تم نسخ النصتم نسخ العنوان
كتاب اللباس : باب استحباب الثوب الأبيض وجواز... - ابن عثيمينالقارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .قال رحمه الله تعالى: " كتاب اللباس باب استح...
العالم
طريقة البحث
كتاب اللباس : باب استحباب الثوب الأبيض وجواز الأحمر والأخضر والأصفر والأسود وجوازه من قطن وكتان وشعر وصوف وغيرها إلا الحرير قال الله تعالى: (( يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا، ولباس التقوى ذلك خير )) . وقال تعالى: (( وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر، وسرابيل تقيكم بأسكم )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " كتاب اللباس باب استحباب الثوب الأبيض وجواز الأحمر والأخضر والأسود، قال الله تعالى: يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سوآتكم وريشًا ولباس التقوى ذلك خير وقال تعالى: وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح ".

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتاب رياض الصالحين: " كتاب اللباس "، وهذا من أحسن الترتيب فإن الأكل والشرب لباس الباطن، والثياب لباس الظاهر قال الله تبارك وتعالى: إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمؤ فيها ولا تضحى فقال: ألا تجوع فيها ولا تعرى لأن الجوع عري الباطن خلو البطن من الطعام عري له وألا تعرى من لباس الظاهر وأنك لا تظمؤ فيها هذا حرارة الباطن ولا تضحى هذا حرارة الظاهر، ولهذا أشكل على بعض الناس قال لماذا لم يقل إن لك ألا تجوع فيها ولا تظمى وأنك لا تعرى فيها ولا تضحى، ولكن من تفطن للمعنى الذي أشرنا إليه تبين له بلاغة القرآن، ألا تجوع فيها ولا تعرى هذا انتفاء العري في الباطن ولا تعرى انتفاؤه في الظاهر ولا تظمى هذا انتفاء الحرارة في الباطن ولا تضحى يعني تتعرض للشمس الحارة انتفاء للحرارة في الظاهر، كذلك المؤلف رحمه الله بدأ بآداب الأكل ثم بآداب الشرب ثم باللباس الذي هو كسوة الظاهر وافتتح هذا الكتاب بقوله تعالى: يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سوآتكم وريشًا ولباس التقوى ذلك خير فذكر الله تعالى نوعين من اللباس نوع ظاهر ونوع باطن، أو نوع حسي ونوع معنوي، وذكر أن الحسي قسمان، قسم ضروري توارى به العورة، وقسم كمالي وهو الريش لباس الزينة، والله سبحانه وتعالى من حكمته جعل بني آدم محتاجين للباس لمواراة السوءة، يعني لتغطية السوءة حتى يتفطن الإنسان أنه كما أنه محتاج للباس يواري سوءته الحسية، فهو محتاج للباس يواري سوءته المعنوية وهي المعاصي، وهذا من حكمة الله ولهذا تجدون غالب المخلوقات سوى الآدمي لها ما يستر جلدها من شعر أو صوف أو وبر أو ريش، لأنها ليست بحاجة إلى أن تتذكر، العري المعنوي بخلاف بني آدم فإنهم محتاجون إلى أن يتذكروا العورة المعنوية وهي عورة الذنوب حمانا الله وإياكم منها يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سوآتكم أي: عوراتكم وريشًا أي ثياب زينة وجمال زائدة عن اللباس الضرورية ولباس التقوى هذا اللباس المعنوي ذلك خير أي: خير من اللباس، الظاهر سواء كان مما هو ضروري كالذي يواري السوءة أو من الكمال، وإذا كان اللباس لباس التقوى خيرًا من لباس الظاهر، فيجب على الإنسان أن يفكر تجدنا نحرص على نظافة اللباس الظاهر، الإنسان إذا أصاب ثوبه بقعة وسخ ذهب يغسلها بالماء والصابون وبما يقدر عليه من المنظف، لكن لباس التقوى كثير من الناس لا يهتم به يتنظف أو يتوسخ لا يهتم به، مع أن هذا كما قال الله عز وجل هو الخير وهو إشارة إلى أنه يجب الاعتناء بلباس التقوى أكثر مما يجب الاعتناء بلباس البدن الظاهر الحسي، لأن لباس التقوى ذلك خير، وهنا قال: ذلك خير ولم يقل ولباس التقوى هو خير، لأن ذا اسم إشارة وجيء بها إلى البعيد إشارة إلى علو مرتبة هذا اللباس، كما قال تعالى: آلم * ذلك الكتاب لا ريب فيه ولم يقل هذا الكتاب إشارة إلى علو مرتبة القرآن، كذلك قوله: ذلك خير إشارة إلى علو مرتبة لباس التقوى، فينبغي للإنسان أن يعتني بهذا اللباس لباس تقوى الله عز وجل، وأن يفكر دائمًا في سيئاته ومعاصيه وتنظيف السيئات والمعاصي أسهل من تنظيف الثياب الظاهرة، الثياب الظاهرة يحتاج إلى عمل وتعب وأجر وتحضير ماء ومنظف، لكن هذا أمره سهل جدًّا والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم استغفار وتوبة يمحو كل ما سلف، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص: أما علمت أن التوبة تهدم ما قبلها نسأل الله تعالى أن يتوب علينا وعليكم بمنه وكرمه.

Webiste