهه ، ويتكلم بكلام لا يعقله أحيانا ، ويتصرف تصرفا لا يعقله أيضا ، ولهذا : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أوصني ، قال : لا تغضب ، قال : أوصني ، قال : لا تغضب ، قال : أوصني قال : لا تغضب .
وبين النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة هذا الذي ذكره المؤلف -رحمه الله- أن الشديد ليس بالصُّرَعة ، فقال : ليس الشديد بالصُّرعة : يعني ليس القوي بالصرعة الذي يكثر صرع الناس ، يعني يطرحهم في المصارعة يغلبهم ويطرحهم هذا يقال عند الناس إنه شديد وقوي ، لكن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ليس هذا الشديد حقيقة : إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ، يعني القوي حقيقة هو الذي يصرع نفسه إذا صارعته وغصب مَلَكَها وتحكم فيها ، لأن هذه هي القوة الحقيقية : قوة داخلية معنوية يتغلب بها الإنسان على الشيطان ، لأن الشيطان هو الذي يلقي الجمرة في قلبك من أجل أن تغضب ، ففي هذا الحديث الحثُ على أن يملك الإنسان نفسه عند الغضب ، وألا يسترسل فيه ، لأنه يندم ، كثيرا ما يغضب الإنسان فيطلق امرأته ، وربما تكون هذه الطلقة آخر تطليقة ، كثيرا ما يغضب الإنسان فيتلف ماله يحرقه يكسر شيئا ، كثيرا ما يغضب على ابنه حتى يضربه وربما مات بضربه ، وكذلك يغضب على زوجته مثلا فيضربها ضربا مبرحا ، وما أشبه ذلك من الأشياء الكثيرة التي تحدث للإنسان عند الغضب ، ولهذا : نهى النبي عليه الصلاة والسلام أن يقضي القاضي وهو غضبان ، لأن الغضب يمنع القاضي من تصور المسألة ، ثم من تطبيق الحكم الشرعي عليها فيهلك ويحكم بين الناس بغير الحق ، وكذلك ذكر المؤلف حديث سليمان بن صُرَد رضي الله عنه : في رجلين استبا عند النبي صلى الله عليه وسلم ، استبا فغضب أحدهما ، حتى انتفخت أوداجه واحمر وجهه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد ، لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : أعوذ بالله يعني أعتصم به من الشيطان الرجيم ، لأن هذا الذي أصابه من الشيطان قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لذهب عنه ما يجد : وعلى هذا فنقول : المشروع للإنسان إذا غضب أن يحبس نفسه ، وأن يصبر ، وأن يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، يقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وأن يتوضأ ، فإن الوضوء يطفئ الغضب ، وإن كان قائما فليقعد ، وإن كان قاعدا فليضطجع ، وإن خاف خرج من المكان الذي هو فيه حتى لا ينفذ غضبه ، فيندم بعد ذلك ، والله الموفق .
الفتاوى المشابهة
- تنبيه من الشيخ على خطأ بعض الناس في قولهم قال... - الالباني
- تنبيه على قول بعضهم: قال الله تعالى بعد أعوذ ب... - الالباني
- تنبيه على خطأ بعض الناس في قولهم : " قال الله... - الالباني
- بعض الأئمة لما يريد أن يخطب مثلا أو يلقي كلمة... - الالباني
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- كيف قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل لا تغ... - ابن عثيمين
- مشروعية الاستعاذة بالله عند الغضب - ابن باز
- هل الشخص الذي يرفع صوته على والديه في وقت ال... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين