تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد حديث حذيفة رضي الله عنه قال: كنا إذا ح... - ابن عثيمينالشيخ : وهذا الحديث يدل على فوائد منها: احترام الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأدبهم معه، ومنها: أنه ينبغي إذا كان فيه كبير في الطعام أل...
العالم
طريقة البحث
فوائد حديث حذيفة رضي الله عنه قال: كنا إذا حضرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما، لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده. وإنا حضرنا معه مرة طعاما، فجاءت جارية كأنها تدفع، فذهبت لتضع يدها في الطعام، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها، ثم جاء أعرابي كأنما يدفع، فأخذ بيده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله تعالى عليه، وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها، فأخذت بيدها، فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به، فأخذت بيده، والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يديهما ) ثم ذكر اسم الله تعالى وأكل. رواه مسلم.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : وهذا الحديث يدل على فوائد منها: احترام الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأدبهم معه، ومنها: أنه ينبغي إذا كان فيه كبير في الطعام ألا يتقدم أحد قبل أكله يعني يجعلون الكبير هو الذي يأكل أولًا، لأن التقدم بين يدي الكبير غير مناسب وغير أدب، ومنها: أن الشيطان يأمر الإنسان ويحثه ويزجره على فعل ما لا ينبغي، وقد جاء في القرآن الكريم: الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء وقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر فدل هذا على أن الشيطان له إمرة على بني آدم والمعصوم من عصمه الله، ومنها أن الإنسان إذا أتى في أثناء الطعام فليسم لا يقول سمى الأولون قبلي، يسمي، ولكن إذا كانوا جميعًا بدؤوا بالطعام جميعًا هل يكفي تسمية الواحد؟ إن كان الواحد سمى سرًّا فإن تسميته لا تكفي لأن الآخرين لم يسمعوها، وإن سمى جهرًا ونوى عن الجميع فقد يقال إنها تكفي وقد يقال الأفضل أن كل إنسان يسمي لنفسه، وهذا أكمل وأحسن، ومنها من فوائد هذا الحديث: أن للشيطان يدًا لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمسك بيده، ومنها أيضًا: آية من آيات الرسول عليه الصلاة والسلام حيث أعلمه الله تعالى بما حصل في هذه القصة أن الشيطان دفعهما دفع الأعرابي والجارية وأنه أمسك بأيديهم بأيدي الثلاثة بيده الكريمة صلوات الله وسلامه عليه، ومنها: أنه إذا جاء أحد يريد أن يأكل ولم تسمعه سمى فأمسك بيده، أمسك بيده حتى يسمي، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمسك بأيديهم ولم يقل سميا أمسك بأيديهم حتى يكون ذلك ذكرى لهم يذكرون هذه القصة ولا ينسون التسمية في المستقبل، ومن فوائد هذا الحديث: تأكد التسمية عند الأكل، والصحيح أن التسمية عند الأكل واجبة، وأن الإنسان إذا لم يسم فهو عاصٍ لله عز وجل وراضٍ بأن يشاركه في طعامه أعدى عدو له وهو الشيطان، فلذلك كانت التسمية واجبة فإن نسيت التسمية في أوله وذكرت في أثنائه فقل بسم الله أوله وآخره، والله الموفق.

Webiste