الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أقول : ليعلم أن الأصل في خطابات القرآن الكريم أو السنة النبوية عمومها للرجال والنساء ، فما ثبت في حق الرجال ثبت في حقل النساء ، وما ثبت في حق النساء ثبت في حق الرجال إلا بدليل ، وأكثر خطابات القرآن والسنة موجهة إلى الرجال الذكور ، وإنما كان كذلك لأن الرجل أرجح عقلاً من المرأة وأكبر تحملاً للمسؤلية ، وأقوى في تنفيذ أوامر الله ورسوله ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن .
فلهذا تجد خطابات القرآن الكريم والسنة النبوية أكثرها موجه للرجال ، لكن أحياناً يوجه للنساء أو يتحدث به عن النساء لأنه الغالب فيهن مثل قوله تعالى : ومن شر النفاثات في العقد .
فإنه أضاف ذلك إلى النفاثات وهن النساء ، لأن ذلك أكثر فيهن ، وإن كان يحتمل أن المعنى ومن شر النفوس النفاسات في العقد ، لكن المشهور أن النفاثات هن الساحرات .
كذلك أيضاً قول الله تعالى : والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم فذكر المحصنات ، ومعلوم أن من رمى الرجال فالحكم فيه واحد لكن أضاف ذلك إلى النساء لأن الغالب أن النساء هن اللاتي يقذفن .
والخلاصة : أن ما ثبت في حق الرجال ثبت في حق النساء وما ثبت في حق النساء ثبت في حق الرجال إلا بدليل هذا هو الخلاصة .
وعليه فالخطابات الموجهة إلى الرجال في الكتاب والسنة تشمل الإناث مثل قوله تعالى : قد أفلح المؤمنون كما جاء في السؤال ، نقول والمؤمنات أيضاً ، ومثل قوله الله تعالى : إن الذين يتلون كتاب الله أقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور يدخل فيها النساء .
ومثل قوله صلى الله عليه وسلم : سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل وشاب نشأ في طاعة الله ، ورجل قلبه معلق بالمساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه .
هذا يشمل المرأة إذا اتصفت بما تتصف من هذه الصفات ، فمثلاً إمام عادل لا يمكن أن تتصف به المرأة ، لأن المرأة لا يمكن أبداً أن تتولى ولاية عامة تشمل الرجال والنساء ، صحيح أنها يمكن أن تتولى ولاية عامة بالنسبة لقسم النساء كمديرة المدرسة وما أشبه ذلك ، أما إمام فلا يمكن أن تكون إماماً ولا يمكن أن تكون رئيسة ولا يمكن أن تكون وزيرة في حكم الشرع ، وذلك لأن المرأة ليست كالرجل في القوة والحزم والفكر .
وشاب نشأ في طاعة الله هذا يمكن أن تكون المرأة كذلك ، تكون شابة نشأت في طاعة الله .
ورجل قلبه معلق بالمساجد هذا لا يمكن بالنسبة للمرأة لأن المرأة مسجدها بيتها ، لكن إذا كان قلبها معلقاً بالصلوات ، كلما صلت فريضة تشوفت إلى فريضة أخرى فنرجوا أن تكون مثل الرجل الذي تعلق قلبه بالمساجد .
ورجلان تحابا في الله اجتماعا عليه وتفرقا عليه هذا يمكن أن تتصف به المرأة .
ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله هذا يمكن أيضاً أن تتصف به المرأة ، وقد لا تتصف به ، تتصف به المرأة بحيث إذا دعاها رجل ذو منصب وجمال قالت : إني أخاف الله ، ويمكن أن لا تكون كذلك لأن قوة الطلب في الرجال أكثر من قوة الطلب في النساء ، فإذا كان الرجل دعته امرأة ذات منصب وجمال ، فقال : إني أخاف الله ، فهو أعظم من قول المرأة في رجل طلبها ذي منصب وجمال فقالت : إني أخاف الله ، يعني أنا أتردد هل تلحق بهذا في هذه الخصلة أو لا .
ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه هذا أيضاً يدخل فيه النساء لأنه قد يقع منه .
ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه هذا يدخل فيه النساء أيضاً .