تم نسخ النصتم نسخ العنوان
باب وداع الصاحب ووصيته عند فراقه لسفر وغيره... - ابن عثيمينالقارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .قال رحمه الله تعالى: " باب وداع الصاحب ووص...
العالم
طريقة البحث
باب وداع الصاحب ووصيته عند فراقه لسفر وغيره والدعاء له وطلب الدعاء منه : قال الله تعالى: (( ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون، أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون )) .وأما الأحاديث: فمنها حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه - الذي سبق في باب إكرام أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا خطيبا، فحمد الله، وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال: ( أما بعد، ألا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما: كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به ) فحث على كتاب الله، ورغب فيه، ثم قال: ( وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي ) رواه مسلم. وقد سبق بطوله.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب وداع الصاحب ووصيته عند فراقه للسفر وغيره والدعاء له وطلب الدعاء منه، قال الله تعالى: ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون * أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهًا واحدًا ونحن له مسلمون وأما الأحاديث فمنها حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه الذي سبق في باب إكرام أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا خطيبًا فحمد الله وأثنى ووعظ وذكَّر ثم قال: أما بعد ألا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي رواه مسلم ".

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين فيما يتعلق في وداع المسافر ووصيته والدعاء له وطلب الدعاء منه، وذلك أن الإنسان إذا سافر فإنه ينبغي لأقاربه وذويه وأصحابه أن يودعوه وأن يوصوه بتقوى الله عز وجل، فإن الله تعالى يقول: ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا بعث جيشًا أو سرية وأمّر عليهم أميرًا قال: أوصيك بتقوى الله ومن معك من المسلمين خيرًا وذلك أن الإنسان يحتاج إلى أحد يساعده ويعينه على طاعة ربه ولاسيما عند السفر، لأن السفر محل الشغل والتقصير ولاسيما فيما سبق من الزمان لما كانت الأسفار بعيدة على المطايا وعلى الأقدام، فالناس يحتاجون إلى وصية وإلى تثبيت وإلى إعانة، ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى الآيات الواردة في ذلك فقال: ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون وهذه الوصية هي قول الله عز وجل في إبراهيم: إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ولم يتردد فأسلم لله وانقاد له ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يعني وصى بهذه الوصية وهي أن يسلموا لله عز وجل ظاهرًا وباطنًا، فالإسلام الظاهر يكون بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت، والإسلام الباطن يكون بالإيمان بالله وملائكته وكتبه إلى آخره وصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين يعني أن إبراهيم ويعقوب كل منهما وصى بها بنيه إن الله اصطفى لكم الدين أي: اختاره لكم فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون المعنى: استديموا الإسلام واثبتوا عليه إلى الممات ولا ترتدوا عنه أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهًا واحدًا وهذا غاية التوحيد وهذا من نصح يعقوب عليه الصلاة والسلام لبنيه حيث أراد أن يعرف حالهم قبل أن يفارق الدنيا ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق أما إبراهيم فهو أبوه يعني جده وإسحاق أبوه لصلبه، وأما إسماعيل فهو عمه لكن أطلق عليه لفظ الآباء من باب التغليب، لأن العم صنو الأب كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعمر: أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه يعني: شريكه في الأصل والجذع، والصنو هو عبارة عن النخلتين يكون أصلهما واحدًا وهما قرينتان، ويسمى عند العامة القرائن، وقوله: إلهًا واحدًا من باب التوكيد ونحن له مسلمون فهذه الوصية ينبغي للإنسان أن يوصي بها من أراد سفرًا وأن يوصي بها أهله وأن يتعاهدهم عليها، لأنها هي التي عليها بناء كل شيء، فلا دين بدون إخلاص ولا عبادة بدون إخلاص ولا اتباع بدون إخلاص، كل شيء مبناه على الإخلاص لله عز وجل، اللهم نسألك أن تجعلنا ممن يعبدك مخلصين لك الدين يا رب العالمين.

Webiste