شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون متفق عليه . وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) متفق عليه ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين:
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب العفو والإعراض عن الجاهلين : " عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبياً من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ، ضربه قومه فأدموه ، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
نقل النووي -رحمه الله- في *رياض الصالحين، في باب : العفو والإعراض عن الجاهلين : عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبيّاً من الأنبياء ضربه قومه حتى أدموا وجهه، فجعل يمسح الدّم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون : هذا من حلم الأنبياء وصبرهم على أذى قومهم، وكم نال الأنبياءَ من أذى قومهم، قال الله تعالى : ولقد كُذّبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذّبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا : فهذا النبي عليه الصّلاة والسّلام الذي ضربه قومه حتّى أدموا وجهه يقول : اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ، وكأن هؤلاء القوم كانوا مسلمين لكن حصل منهم مغاضبة مع نبيّهم ففعلوا هذا معه فدعا لهم بالمغفرة ، إذ لو كانوا غير مسلمين لكان يدعو لهم بالهداية فيقول : اللهم اهد قومي ، لكن هذا الظاهر أنّهم كانوا مسلمين ، والحقّ حقّه له أن يسمح عنه، وله أن يتنازل عنه، ولهذا كان القول الراجح في من سبّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم ثمّ تاب أن توبته تقبل، ولكنّه يُقتل، وأما من سبّ الله ثمّ تاب فإن توبته تقبل ولا يقتل، وليس هذا يعني أن سبّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم أعظم من سبّ الله، بل سبّ الله أعظم، لكن الله قد أخبرنا أنه يعفو عن حقّه لمن تاب منه، فهذا الرّجل تاب فعلمنا أن الله تعالى قد عفى عنه، أما الرسول صلى الله عليه وسلم فهو قد مات، فإذا سبّه أحد فقد امتهن حقّه، فإذا تاب فإن الله يتوب عليه كفره الذي كفر بسبب سبّه، ولكن حقّ الرّسول باقٍ: يقتل.
ثمّ ذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: ليس الشّديد بالصُّرَعة : يعني ليس القويّ الصّرعة الذي يصرع الناس إذا صارعهم، والمصارعة معروفة وهي من الرّياضة النبويّة المباحة، فإن الرسول عليه الصّلاة والسّلام صارع ركّانة بن يزيد : وكان هذا الرّجل لا يصرعه أحد فصارعه النّبي صلّى الله عليه وسلم فصرعه صلى الله عليه وسلم، فهذا الصُّرَعة الذي إذا صارع الناس صرعهم ليس هو الشّديد حقيقة، لكنّ الشّديد الذي يصرع غضبه، إذا غضب غلب غضبه، ولهذا قال: إنما الشّديد الذي يملك نفسه عند الغضب : هذا هو الشّديد ، لأن الغضب جمرة يلقيها الشّيطان في قلب ابن آدم فيفور دمه ، فإن كان قويّا ملك نفسه ، وإن كان ضعيفا غلبه الغضب وحينئذ ربّما يتكلّم بكلام يندم عليه أو يفعل فعلًا يندم عليه ، ولهذا قال رجل للرسول صلى الله عليه وآله وسلم: أوصني، قال : لا تغضب، قال: أوصني، قال: لا تغضب، قال: أوصني، قال: لا تغضب، ردّد مرارًا وهو يقول: لا تغضب ، لأن الغضب ينتج عنه أحيانا مفاسد عظيمة ربّما سبّ الإنسان نفسه، أو سبّ دينه أو سبّ ربّه، أو طلّق زوجته، أو كسر إناءه، أو أَحرق ثيابه، كثير من الوقائع تصدر من بعض النّاس إذا غضبوا كأنما صدرت من المجنون، ولهذا كان القول الراجح: " أن الإنسان إذا غضب حتى لا يملك نفسه ثم ّطلّق زوجته فإنها لا تطلق، لأن هذا حصل عن غلبة ليس عن اختيار، والطلاق عن غلبة لا يقع، كطلاق المكره "، والله الموفّق.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على نبينا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين، قال -رحمه الله تعالى- : " باب احتمال الأذى :
قال الله تعالى: والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين .
وقال تعالى: ولَمَن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور " .
الشيخ : أعد أعد.
