الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
هذا الحديث الذي أشارت إليه السائلة هو قول النبي صلى الله عليه وسلم : "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل ، وشاب نشأ في طاعة الله ، ورجل قلبه معلق بالمساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله ، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه" وهذه الجمل السبع كما ذكرت السائلة مصدرة بكلمة رجل .
ولكن ليعلم أن ما جاء من النصوص في كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم معلقا ًبالرجال فإنه يشمل النساء ، وما جاء معلقاً بالنساء فإنه يشمل الرجال أيضاً ، لأن ذلك هو الأصل أي أن الأصل تساوي الرجال والنساء في الأحكام الشرعية إلا ما قام الدليل على الاختصاص .
فمثلاً قوله تعالى : { والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم } هذه الآية كما هو مسموع علق الحكم فيها بالنساء ، ومن المعلوم أن الحكم يعم الرجال ، فمن قذف المحصنين ولم يأت بأربعة شهداء فإنه يجلد ثمانين جلدة ، ولا تقبل له شهادة أبداً ويكون من الفاسقين .
وكذلك قوله تعالى : { قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون } إلى آخره ، يشمل النساء ، وكذلك قوله تعالى : { إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً } يشمل النساء .
فالأصل إذاً أن ما علق بالنساء من أحكام أو أخبار يشمل الرجال وما علق بالرجال يشمل النساء إلا ما دل الدليل على تخصيصه فيعمل بمقتضى الدليل .
وبناءً على هذه القاعدة العامة المتفق عليها يكون الحديث المشار إليه : "سبعة يظلهم الله في ظله" يكون شاملاً للنساء بلا شك ، "شاب نشأ في طاعة الله" يمكن أن يكون للرجال والنساء ، "رجل قلبه معلق بالمساجد" يكون للرجال فقط ، لأن المرأة صلاتها في بيتها أفضل لها ، اللهم إلا إن يتوسع في المعنى ويراد بالمساجد أماكن السجود فيعم أماكن الصلاة كلها سواء في البيت أو في المسجد فحينئذٍ تدخل المرأة في ذلك ، "رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله" يمكن أن يوجد ذلك في النساء بأن يدعوها شاب ذا جمال وسب فتقول إني أخاف الله ، فيكون المرأة كالرجل في ذلك . المهم أن كل جملة في هذا الحديث تصح للنساء وتقوم بها النساء فإن الحكم يشمل النساء بلا شك .
وهذا كثيراً ما يحصل فيه تساؤل ويسأل بعض النساء عما ذكر الله سبحانه وتعالى لأهل الجنة من الحور والأزواج المطهرة فيقلن كيف يكون للرجال حور عين وأزواج مطهرة ، فماذا يكون شأن النساء من أهل الدنيا ؟
والجواب على ذلك : أن النساء من أهل الدنيا يتزوجن برجال من أهل الدنيا ، والرجال من أهل الدنيا خير من الولدان الذين في الجنة ، لأن الولدان الذين في الجنة خدم لهؤلاء الرجال ، فالرجل من أهل الدنيا يكون خيراً من الولدان في الجنة ، وحينئذٍ تنال المرأة في الجنة بغيتها ويكفي دليلاً لذلك قوله تعالى في وصف الجنة : { وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين أنتم فيها خالدون } .