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين:
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب العفو والإعراض عن الجاهلين : " عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبياً من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ، ضربه قومه فأدموه ، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
نقل النووي -رحمه الله- في *رياض الصالحين، في باب : العفو والإعراض عن الجاهلين : عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبيّاً من الأنبياء ضربه قومه حتى أدموا وجهه، فجعل يمسح الدّم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون : هذا من حلم الأنبياء وصبرهم على أذى قومهم، وكم نال الأنبياءَ من أذى قومهم، قال الله تعالى : ولقد كُذّبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذّبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا : فهذا النبي عليه الصّلاة والسّلام الذي ضربه قومه حتّى أدموا وجهه يقول : اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ، وكأن هؤلاء القوم كانوا مسلمين لكن حصل منهم مغاضبة مع نبيّهم ففعلوا هذا معه فدعا لهم بالمغفرة ، إذ لو كانوا غير مسلمين لكان يدعو لهم بالهداية فيقول : اللهم اهد قومي ، لكن هذا الظاهر أنّهم كانوا مسلمين ، والحقّ حقّه له أن يسمح عنه، وله أن يتنازل عنه، ولهذا كان القول الراجح في من سبّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم ثمّ تاب أن توبته تقبل، ولكنّه يُقتل، وأما من سبّ الله ثمّ تاب فإن توبته تقبل ولا يقتل، وليس هذا يعني أن سبّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم أعظم من سبّ الله، بل سبّ الله أعظم، لكن الله قد أخبرنا أنه يعفو عن حقّه لمن تاب منه، فهذا الرّجل تاب فعلمنا أن الله تعالى قد عفى عنه، أما الرسول صلى الله عليه وسلم فهو قد مات، فإذا سبّه أحد فقد امتهن حقّه، فإذا تاب فإن الله يتوب عليه كفره الذي كفر بسبب سبّه، ولكن حقّ الرّسول باقٍ: يقتل.
ثمّ ذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: ليس الشّديد بالصُّرَعة : يعني ليس القويّ الصّرعة الذي يصرع الناس إذا صارعهم، والمصارعة معروفة وهي من الرّياضة النبويّة المباحة، فإن الرسول عليه الصّلاة والسّلام صارع ركّانة بن يزيد : وكان هذا الرّجل لا يصرعه أحد فصارعه النّبي صلّى الله عليه وسلم فصرعه صلى الله عليه وسلم، فهذا الصُّرَعة الذي إذا صارع الناس صرعهم ليس هو الشّديد حقيقة، لكنّ الشّديد الذي يصرع غضبه، إذا غضب غلب غضبه، ولهذا قال: إنما الشّديد الذي يملك نفسه عند الغضب : هذا هو الشّديد ، لأن الغضب جمرة يلقيها الشّيطان في قلب ابن آدم فيفور دمه ، فإن كان قويّا ملك نفسه ، وإن كان ضعيفا غلبه الغضب وحينئذ ربّما يتكلّم بكلام يندم عليه أو يفعل فعلًا يندم عليه ، ولهذا قال رجل للرسول صلى الله عليه وآله وسلم: أوصني، قال : لا تغضب، قال: أوصني، قال: لا تغضب، قال: أوصني، قال: لا تغضب، ردّد مرارًا وهو يقول: لا تغضب ، لأن الغضب ينتج عنه أحيانا مفاسد عظيمة ربّما سبّ الإنسان نفسه، أو سبّ دينه أو سبّ ربّه، أو طلّق زوجته، أو كسر إناءه، أو أَحرق ثيابه، كثير من الوقائع تصدر من بعض النّاس إذا غضبوا كأنما صدرت من المجنون، ولهذا كان القول الراجح: " أن الإنسان إذا غضب حتى لا يملك نفسه ثم ّطلّق زوجته فإنها لا تطلق، لأن هذا حصل عن غلبة ليس عن اختيار، والطلاق عن غلبة لا يقع، كطلاق المكره "، والله الموفّق.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على نبينا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين، قال -رحمه الله تعالى- : " باب احتمال الأذى :
قال الله تعالى: والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين .
وقال تعالى: ولَمَن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور " .
الشيخ : أعد أعد.
الفتاوى المشابهة
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا وكيع حد... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول قول الإمام النووي رحمه الله تعا... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين